"نكبة فبراير".. 11 عاما على هدم الإخوان دولة اليمن
يصادف اليوم الذكرى الـ11 لما يسمى "ثورة 11 فبراير" أو كما يصفها كثيرون بـ"نكبة اليمن" عقب انقلاب الإخوان على أحلام الشباب وهدم البلاد.
فبعد 11 عاما على انتفاضة الشباب بحثا عن واقع أفضل يحقق تطلعاتهم، مرت هذه الذكرى باهتة وعض الكثيرون أصابع الندم لما آل إليه وضع اليمن من كارثة إنسانية أدخلت البلد في حرب طاحنة إثر أطماع الإخوان ومليشيات الحوثي الإرهابية وأجنداتهم الخارجية.
- ذكرى فبراير في اليمن.. "ثورة ناقصة" انقض عليها "المتسلقون"
- "ثورة أم نكبة"؟.. عقد على "11 فبراير" وما زال اليمن ينزف
ورغم أن مليشيات الحوثي كانت أكثر المستفيدين من هذه النكبة التي عصفت بالنظام الجمهوري إلا أنها تجاهلت إحياءها كعادتها وذهبت للتهنئة والاحتفال بالذكرى الـ43 لثورة الخميني الإيرانية، التي تتزامن مع 11 فبراير/شباط باليمن وذلك ضمن مساعيها لتكريس التبعية لطهران.
أكاذيب الإخوان مستمرة
أما إخوان اليمن الذين جنوا ثمار 11 فبراير، وتسببوا بنهر من دماء الشباب فأحيوا المناسبة من عقاراتهم واستثماراتهم الخاصة خارج البلد، وبعضهم خرج يلوك خطابات الكذب والوعيد كالناشطة الإخوانية توكل كرمان المقيمة في تركيا، والتي ما زالت تبث سموم الفرقة والكراهية وتتجاهل مآلات ومآسي بلدها.
حيث خرجت عشية الذكرى في خطاب يهاجم "النادمين على الثورة" وآخر ضد ما تسميه "الثورة المضادة" وهي ثورة لا توجد إلا في مخيلة كرمان التي لا تزال بعد 11 عاما ترفض الاعتراف أنها وجماعتها كانت سبب الحرب وإشعال الحرائق وتعبيد الطريق أمام مليشيات الحوثي.
وكيف للأفعى الإخوانية أن تعترف وهي التي حازت جائزة نوبل على أشلاء شباب فبراير، ثم كيف لكرمان أن تستشعر خطر مليشيات الحوثي باليمن والمنطقة بعد أن شيدت لها إمبراطورية مالية وإعلامية تمجدها كل صباح ومساء.
وخلافا عن شاشات الفضائيات المؤدلجة ومعارك موقع التواصل الاجتماعي المناهضة والمؤيدة، فلم تحيي أي محافظة يمنية محررة ذكرى 11 فبراير/شباط باستثناء فعالية يتيمة أقيمت عشية المناسبة في شارع جمال بقلب مدينة تعز، واحتشد إليها أتباع حزب الإصلاح الإخواني باعتبارها نقطة انطلاق مؤامراتهم "الفبرايرية".
وفيما تعاني تعز ويلات حصار مليشيات الحوثي وبحاجة إلى منقذ لإنهاء مأساتها ذهب الإخوان للاحتفاء في باحة تقع على بعد بضعة كيلومترات من مرمى المدفعية الثقيلة للانقلابيين الذين يعتلون الجبال ويغلقون شرايين الحياة ويقذفون دوريا حمم الموت ضد النساء والأطفال والشيوخ.
شهادة المرارة.. تحالف الحوثي والإخوان في الساحات
شهادة جديدة من ساحات فبراير/شباط، حيث احتضنت أول تحالف للإخوان والحوثي ضد شباب خرجوا ينشدون الإصلاحات ووجدوا أنفسهم في شراك أجهزة أمنية قمعية استهدفت تطويعهم بالقوة وسجون الظلم المستحدثة.
ويؤكد الناشط السياسي اليمني وأحد القيادات الإعلامية الشابة في 11 فبراير/شباط عادل السبئي أن "هدفنا كان كشباب ثورة تحسين للوضع القائم اقتصاديا وسياسيا وتغيير أطر سياسية بالية ولم نفكر في إراقة الدماء".
ويقول السبئي في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "ما حدث في فبراير/شباط هو أن التيارات المؤدلجة دينيا جعلت من الدماء وسيلة للوصول لغاياتها حيث انطلقت شرارة القمع والتهديد من داخل الساحات".
ويتذكر الناشط السياسي كيف مارس الإخوان كل أنواع القمع والإرهاب على الشباب من ضرب وتهديد واعتقالات واستحداث سجون في الساحات استهدفت "تحويلها من مساحة للحرية إلى معتقلات سياسية للشباب الثائرين على أحلامهم وبؤس واقعهم أصحاب الرأي المخالف".
وبشهادة المرارة يضيف: "لقد كنت شاهدا على كل شيء بنفسي فأنا كنت عضوا في الرابطة الإعلامية لشباب الثورة وخضعنا لعمليات موجعة من الترهيب والتهديد ومحاولات تركيع الشباب بالقوة الأمنية الغاشمة وتكميم أفواههم بشكل متعجرف ومتعال".
ولم يكتف الإخوان بتشييد المعتقلات للشباب داخل الساحات، بل وصل الأمر إلى تشكيل لجان أمنية لتعقب أصوات الشباب ورصد كل آرائهم ونشاطهم المناهض لأجنداتهم".
ووفقا للسبئي فقد "كانت اللجان الأمنية تمارس قمعا بشكل وحشي، وعندما تريد إسكات فرد أو جماعة تطلق عليهم مندسين وبلطجية"، فيما تحول أتباع الإخوان إلى جواسيس، وبمجرد شهادة أحد الإخوان ضدك أو رصدك متلبسا بانتقاد تصرفات التنظيم الإرهابي داخل الساحة يتم ضربك وسحلك وسجنك بشكل موجع".
وأشار إلى أن تنظيمي الحوثي والإخوان استخدما الشباب كـ"جياد لتحقيق أهدافهم السياسية والوصول إلى اختطاف السلطة"، فيما كان شباب الثورة حلقة أضعف لا تقوى على فعل شيء.
وختم حديثه لـ"العين الإخبارية" قائلا: "كانت أحلامنا لا سقف لها نحو واقع أفضل يكفل العيش الكريم وتحقق الطموحات والأمنيات، ولم نكن خصوما لشخص أو لعائلة أو لجماعة، لكن المؤامرات ذات الأجندة الخارجية للحوثيين والإخوان كانت أكبر منا.
نكبة وطن
وبات غالبية اليمنيين مدركين بعمق أن ذكرى فبراير/شباط لم تكن مناسبة لتصحيح الأخطاء، فهي بالطبع ذكرى للمرارة والألم على أرواح مئات الشباب وعلى بلد طحنته حرب الانقلاب الحوثي وتسببت له بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، كما تقول الأمم المتحدة.
ووصف الناشط السياسي عبدالسلام القيسي 11 فبراير/شباط بأنها "نكبة وطن لا ثورة"، لأن "الثورات تتسلح بالوعي وتصون الثوابت وتمنح الآمال للأجيال".
وقال القيسي "إذا كانت كل هذه الدماء، والجماجم، والمنازل المهدمة وأرواح القتلى والدموع، للذين في السجون، وللجوعى، والمشردين، لم تدفن فبراير بعد فهناك خلل في الوعي الجمعي الذي يفتقد بوصلة ترشيده نحو الصواب".
كما يفتقد "أولوياته في استعادة البلد الذي سقط، وسقطنا كلنا معه"، إشارة إلى أولويات المعركة مع مليشيات الحوثي التي تتطلب توحيد الصفوف واستعادة اليمن من براثن المشروع الإيراني.
وعدد الناشط السياسي والإعلامي لـ"العين الإخبارية"، الوجوه الصاعدة التي ركبت على تطلعات الشباب من قيادات الإخوان ثم جلبت لاحقا قيادات الموت الوحشية من صفوف مليشيات الحوثي من صعدة معقلهم الأم إلى صنعاء ثم إلى كل البلاد والمنطقة.
وأضاف "الثوار الحقيقيون هم الذين اعتذروا وهم الذين يؤنبون ضمائرهم، أولئك خرجوا وفشلوا، وقالوا إن الفشل في حفظ حقيقة الثورة هو جانب من قصورنا نحن".
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز