نائب يمني يكشف لـ"العين الإخبارية" طرق إخضاع الحوثي للقبائل
تقف قبائل شمال اليمن عند مفترق طرق، وتدفع ثمنًا فادحًا في الحرب الحوثية بعد أن سحقت سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتحولت إلى مجرد ذخيرة في حروب المليشيات.
وظلت القبائل في شمال اليمن تعوض عن غياب الدولة لزمن طويل كبناء اجتماعي رائج وكقيمة يمنية مشتركة غير أنه بعد اجتياح مليشيات الحوثي للمحافظات وهدم الدولة عمدت المليشيات لتجريف القبلية لصالح مشروعها التدميري.
وتنتشر في عموم محافظات اليمن (باستثناء تعز وعدن) 5 قبائل كبرى هي "حمير" و"كندة" و"مذحج" و"حاشد" و"بكيل"، وتستوطن الأخيرتان محافظات شمال اليمن والخاضعة كليا لسيطرة مليشيات الحوثي.
وبذلت مليشيات الحوثي جهودا كبيرة للسيطرة على القبائل والتلاعب بأطرها التقليدية كما شنت حربا متعددة الأوجه على قبيلتي "حاشد" و"بكيل" بغية فرض سيطرتها السياسية في نهاية المطاف منها أخذ الرهائن من شيوخها وضرب القبائل في بعضها البعض.
هذا ما أكده عضو مجلس الشورى اليمني والزعيم القبلي حمود العَشَبي، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، لافتا إلى أن مليشيات الحوثي تعتمد على "الترهيب والتخويف وتفجير المساجد والمنازل واحتجاز الرهائن" لحكم القبائل الخاضعة لسيطرتها.
طرق إخضاع القبائل
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تحكم القبائل في مناطق سيطرتها عبر مسارين "الأول تمكين من معهم من قبائل صعدة وقبائل اليمن عامة من قيادة المجاميع وخاصة في الجبهات ليكونوا من أتباعهم وقود هذه الحرب، فيما الجانب الآخر غير الموالي لهم ورافض لافترائهم تعمد إلى تصفيتهم وتخرب بيوتهم واعتقالهم وتعذيب غالبيتهم حتى الموت".
وأوضح رئيس مجلس مشائخ قبيلة أرحب اليمنية الشيخ العشبي أن "مليشيات الحوثي مثلها مثل أي مليشيات في التاريخ القديم أو الحديث تصل للسلطة والحكم عن طريق الانقلاب على السلطة الشرعية للدولة بقوة السلاح والعنف وبالترغيب والترهيب".
واعتبر الزعيم القبلي احتجاز الرهائن من قبل مليشيات الحوثي أنه موروث سلالي قديم جدا يعود إلى قبل قرون من الزمن حتى وصل إلى مليشيات الحوثي .
وعن طرق مليشيات الحوثي في إخضاع قبائل اليمن، قال العشبي إن هناك محورين تسلكهما مليشيات الحوثي والتي تعلم جيدًا كيف يفكر المجتمع اليمني بكافة أطيافه وتعلم كيف تتلاعب بعواطف اليمنيين الجياشة وتدينه.
وأضاف أن المحور الأول يبدأ باللعب بالعواطف حيث يأتي الحوثي تارة برداء الدين بزعم أن "زعيم المليشيات هو الوريث الشرعي والوحيد لآل البيت والأمر له وحده، وتارة أخرى باسم محاربة اليهود والنصارى وإسرائيل وأمريكا وأنه يشكل رأس الحربة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
وتارة تأتي مليشيات الحوثي باسم تحرير القدس الشريف على أن يبدأ الطريق أولًا من عدن ومأرب ثم السعودية وهكذا حتى يتناسى عامة الناس جرائمها بسبب اللعب بعواطفهم.
أما المحور الثاني فيشمل الناس الذين يرفضون الانسياق خلف عواطفهم واللعبة "القذرة" لمليشيات الحوثي ويرون مخططاتها على حقيقتها وهنا تلجأ المليشيات لسلاح الترهيب والتعذيب والقتل والتفجير والخطف والتنكيل وخصوصًا لكبار القوم في المجتمع والرموز فيه وأصحاب العقول النيّرة.
وخلص العشبي إلى أن مليشيات الحوثي تقوم في "القسم الأول بخطف وأسر عقول القبائل بالشعارات البراقة والدورات الصيفية المعدة والمدروسة بدقة بأيد خارجية تركز فيها على عقول صغار السن، فيما القسم الآخر يقوم بخطف أبنائهم وتفجير منازلهم لتطويعهم وإسكات ألسنتهم التي يرونها أخطر عليهم من آلاف البنادق في جبهات القتال".
الهدنة والمجتمع الدولي
بالنسبة لوقع الهدنة في الميزان القبلي فإنها مجرد ألاعيب كما يقول العشبي، لإنقاذ مليشيات الحوثي لكنه يؤكد أن "الشعب اليمني معتاد منذ قديم الأزل على ذلك ولديه من الصبر والجلادة ما ليس لدى غيره من الشعوب والأعراق وسيرى القياديون المتعنتون من مليشيات الحوثي والأسر التابعة لها بعد نفاد صبر الشعب ما لا يخطر على بالهم".
كذلك الأمر، ينطبق على الطرف الآخر الذي يقوم بالمماطلة أو الخنوع لأجل مصالح ضيقة ويتناسى المصلحة الأعلى والأسمى"، كما يقول.
وحول مدى وقوف التراخي الدولي كسبب خلف تمادي الحوثي، أكد الزعيم القبلي أن "التراخي الدولي هو جزء من تصريح غير رسمي لصالح هذه المليشيات الإرهابية للاستمرار في أداء دورها في هذه اللعبة لكسب مصالح على المستويين الإقليمي والدولي والضحية هنا فقط هو اليمن واليمنيين".
كما يؤكد أن الحوثي يستمد قوته محليا من شتات مكونات الشعب القبلية والحزبية فضلا عن دق القبائل ببعضها بحجة التمسك بآل البيت لكن مخططات مليشيات الحوثي لن تستمر وسينقلب الناس عليها لأنه قد ضاقت بهم الأرض من جرائم هذه الفئة النكراء".
حشد القبيلة لمواجهة الحوثي
وتعد "القبيلة اليمنية مكونا رئيسيا للشعب اليمني، فالرئيس من القبيلة والوزير من القبيلة والقائد العسكري والأمني من القبيلة، السياسي الطبيب والإعلامي أغلبهم إن لم يكونوا جميعا من القبائل"، وفقا للزعيم القبلي.
ويؤكد الشيخ القبلي أنه "وفي ظل الحرب الحوثية الشعواء على القبيلة، تحتاج القبائل للاهتمام من قبل الدولة عبر تنظيم بعض الفوضى المتراكمة منذ عهد الإمامة وتقوم بعمل تحديث يناسب أبناء القبائل من الجيل الجديد وأسلوب حياتها ليعاصر العالم لتساعد القبيلة بدورها الدولة ويكون هناك تبادل للمنافع يصب في نهاية الأمر لصالح اليمن".
وشدد على ضرورة أن تنصف الدولة "أبناء القبائل في حقوقهم وترشدهم على نهج الإسلام الصحيح وعلى حسب النظام والقانون وتشركهم في بناء الهوية الوطنية للمواطن وأن يكونوا شركاء حقيقيين لا صوريين في بناء الدولة المقبلة كلا حسب علمه وخبرته ومكانته وولائه للدين والوطن".
وبشأن حفاظ القبائل على هوية المجتمع اليمني وسط حملات تجريف الحوثي، أكد العشبي أن "ترابط اليمنيين ما زال متماسكًا وقويًا حتى الآن رغم ضراوة الحرب الحوثية".
وأرجع ذلك إلى وجود "نظام قبلي قادر على مجابهة الهجمات الإيرانية الممنهجة"، مشيرا إلى أن "المجتمع القبلي اليمني سيمرض بسبب هذه الهجمات الإيرانية وسنحتاج لسنوات كي نمحو مخلفات المشروع الحوثي المنحرف لكن في نهاية المطاف سننهض بشكل أسرع مما يتصوره البعض".
وشدد العشبي في ختام حديثه لـ"العين الإخبارية"، على أن يرص اليمنيون صفوفهم قبليا وحزبيا خلف مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي الحامل الشرعي لقضية اليمنيين وذلك لاستعادة اليمن من قبضة مليشيات الحوثي.