خبيران عراقيان: تحرير الحديدة شرارة القضاء على الإرهاب الإيراني
دخول قوات الشرعية اليمنية بإسناد من التحالف العربي إلى داخل محافظة الحديدة بداية النهاية لتقطيع أوصال إيران وإنهاء دورها في المنطقة.
كشفت الضربات المتتالية، التي وجهتها قوات التحالف العربي لطهران ومليشيا الحوثيين التابعة لها في اليمن خلال الأعوام الماضية، عن خطورة المخططات الإرهابية الإيرانية في المنطقة.
القوات المسلحة الإماراتية، التي تقدم الإسناد لقوات الشرعية في اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ضبطت خلال الأيام الماضية في إطار عملية تحرير محافظة الحديدة من مليشيات الحوثي الإيرانية كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وطائرات الدرون وصواريخ باليستية إيرانية، وخزانات الوقود الخاصة بالصواريخ الباليستية من نوع "سكود"، و"الألغام المبتكرة".
وتؤكد تلك الأسلحة، بجانب المكونات الإيرانية الصنع والأنظمة المتسقة مع الأسلحة الموثق استخدامها من قبل وكلاء طهران في العراق وسوريا وغيرها من الدول، تورط إيران في دعم المليشيات الحوثية.
ويعتبر الخبير السياسي العراقي علاء النشوع دخول قوات الشرعية اليمنية بإسناد من التحالف العربي إلى داخل محافظة الحديدة "بداية النهاية لتقطيع أوصال إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وإنهاء دورها في المنطقة".
ويقول النشوع في حديثه لـ"العين الإخبارية": "أدت الضربات القاضية التي تلقتها مليشيات الحوثي والحرس الثوري الإيراني على يد قوات التحالف العربي، إلى انحسار الوجود الإيراني في اليمن، فالنظام الإيراني يعلم جيداً أنه لن يتمكن من مواجهة التحالف العربي".
ودعا النشوع، العالم وخصوصا الدول العربية إلى استغلال انتصار تحالف دعم الشرعية، لإخراج المليشيات الإيرانية من العراق وسوريا ولبنان.
- تحرير الحديدة.. خارطة طريق إنهاء الحرب في اليمن
- مطار الحديدة.. أبرز تحصينات الحوثيين في قبضة "العمالقة"
منذ اللحظة الأولى لسيطرة نظام ولي الفقيه على الحكم في إيران، وعلى مدى الأعوام الـ39 الماضية، تسعى طهران إلى التمدد في الدول العربية المجاورة لها ضمن مشروعها التوسعي للسيطرة على المنطقة، وتصدير العملية الانقلابية للخميني إلى العالم، ونفذ الحرس الثوري الإيراني العديد من العمليات الإرهابية لزعزعة المنطقة وتمزيقها.
وتمكنت إيران خلال السنوات الماضية من التوغل في العراق واليمن وسوريا عبر مليشيات مسلحة شكلتها في هذه الدول، وقدمت لعناصرها السلاح والتدريب وفتحت أيديهم لتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية ضد مواطني هذه الدول.
ولم تتوقف طهران عند تشكيل وتسليح هذه المليشيات، بل فتحت قواعد عسكرية ومراكز تجنيد في العراق واليمن وسوريا ولبنان، في محاولة لتثبيت وجودها وسيطرتها على الحكم وصناعة القرار.
وتعرضت قاعدة عسكرية تابعة لمليشيات حزب الله العراقية داخل الأراضي السورية في منطقة البوكمال في 17 يونيو/حزيران الحالي، لغارة جوية مجهولة الهوية أسفرت عن مقتل العشرات من مسلحي الحزب.
وذكر مصدر أمني عراقي مطلع لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن اسمه أن "الغارة أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مسلحا من حزب الله".
بدوره، يرى الخبير السياسي العراقي عبدالجبار الجبوري، على أن الأذرع والمليشيات الإيرانية لن تقوم لها قائمة في المشهد القادم، مضيفا "العمليات الموسعة التي تنفذها قوات التحالف العربي ضد أهداف إيران ومليشياتها في اليمن، وما تنفذه قوات التحالف الدولي من ضربات ضد الأهداف والمليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، تؤكد وجود إصرار دولي على قطع أذرع إيران ومحاربتها والقضاء عليها".
ويشير الجبوري في حديثه مع "العين الإخبارية"، إلى أن توغل المليشيات الايرانية داخل العراق يقلق الإدارة الأمريكية، وتوجه رسالة إلى واشنطن مفادها بأن الخطر الذي ستواجهه في المرحلة القادمة في العراق يتمثل بالمليشيات الإيرانية.
مستطردا في هذا الصدد: "يجب أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على محاربة وتفكيك وتحجيم المليشيات الإيرانية في العراق قبل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة".
ومنذ إعلان نتائج الانتخابات العراقية في 19 مايو/أيار الماضي بدأت إيران مساعيها لتشكيل الكتلة الأكبر من الأطراف الشيعية لتضمن حكومة تابعة لها خلال السنوات القادمة في العراق، الذي يشكل ممرا رئيسيا تستخدمه طهران لنقل الأسلحة والجنود إلى سوريا ولبنان وإلى اليمن، الأمر الذي يعتبره مراقبون عائقا أمام تشكيل حكومة عراقية وطنية تكنوقراط تحرر البلاد من النفوذ الإيراني.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز