خبراء لـ"العين الإخبارية": تحرير الحديدة فاتحة لمعركة استعادة صنعاء
خبراء يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن نهاية الانقلاب باتت أقرب من أي وقت مضى مع تصاعد معركة الساحل الغربي.
نجحت القوات المشتركة باخترق عمق محافظة الحديدة اليمنية، في تقدم ميداني هو الأضخم منذ انطلاق العمليات العسكرية في الساحل الغربي لليمن، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية والسودانية العاملة في التحالف العربي.
ومع اقتراب تحرير الحديدة، تدخل الحرب اليمنية منعطفاً حاسماً، من شأنه أن يعيد رسم ملامح الصراع ويعجل من موعد الخلاص الذي ينتظره جميع اليمنيين.
ومع تواتر الانتصارات العسكرية في الساحل الغربي، بفضل ما تقدمه القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي من دعم لوجستي نوعي، دفعت عوامل الانتصار القوات المشتركة هناك إلى تحقيق أفضلية قتالية عالية.
وعلى وقع هذا الدعم الكبير من التحالف العربي، تبدو نهاية الانقلاب الحوثي أقرب من أي وقت مضى، بعد أن تقطع شرايين المليشيا المالية بشكل كلي.
وعلى وقع هذه الانتصارات تتهاوى مليشيات الحوثي بشكل غير مسبوق، وبحسب خبراء عسكريين فقد بدأ العد التنازلي لاستعادة مطار الحديدة ومينائها الاستراتيجي، ما يعني عزل المليشيات الحوثية من آخر إطلالة استراتيجية على البحر الأحمر.
كما ستفقد مليشيات الحوثي، القدرة على تهديد البحرية السعودية والإماراتية وأي مصالح تجارية ضمن الملاحة الدولية التي تمر قبالة الشواطئ اليمنية، وأيضاً ستُحرم من جني أي موارد مالية كان يمنحها خضوع ميناء الحديدة لسلطته الانقلابية.
واعتبر المحلل السياسي اليمني، منصور صالح، تحرير ميناء الحديدة، أنه إنجاز ستدخل معه الحرب مرحلة كسر عظم مليشيات الحوثي، باعتبار الحديدة مثلت الشريان الذي يضخ دماء الحياة في جسد الانقلاب الذي ظل يغذيها عبر ميناء المحافظة طيلة السنوات الثلاث السابقة.
وقال صالح في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "بعد تحرير الحديدة، سيكون بمقدور التحالف العربي والقوات اليمنية الشرعية ضمان أمن وسلامة الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر، كما سيسهل من من حركة النقل البحرية، كما سيعجل هذا التحرير من فرص الوصول إلى صنعاء".
وأضاف أن تحرير الحديدة سيقلص فرص المليشيات الحوثية من البقاء طويلاً في أرض المعركة وسيعجل بنهايتها.
ويرى المحلل السياسي صالح أن التفوق العسكري الواضح الذي تشهد معركة الحديدة لصالح القوات المشتركة المدعومة من قبل التحالف العربي، يمثل مؤشراً واضحاً لحسم المعركة ضد المشروع الانقلابي المدعوم من إيران، وهو ما سيدفع على أقل تقدير إلى إنجاز تسوية سياسية، تضمن شراكة متساوية لجميع الأطراف اليمنية، والأهم من ذلك إنهاء التدخل الإيراني في اليمن.
تآكل الجغرافيا الحوثية لصالح الشرعية
الصحفي والمحلل السياسي اليمني صلاح السقلدي، يرى أن تحرير الحديدة وميناءها الاستراتيجي سيمثل تحولاً مهماً في مسار الحرب اليمنية، حيث ستشكل ضغطاً عسكرياً ثقيلاً على مليشيات الحوثي، وتآكل المزيد من الجغرافيا الحوثية لصالح الشرعية اليمنية والتحالف العربي.
وفي الشأن السياسي، أشار السقلدي، في تصريحات لـ" العين الإخبارية"، إلى أن الانتصارات العسكرية ستفتح المجال على احتماليين : الأول خضوع مليشيات الحوثي في التسوية السياسية على قاعدة الغلبة العسكرية لمصلحة الشرعية ،أما الاحتمال الآخر، فهو المضي نحو مواصلة الحسم العسكري باتجاه صنعاء وهذا سيكلف تركة عسكرية وبشرية ثقيلة على المليشيات، لافتاً إلى أن الاحتمال الأول هو الأكثر منطقية وأقل وطأة على اليمن .
ويعتقد صلاح السقلدي، أن مليشيات الحوثي تقف أمام خيارات صعبة ، وعليها أن تختار بين دفع فاتورة مضاعفة، وبين تجنيب اليمن وصنعاء على وجه التحديد الحرب، وتفادي المزيد من الخسائر العسكرية.
وأمام هذه السيناريوهات يضيق الخناق بمليشيات الحوثي ومشروعها التدميري، وعلى وقع التقدم المتواصل للقوات اليمنية المشتركة تتبدى ملامح الأمن والاستقرار التي ستشهدها المناطق المنظمة لخارطة التحرير قادم الأيام، وينهي عصر الظلام والاستبداد الذي عاشوه خلال سنوات الانقلاب الحوثي.
وتمضي التطورات الأخيرة في الحديدة إلى إعادة صياغة الواقع العملياتي في مسرح الحرب اليمنية، لتمنح بذلك قوات الشرعية المدعومة من قبل التحالف العربي أفضلية مضاعفة، ومعها ستفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات أهمها حجب النفوذ الإيراني في المنطقة وقرب موعد استعادة صنعاء وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها في اليمن السعيد.