طارق صالح يفضح الحوثيين: هجمات البحر يدفع ثمنها اليمنيون
فتح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن طارق صالح النار على الحوثيين، مؤكدا أن هجماتهم البحرية "جريمة" يدفع ثمنها اليمنيون.
وكان صالح يتحدث إلى كبار ضباط قواته في مؤتمر سنوي انعقد في مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر، حيث تتولى المقاومة الوطنية التي تأسست قبل 6 أعوام مهمة تأمين باب المندب والجزر والسواحل ومياه اليمن الإقليمية التي باتت تواجه تحديات كبيرة إثر هجمات الحوثي ضد السفن.
هجمات لخدمة أجندة إقليمية
وهاجم صالح جرائم الحوثي في البحر الأحمر، معتبرا أنها تعد ذريعة للانقضاض على السلام وضمن مخططات إقليمية نافذة تستهدف نشر الفوضى في البلدان العربية والضغط على المجتمع الدولي.
وقال إن "طرق الملاحة الدولية ليس طريق عمران ولا طريق تعز يمكن قطعها ببرميل بل إن تهديدها يعني وقوف العالم ضدك، فضلا عن ارتفاع سعر الحاوية من 4000 دولار إلى 13 ألف دولار وهي جريمة يدفع ثمنها اليمنيون".
وأضاف أن هجمات الحوثيين ضاعفت المخاطر في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية، معتبرا أن "ذلك سوف ينعكس على السلام والمواد الغذائية خصوصا أن الشعب بلا مرتبات وبلا تنمية".
وأشار صالح إلى أن قواته والقوات البحرية غير معنيتين بتأمين السفن الإسرائيلية أو غيرها وأن مهمتهما الرئيسية هي تأمين الموانئ والشواطئ والجزر اليمنية، مؤكدا أن اليمن غير مشارك في عملية "حارس الازدهار" التي أطلقتها واشنطن بسبب التهديدات الحوثية للملاحة بالبحر الأحمر.
وتأتي تصريحات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في خضم هجمات حوثية في البحر الأحمر ووصلت إلى باب المندب ما هدد بإغلاق أكثر المضايق اكتظاظا في العالم.
وفي 18 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم عدة دول، من أجل ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وبدأت هجمات الحوثيين على السفن في 19 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تقول المليشيات إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، على خلفية الحرب في غزة.
ونفذت مليشيات الحوثي هجمات بالطائرات والصواريخ ضد سفن تجارية تتبع أكثر من 35 دولة مختلفة في البحر الأحمر، منذ بدء الحرب في غزة.
وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
غرفة عمليات موحدة
وكشف صالح عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة في عدن مؤخرا، تضم كافة تشكيلات القوات المسلحة من مختلف القوى الموجودة على الساحة الوطنية المناوئة للانقلاب الحوثي والتابعة للشرعية من "الجيش الوطني والعمالقة والانتقالي والمقاومة الوطنية والمقاومة التهامية وقوات الحدود".
وأوضح صالح أن قواته (المقاومة الوطنية) باتت جزءا رئيسيا من القوات اليمنية المسلحة ضد الحوثيين، وقال "نحن جزء من هذه المعركة الوطنية على خارطة اليمن بالكامل، وفي مختلف الجبهات سواء في مأرب أو الحدود أو شبوة وتعز".
وأشاد بالاندماج الفاعل بين قواته وقوات المقاومة التهامية لتعزيز القوة وتوحيد القرار والذي شكل دافعا مهما في المعركة ضد مليشيات الحوثي في الساحل الغربي، مشيرا إلى أن ذلك يأتي ضمن توجه واسع لتوحيد كافة القوات في مواجهة مليشيات الحوثي.
وأكد صالح أن الضباط والقادة في حالة جاهزية كاملة بسبب الظرف الحساس الحالي، قائلا "إذا أردت السلم فاستعد للحرب".
السلام وقيادات الحوثي
طارق صالح واصل حديثه قائلا إن "السلام لن يأتي بدون معركة، خصوصا بعد أن أصبح الهدف الاستراتيجي للحوثي ومن ورائه هو باب المندب الاستراتيجي عبر هجماته في البحر الأحمر".
وأشار إلى عبث مليشيات "الحوثي" الشديد بمسمى "القوات المسلحة" واستغلاله تمرير مخططاتها، ساخرا من الرتب العسكرية التي تمنحها المليشيات لقادتها على رأسهم القيادي أبوعلي الحاكم وعبدالحكيم الخيواني اللذان ينتحلان رتبة "لواء".
وشرح صالح كيفية استغلال المليشيات الانقلابية لمسمى الجيش اليمني من خلال إبقاء ضباط قدامى في الواجهة وهم مسلوبو القرار، على رأسهم وزير الدفاع للمليشيات محمد ناصر العاطفي الذي يديره من وراء الستار القيادي الحوثي عبدالكريم الغماري و"يستطيع حتى اعتقاله".
وأضاف: "الحوثيون يستخدمون الضباط كواجهة في مشروع حرس ثوري في اليمن".
وعن موضوع السلام في اليمن، أكد صالح أنه مع تحقيق السلام إلا أنه "لا يثق بالحوثيين".
وأوضح أن تحقيق السلام يجب أن يضمن لكل مواطن الحرية والعدالة وعودة ممتلكات الناس وعودة القوى السياسية إلى صنعاء وأن يلبي الطموحات اليمنية بما فيها "خروج المليشيات الحوثية من صنعاء لتدار وفق الدستور والقانون".
وأوضح أن المرحلة الأولى من مسار السلام تتمثل في "إجراءات بناء الثقة والتي تشمل إطلاق الأسرى ووقف شامل لإطلاق النار وفتح الطرقات وفتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة".
وأكد أن موقف الحكومة الشرعية ضد إغلاق مطار صنعاء منذ البداية، وأنها معها أن يتاح للناس السفر للعلاج والحج.
ولفت صالح إلى أن مشروع الحوثي يختلف عن مشروع الإمامة (حكم الإمامة المتوكلية سابقا باليمن وهو من سلالة الحوثي) وهو يهدف لتشكيل حرس ثوري في اليمن، مشيرا إلى أن الشرعية جاهزة للسلام وفي نفس الوقت أيادي قواتها على الزناد.