في اليوم العالمي للأطفال.. الحوثي عدو "صغار اليمن"
يمر اليومِ العالمي لضحايا الاعتداءات من الأطفال الأبرياء، وطفولة اليمن تعيش وضعا قاتما، فاقمها وأنهكها الإرهاب الحوثي.
ويحيي العالم اليوم 4 يونيو/حزيران من كل عام اليومِ العالمي لضحايا الاعتداءات من الأطفال الأبرياء، والذي خصصته الأمم المتحدة في عام 1982، بهدف ضمان حصول جميع الأطفال على حقهم في الحرية والكرامة وتوفير أرضية ملائمة لهم حتى يكبروا في بيئة آمنة.
ويمر هذا اليوم العالمي، وشمال اليمن يشهد أكبر عملية تحشيد للأطفال من قبل مليشيات الحوثي عبر ما يسمى "المراكز الصيفية"، وهي مراكز تجنيد واستقطاب وغسل أدمغة لعقول الصغار.
وصارت مليشيات الحوثي تتباهى بحشد مئات الأطفال في مبانٍ ومستودعات وحتى ملاعب رياضية تتخذها المليشيات في مناطق سيطرتها شمال اليمن إلى أوكار، لتفريخ الإرهاب ونشر التطرف وزجهم نحو الجبهات.
وبالتزامن مع حلول اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، اليوم السبت، نشر القيادي الحوثي المتطرف محمد البخيتي مقطعا مصورا، يظهر تحويله الملعب الرياضي في مدينة ذمار إلى معسكر لإعداد وتدريب المقاتلين الأطفال تمهيدا لإرسالهم للجبهات.
وأدى الأطفال أمام القيادي الحوثي الذي تنصبه المليشيات محافظا لمحافظة ذمار عرضا عسكريا وقسم الولاية بالعمل تحت قيادة زعيم التمرد عبدالملك الحوثي والتبرؤ مما سموه "أعداء أولياء الله"، إشارة للنسل المقدس الذي يدعي الحق الإلهي في حكم الأمة ولا يعترف بخارطة الدول.
ويعد الفيديو الذي نشره البخيتي على حسابه في تويتر تحت وسم "قادمون يا قدس" أحدث دليل على تمدد وباء التجنيد الحوثي ونسف المليشيات لخطة منع تجنيد الأطفال التي وقعتها مع الأمم المتحدة في أبريل/نيسان الماضي.
تجنيد 40 ألف طفل
وتبذل الحكومة اليمنية المعترف بها جهودا حثيثة لمنع تجنيد الأطفال، وتضغط من أجل إغلاق الحوثيين كافة مراكز الحشد والتعبئة الطائفية التي تزرع الكراهية والعنف وتفخيخ المستقبل وتسلب براءة الطفولة.
وتتهم الحكومة المعترف بها دوليا مليشيات الحوثي بتجنيد 40 ألف طفل منذ انقلابها على الشرعية في 21 سبتمبر/أيلول 2014 وحتى العام الجاري.
ووفقا لوكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في الحكومة اليمنية نبيل عبدالحفيظ فإن تجنيد الحوثيين للأطفال في مناطق سيطرتهم يعد إشكالية حقيقية للحكومة المعترف بها وخطرا محدقا يهدد الأطفال.
وقال المسؤول اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي تدعو إلى عملية تجنيد الأطفال من خلال مراكز تشييدها دائما لعمليات جلب الأطفال تحت اسم المراكز التثقيفية والصيفية وهي مراكز لغسل الأدمغة والتعبئة المذهبية والطائفية ثم إرسالهم للجبهات".
وأضاف وكيل وزارة حقوق الإنسان أن "معلوماتنا تؤكد استخدام مليشيات الحوثي للأطفال بشكل كبير جدا، وأنها تجاوزت في تجنيد أكثر من 40 ألف طفل أخذتهم إلى ساحات المعارك، وللأسف الشديد قضى الكثيرون نحبهم في هذه العمليات وعادوا إلى عائلاتهم جثثا هامدة".
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تقوم بتصرفات مجنونة في استخدام الأطفال وأبناء الشعب اليمني في محرقة الحرب، مؤكدا أن الحكومة اليمنية جادة في العمل لمنع تجنيد الأطفال، وتبذل كل الجهود في كل المرافق الحكومية من أجل إنهاء أي تجنيد للأطفال".
وفيما قال عبدالحفيظ إن الحكومة اليمنية كانت وما زالت ملتزمة بعدم تجنيد الأطفال وظيفيا أو عسكريا دون سن الـ18 في قواتها، وأشار إلى إنجاز الحكومة 95 بالمئة من مهمة منع تجنيد الأطفال في مناطق سيطرتها جنوبي وشرقي البلاد.
انتهاكات مركبة بحق الأطفال
ويصادف الـ4 من يونيو/حزيران، من كل عام إقرار اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، للتأكيد على أهمية حماية حقوق الأطفال الأبرياء من الانتهاكات، لكن الواقع الحقوقي في اليمن لا يزال يؤشر على انتهاكات مركبة وخطيرة تحرمهم من حقوقهم الأساسية.
وعددت منظمة سام للحقوق والحريات، غير الحكومية ومقرها جنيف، انتهاكات متعددة يتعرض لها أطفال اليمن في مقدمتها القتل والتجنيد الإجباري والاختطاف والحرمان من التعليم والصحة إلى جانب الاعتقال التعسفي والتهديد، في تعدٍ خطير على الحصانة والحماية الخاصة التي أقرها القانون الدولي للطفل.
وذكر البيان أنها رصدت أكثر من 35,000 حالة انتهاك ضد الأطفال، ارتكبت مليشيات الحوثي 70% منها، من بيها اختطاف الانقلابيين 797 طفلا وإيداعهم السجون السرية.
كما وثقت مقتل أكثر من 5700 طفل، سقط العدد الأكبر منهم في مدينة "تعز" بعدد 1100 طفل سقطوا بنيران القناصة والألغام التابعة للحوثيين، فيما سجلت إصابة 8310 أطفال في الحرب التي فجرتها المليشيات الانقلابية.
أما تحالف رصد، وهو ائتلاف حقوقي يضم عددا من منظمات حقوق الإنسان، فأكد في بيان مقتضب اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه أنه وثق مقتل 3182 طفلاً منذ انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية 2014.
وأوضح أن 2795 قتيلا كانوا من الأطفال الذكور و387 إناثا وزعوا على 20 محافظة يمنية، فيما قتل 973 طفلاً بالقصف المدفعي للمليشيات الحوثية.
كما أكد أن 1584 طفلاً قتلوا في جبهات القتال بعد أن زجتهم مليشيات الحوثي في محارق موت محققه، مشيرا إلى أن الألغام الأرضية حصدت 152 طفلا، بينما قتل 9 أطفال آخرون تحت التعذيب في سجون الانقلاب.
وكانت تقارير حقوقية وثقت جرائم مختلفة ومركبة للانقلابيين بحق الأطفال منها إصابة 31 بالمئة من أطفال اليمن بأعراض جسدية ونفسية ويعاني 47% من اضطرابات النوم، و17 % يعانون نوبات الهلع.
كما يعاني 5% من الأطفال من التبول اللاإرادي و24% لديهم صعوبة في التركيز ويعانون الخوف وانعدام الأمن والقلق والاكتئاب، وفقا للتقارير.