منزل وواتساب.. وزير خارجية اليمن يروي معاناة شخصية مع الحوثي
لا فرق بين مسؤول أو مواطن، فالكل سواسية في قاموس الانتهاكات الحوثية باليمن، وهو ما لخصه وزير الخارجية اليمني في حوار صحفي.
حوار صريح دقّ فيه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، ناقوس خطر يهدد أوروبا بل والعالم أجمع، اسمه "الحوثي"، وكارثة إنسانية يخشاها اليمنيون، دون أن يخفي تجربته الشخصية مع مليشيات الحوثي الموالية لإيران.
في الجزئية الأخيرة، يقول الوزير اليمني لصحيفة بيلد الألمانية: "كل أسرة يمنية عانت مأساة من الحوثيين في السنوات الأخيرة".
وأضاف: "لقد اضطررت للفرار من منزل في صنعاء مع عائلتي، واليوم يعيش قائد حوثي في منزلي ويواصل إرسال صور لي منه عبر تطبيق واتساب".
نهب المساعدات
نهب المساعدات الدولية وبيعها، وترك ملايين اليمنيين يعانون ويلات الفقر، نهجٌ حوثي تطرق له الوزير أحمد بن مبارك، قائلا "الحوثيون يجنون المال من مساعدات الأمم المتحدة، والتي يعيدون بيعها في السوق السوداء، وجنوا بالفعل 1.8 مليار دولار منها".
وقف إطلاق النار
وعلى صعيد وقف إطلاق النار، أكد الوزير حاجة اليمن لهذه المسألة، لكنه أشار إلى أنها "عملية طويلة لأن الحوثيين يرفضون التوقيع على اتفاق".
وأشار إلى أنه "منذ عام 2012، ونحن ندعو الحوثيين للمشاركة كحزب سياسي في العملية السياسية، لكنهم يرفضون ذلك. والسبب هو أيديولوجيتهم".
واستطرد: "الحوثيون لا يرون أنفسهم حزباً سياسياً مساوياً لأي شخص آخر ، بل يعتبرون أنفسهم المجموعة المختارة".
ومنذ انقلابهم على الشرعية اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، تسبب الحوثيون في حرب أشعلوا فتيلها مع كل تعنت رافض للسلام ووقف نزيف الدم والنزوح الذي أحدثوه في كل مناطق اليمن.
"سوء فهم"
وأضاف في الحوار الذي ترجمته "العين الإخبارية": "هناك سوء فهم كبير في الغرب، يتمحور حول أن الصراع في اليمن هو حرب بالوكالة أو صراعًا بين الشيعة والسنة فقط، وهذا ليس صحيحا".
وفي هذه الجزئية أوضح الوزير اليمني: "يضطهد الحوثيون كل من لا يخضع لهم، خاصة النساء والأطفال".
وتابع: "يرتكب الحوثيون جرائم قاسية بحق النساء والأطفال على وجه الخصوص، ويطلقون صواريخ باليستية على المدنيين.. قبل أيام قليلة قصفوا محطة وقود وحرقوا عشرات الأشخاص. هذا ردهم دائما على دعوات السلام".
"رغم كل هذه الجرائم والظلم" - يكمل الوزير حديثه - "لا يزال اليمنيون مستعدين لعملية سياسية ويريدون انتهاء الحرب والبؤس".
مأرب والكارثة الإنسانية
وعن الوضع في محافظة مأرب، قال: "لدينا بالفعل مليونا نازح داخلي في اليمن فروا من مناطق الحوثيين. ولا يزال هؤلاء الناس يأملون في أن يكون اليوم التالي أفضل، وأنه من المفيد البقاء في الوطن".
واستدرك قائلا "إذا سقطت مأرب، ستكون كارثة إنسانية أسوأ بكثير من أي شيء حدث من قبل".
الحوثي.. خطر على الأجيال
وانتقل وزير الخارجية اليمني للحديث عن وزير التعليم في حكومة الحوثي، يحيى الحوثي الذي عاش في ألمانيا بين عامي 2005 و2015، وقال إنه "غيّر مناهج التعليم، وهو مسؤول عن تلقين جيل كامل عقيدة الكراهية".
وتابع "جرى بالفعل وضعه على لائحة العقوبات الأمريكية، وينبغي على الاتحاد الأوروبي أيضًا وضعه على قائمة العقوبات".
وأوضح: "المواد التعليمية في مناطق الحوثيين مليئة بالكراهية الموجهة ضد اليمنيين المسيحيين واليهود والبهائيين"، مضيفا "في كتب الرياضيات، يتعلم الأطفال من خلال المهام، حساب عدد القتلى من الأمريكيين أو اليهود".
ومضى محذرا "لا ينبغي أن نفقد جيلاً كاملاً لصالح الحوثيين، لأن ذلك لن يؤثر فقط على اليمن أو المنطقة، هذه الأيديولوجية تهدد أيضًا ألمانيا وأوروبا والعالم بأسره، عليك فقط أن تنظر إلى كيفية نشأة حركة طالبان في مخيمات اللاجئين، حيث كان التعليم الديني المسيطر، وما نتج عن ذلك في النهاية".
واستشهد ابن مبارك بما يردده الحوثيون حول تجنيدهم الآلاف من الأطفال لإرسالهم إلى جبهات القتال، "هؤلاء الأطفال تم تلقينهم من قبل الحوثيين".
إيران الحاكم.. فهل من عقوبات؟
ثم تحدث عن الدور الإيراني، وأكد أن "إيران تلعب دورًا سلبيًا للغاية في اليمن: فكل وسائل الإعلام في المناطق التي يحتلها الحوثيون تخضع لسيطرة إيران وحزب الله".
ولفت إلى أن إيران "تزود الحوثيين بالمعدات والتدريب، وحسن إيرلو، الضابط في الحرس الثوري الإيراني، هو المسؤول في صنعاء، وهو الذي يوجه الحوثيين لقبول أو رفض مبادرات السلام".
وفي هذا الصدد، دعا وزير الخارجية اليمني إلى ضرورة "استهداف شبكات الحوثيين وداعميهم، والحرس الثوري، بالعقوبات".