تحرير الحديدة.. خارطة طريق إنهاء الحرب في اليمن
العملية العسكرية التي يمكن أن يحسمها الجيش اليمني والتحالف في يومين، يمكن أن تستغرق 6 أيام حرصا على سلامة سكان الحديدة.
تتعدى معركة تحرير الحديدة، التي تدور رحاها في عدة محاور بالمدينة اليمنية المطلة على البحر الأحمر، كونها مجرد عملية عسكرية، إلى ملحمة إنسانية تهدف لإيقاف الحرب في البلد المختطف بأيدي المليشيات المسلحة والعقائدية المدعومة من إيران.
- قرقاش: عملية الحديدة هدفها دفع الحوثي للقبول بالعملية السلمية
- الحكومة اليمنية تجدد عزمها على تحرير الحديدة
كانت هذه المقاربة الرئيسية التي قدمها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، اليوم الإثنين، في مؤتمره الصحفي، مشيراً إلى أن عملية التحالف العربي في الحديدة تهدف لإيقاف الحرب عبر إنهاء سيطرة المليشيات الحوثية الإيرانية على ميناء المدينة، كونه المعبر الأول للأسلحة الإيرانية إضافة إلى ما يدره على الحوثيين من أموال تبلغ الـ3 مليارات دولار سنوياً لتمويل حربهم.
وبحسب قرقاش، فإن انسحاب الحوثيين "غير المشروط" من الحديدة وتسليمها للحكومة اليمنية الشرعية، يمثل خطوة أولى للانتقال من مرحلة الحرب والانخراط في العملية السياسية التي تمثل الحل الوحيد للأزمة اليمنية.
ومع أن الطريق إلى الحديدة ومينائها بات ممهداً أمام القوات اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي، عبر التفوق العسكري على الأرض والذي أدى لفرض الجيش اليمني سيطرته النارية على مطار الحديدة، إلا أن التحالف يتقدم بحذر وفقاً لقرقاش، الذي أوضح للصحفيين، أن هشاشة الوضع الإنساني المحيط بالمدينة، بالإضافة لحرص التحالف على حياة المدنيين، تجعل من عملية تحرير الحديدة "تدريجية".
وأشار إلى أن العملية العسكرية التي يمكن أن يحسمها الجيش اليمني والتحالف في يومين، يمكن أن تستغرق 6 أيام حرصا على سلامة سكان الحديدة الرافضين لوجود المليشيات الكهنوتية، والتوّاقين للتحرر من قبضتها.
ولم يقتصر حرص التحالف على المدنيين على التأني في تقدمه العسكري، بل أردفه بدعم إنساني عبر جسر بحري وجوي وبري، يوفر المساعدات الإنسانية لحوالي مليون و700 ألف من سكان الحديدة، وفقاً لقرقاش.
وجهزت دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار الجانب الإنساني لعمليات التحالف العربي، جسرا إغاثيا عاجلا إلى الحديدة، عبر تقديم مساعدات إنسانية وغذائية يتم توجيهها للمناطق المحررة في المحافظة.
ويشمل الجسر الإغاثي العاجل تسيير 10 بواخر إماراتية محملة بمساعدات تشمل 13500 طن من المواد الغذائية المتنوعة، بالإضافة إلى تسيير جسر جوي لليمن يشمل 3 رحلات جوية تنقل 10 آلاف و436 طردا غذائيا للشعب اليمني.
السلام عبر طريق الحديدة-صنعاء
ومع تأكيد قرقاش على دعم التحالف للمحاولة الأخيرة التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيز لإقناع مليشيا الحوثي بتسليم الحديدة دون قيد وشرط للحكومة اليمنية، إلا أنه لا ينسى أن يذكر أيادي الحوثيين المرتعشة إزاء كل ما يتعلق بالسلام، كام ذكر أن التحالف عازم على تحقيق أهدافه سواء انسحبوا أم لا، لكنه فقط يغلب خيار العقل المتمثل في إخلاء غير مشروط للمدينة من قبل المليشيات الحوثية وتسليمها للشرعية.
ولم يكتف التحالف بطرح خيار الانسحاب الآمن غير المشروط للحوثيين، بل جعل آليات تنفيذه مبذولة أمامهم، فوفقاً لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، فإن التحالف ترك الطريق المؤدية إلى صنعاء من الحديدة مفتوحة، حتى تنسحب المليشيات، في مبادرة تؤكد حرصه على تجنيب المدينة أي مواجهات.
وسواء توصل المبعوث الأممي لاتفاق يقضي بتسليم المدينة للحكومة الشرعية، أو أخفق في مهمته، فثمة رسائل واضحة بعث بها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إلى بريد المجتمع الدولي قبل المليشيات الحوثية، مخاطباً العالم أجمع أن طريق نهاية الحرب في اليمن تبدأ بتحرير الحديدة وطرد المليشيات من مينائها حتى ترضخ لشروط العملية السلمية وفقاً للمرجعيات الثلاث.
كما أن الرسالة الثانية التي دفع بها قرقاش، كانت للحوثيين وداعميهم، أن يغادروا الحديدة "فأيامكم فيها معدودة"، مشيراً إلى أن التحالف مصمم على تحقيق أهداف العملية الرامية إلى إنقاذ المدنيين من إرهاب الحوثي والدفع قدما بالعملية السياسية.
تحالف عجائبي غرائبي
وعلى ذكر داعمي انقلابيي اليمن، لم ينس قرقاش في إجابته على أسئلة الصحفيين، أن يبعث برسالة أخرى، منوهاً للدعم السياسي والإعلامي، الذي يقدمه تحالف إيران و قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، والذي وصفه بالـ"غريب والعجيب للحوثيين".
وعلى الرغم من إشارته إلى أن هنالك ثمة صعوبة في قراءة دوافع الدعم القطري الإخواني للمليشيات الإيرانية، إلا أنه أكد أن الأمر ليس غريباً على الدوحة التي اعتادت على مد يد الدعم والتمويل للإرهاب.
ولم يتجاوز قرقاش هذا التحالف الذي يمكن وصفه بـ"الغرائبي والعجيب" دون أن يشدد على أنه لا يمكن لقطر أن تحل أزمتها مع محيطها الخليجي طالما أنها تدعم المشروع التوسعي الإيراني.