مشاهد الحوثي المفبركة بالحديدة.. أزمات إنسانية مفتعلة لخداع العالم
جرائم الحوثيين لم تقتصر على فبركة الحقائق وتشويهها لتضليل الرأي العام الدولي، وإنما بلغ الأمر حد استخدامهم المدنيين دروعا بشرية.
طوابير تضم عشرات من مسلحي الحوثي ممن يتدافعون بشكل وهمي، أمام عدد من مخابز مدينة الحديدة، ويفتعلون الشجار لتتعالى أصواتهم وترتفع أياديهم في مشهد تمثيلي مفتعل، تلتقطه كاميراتهم، وتبثه للعالم على أنه أزمة غذائية.
مشاهد مفبركة باتت تصور بشكل يومي من قبل المليشيات الإيرانية التي أغلقت عدداً من مخابز ومعامل صنع الخبز المحلي، لتفتعل أزمة معيشية، لصناعة رأي عام سلبي تجاه عملية تحرير المدينة التي انطلقت منذ 5 أيام.
مجاعة مفتعلة
من يطّلع على الصور والفيديوهات التي تروج لها مليشيات الحوثي عبر وسائل إعلامها وكتائبها الإلكترونية المكونة من حسابات وهمية لسكان الحديدة، يعتقد للوهلة الأولى أنه أمام بداية أزمة معيشية حادة بالمدينة.
مخابز مغلقة، وأخرى تمتد أمامها طوابير ، قبل أن يكتشف السكان المحليون أن جميع هؤلاء الموجودين بالصور والفيديوهات هم من الحوثيين.
وفي إفادات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، ذكر سكان أن مليشيات الحوثي أغلقت المخابز بالقوة، وبشكل مفاجئ، في عدد من أحياء الحديدة، في ثاني أيام العيد، مع أن جميع المخابز كانت تعمل بشكل طبيعي حتى أول أيام العيد.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات وزّعت أنصارها للوقوف في صفوف طويلة أمام محلات بيع الخبز، بهدف تضليل الرأي العام بوجود مجاعة، تسببت بها معركة التحرير.
وأحضرت المليشيات وسائل إعلامها لتصوير الصفوف المفتعلة، بهدف إيصال رسائل مضللة للرأي العام.
دروع بشرية
لم تقتصر جرائم الحوثيين على فبركة الحقائق وتشويهها لتضليل الرأي العام الدولي، وإنما بلغ الأمر حد استخدام المليشيات المدنيين دروعاً بشرية، في ممارسات دأبت عليها منذ انقلابها على الشرعية باليمن.
وخلال استهدافها اليمنيين منذ أكثر من 4 أعوام، كانت مليشيات الحوثي تلجأ إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية، بالإضافة إلى تلغيم منازل المناهضين لها، في واحدة من أبرز الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وفق منظمات دولية.
المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد ركن تركي المالكي، قال في تصريحات متلفزة، إن "المليشيات الحوثية تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، وتمنع خروجهم من الحديدة".
وأكد المالكي أن "الحوثيين يستخدمون المساجد والأحياء السكنية في الحديدة"، التي تم الإعلان عن تحرير مطارها، مساء الثلاثاء.
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، بدأت فرق طبية وتطوعية بتأمين خروج سكان بلدة "منظر" المتاخمة لمطار الحديدة، بعد يومين من استخدامهم دروعاً بشرية من قِبل الانقلابيين، بهدف وقف تقدم القوات اليمنية المشتركة باتجاه مطار الحديدة.
ومع تقدم القوات المشتركة من جهة الجنوب لتحرير ميناء الحديدة، كانت المليشيات ترفض السماح للسكان بالنزوح لاستخدامهم دروعاً بشرية، لإدراكها أن القوات تحترم قوانين الحرب ولا تستهدف المدنيين.
المالكي أكد التزام قوات التحالف العربي بتطبيق القانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى عدم وجود خسائر بشرية في معركة تحرير الحديدة.
وشدد على أن حماية المدنيين من أولويات التحالف العربي في عمليات تحرير الحديدة، مضيفاً: «لدينا خطط إنسانية وتنموية لما بعد تحرير الحديدة".
كما لفت إلى أن التحالف العربي "طمأن المجتمع الدولي بشأن الحفاظ على حياة المدنيين"، مؤكداً أنه "لا توجد أي مأساة إنسانية في الحديدة".
قصف مستشفى الثورة
المليشيات قصفت أيضاً مستشفى الثورة في الحديدة، بصواريخ أرض أرض، تمهيداً لتصوير المشهد على أنه قصف من قبل طيران التحالف، ثم نشره عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام، لتأليب الرأي العام الدولي ضد قوات دعم الشرعية باليمن.
أكاذيب فندتها شهادات السكان المحليين، وصور الأقمار الصناعية لقوات التحالف العربي، ومع ذلك تسعى المليشيات للتسويق لأوهامها، على أمل دفع المنظمات الدولية، خصوصاً الأمم المتحدة، إلى تنديد تستثمره في العملية.
المساجد.. بيوت الله تتحول إلى متاريس
أغلب مساجد الحديدة القريبة من الساحل، حولتها المليشيات الانقلابية إلى متارس للقناصين.
حركةٌ وضيعةٌ تنتهك جميع أعراف وقوانين الحرب التي تنص على ضرورة تحييد أماكن العبادة.
وتستخدم المليشيات صور تلك المساجد أيضاً لفبركة الحقائق، والترويج لأكاذيبه، استجداء لتعاطف دولي معها.
الحوثي وسياسة الأرض المحروقة
حين يحدق الخطر بالمليشيات الانقلابية، تلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة مستهدفة المدنيين، حيث تمنعهم من النزوح، ما يعري انعدام الانتماء لعناصر تخريبية، تعمل وفق أجندة إيران التخريبية.
وفي انتهاك صارخ لقوانين الحرب، رفضت المليشيات السماح للفرق الطبية بإجلاء المصابين من بلدة "منظر" الواقعة في نطاق مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة.
وكان الأمر سيتحول إلى كارثة إنسانية لولا تمكن منظمات إنسانية من إدخال فرق الهلال الأحمر اليمني إلى البلدة، بهدف إسعاف الجرحى وإنقاذ ما تبقى من العالقين المدنيين.
مصادر محلية وطبية قالت لـ"العين الإخبارية" إن المليشياتالحوثية تحصنت ببلدة "منظر"، بعد فرارها من ضربات القوات المشتركة، وقامت بنشر قناصيها في المناطق السكنية، من أجل إعاقة سيطرة القوات المشتركة على المطار.