مُسيرات وباليستي الموت.. عبث الحوثي بأيادٍ إيرانية
مئات المسيرات وعشرات الصواريخ الباليستية، تطلقها مليشيات الحوثي نحو السعودية، في تكثيف لاستهداف المدنيّين، بدعم وعتاد إيراني.
فخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط، اعترض التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، ودمّر 3 طائرات مسيرة مفخخة أطلقتها مليشيات الحوثي تجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة.
لكنّ ذلك ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من الإرهاب الحوثي الممنهج ضد السعودية، بأجندات خارجية، تطبق أوامر طهران بحذافيرها.
العدة والعتاد من إيران؛ هذا ما لا يتطلب الكثير من البحث؛ فمنذ الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن عام2014، واحتلال صنعاء، تستقبل المليشيات آلاف القطع والمواد الأولية لتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فيما تصل عبر البحر، شحنات الأسلحة الجاهزة.
"درونز" الإيراني
بدأ استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات في داخل اليمن، وباتجاه الأراضي السعودية عام 2017، حين بدأت شحنات المسيرات تصل صنعاء.
وقالت مؤسسة "كونفليكت أرمامنت ريسيرش"، في تقرير لها نشر في نفس العام، إن لديها أدلة تظهر أن الطائرة بدون طيار (قاصف-1) صُنعت في إيران ولم تصمم وتصنع محليا، على عكس ما يدعيه الحوثيون.
المؤسسة ذاتها كشفت أن الحوثيين استخدموا هذه الطائرات لاستهداف نظم الدفاع الصاروخي للتحالف العربي، لتبدأ المليشيات منذ ذلك الوقت باستخدام تكنولوجيا رخيصة في مواجهة القدرات العسكرية المتطورة للتحالف.
ومن أبرز الطائرات المسيرة التي تمد بها إيران الحوثيين "قاصف 1 و2" وهي نسخة أبابيل الإيرانية، و"راصد" و"رقيب" و"هدهد" للتجسس، وصماد 1و2 المفخخة؛ ويطلق عليها اسم "UAV-X" حسب تقارير الأمم المتحدة.
وعلمت "العين الإخبارية" من عسكريين مختصين في الدفاع الجوي أن مليشيات الحوثي بدأت خلال الشهور الأخيرة في إجراء تجارب بدائية بدمج "درونز" تؤدي دورا مزدوجا (تجسسي وناري)، بهدف توفير مخزون الطائرات بدون طيار واستخدامها في عدة مهام إرهابية.
ويعود هذا التطور الخطير إلى دمج مليشيات الحوثي "أجهزة إلكترونية" مهربة من إيران؛ قادرة على تحرير القذائف فور تلقيها إشارة من قاعدة التحكم، وفقا للمختصين العسكريين.
وحسب مصادر أمنية أخرى لـ “العين الإخبارية"، فإن الأجهزة الإلكترونية وأنظمة تشويش وتحكم تدفقت للحوثي مع شحنات ومسيرات مجزأة وقطع خاصة بالطائرات بدون طيار مؤخرا عبر ميناء الحديدة وسواحل شمالي المحافظة وعبر المنافذ الشرقية للبلاد.
وفي مارس/آذار الماضي، نظم الحوثيون معرضا للطائرات المسيرة؛ وذلك بعد نحو شهرين من معرض عسكري مشابه للحرس الثوري الإيراني.
وقد زعمت المليشيات حينها -كعادتها- أن تلك المسيرات مصنعة محليا؛ وسمّت أحدها "رجوم"، وفي نفس الفترة حلقت أسراب من "الدرونز" على خط النار وفوق قرى نائية ومدينة الحديدة، في استغلال حوثي ساعتها لخلو الأجواء من طيران التحالف بموجب تهدئة أممية.
وحصلت "العين الإخبارية" على تسجيل فيديو من حطام طائرة رجوم الحوثية تبين بعد عرضها على مختصي دفاع جوي مدى أكذوبة المليشيات والتي تستخدم مسيرة إيرانية مستنسخة؛ بنفس تصميم طائرة مخصصة لأغراض التصوير المدني المعروفة بـ "YD6-1000S.
باليستي طهران
منذ مكّنت إيران المليشيات الحوثية، من أحدث إصدارتها من الصواريخ؛ استهدفت الجماعة المتمردة، السعودية ومناطق في اليمن، بمئات الصواريخ الباليستية، التي يكون مصيرها الاعتراض والتدمير من دفاعات التحالف العربي، قبل الوصول إلى أراضي المملكة.
وهكذا أطلق الحوثيون خلال السنوات الماضية صواريخ بعيدة وقصيرة المدى على أعيان مدنية بالأراضي السعودية واليمنية على حد سواء، وما إن تسقط شظاياها حتى تتضح هويتها، وأنها من صنع إيران.
ونجحت دفاعات التحالف العربي دوما من خلال عمليات الاعتراض، بجمع أدلة دامغة على تدفق الصواريخ الإيرانية إلى الحوثيين، من خلال حطام مقذوفات تحمل ملصقات تصنيع إيرانية، وضبط شحنات أسلحة مهربة قادمة من إيران، ومواد تدريب ومعدات متعلقة بالصواريخ عثر عليها في جبهات القتال مع المليشيات.
وكشفت تقارير أمريكية وغربية في السابق أن أبرز تلك الصواريخ، هي: "بركان"، و"كروز أو قدس 1"، و"مندب 1 المضاد للسفن"، و"صماد 2" وكلها إيرانية التصميم والصنع.
كيف تصل الأسلحة إلى الحوثيّين؟
طوال السنوات الماضية ظلت إيران تنتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216، الذي يحظر تصديرها للأسلحة إلى اليمن، ضاربة دعوات المجتمع المدني بعرض الحائط.
وتعتمد إيران في سبيل إيصال شحنات السلاح إلى وكلائها في اليمن أسلوب التهريب، عبر البحار، عن طريق استخدام قوارب صغيرة يصعب رصدها في المياه والمضايق المجاورة لليمن.
وذكرت مصادر غربية أنه ما إن تصل السفن إلى المنطقة، حتى يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة، يصعب رصدها لأنها منتشرة في تلك المياه.
عجز المجتمع الدولي
رغم ما سبق؛ ما يزال المجتمع الدولي عاجزا عن إيقاف الجرائم الحوثية ضد اليمن والسعودية، بأيادٍ وعتاد إيراني، وتقتصر مواقفه على بيانات الاستنكار ودعوات جوفاء لا تتضمن إجبار المليشيات على وقف التصعيد.
وتتزامن آخر هجمة حوثية على السعودية مع استلام المبعوث الخاص الرابع للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وسط استهتار المليشيات بجهود عملية السلام، وتنصلها من مبادرة السعودية لوقف إطلاق النار.
ويبدأ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن السويدي هانز جروندبرج مهامه الرسمية اليوم، في خضم هجمات الحوثي المتكررة على السعودية، وتعنتها في الرضوخ لحلّ ينهي الحرب الدامية.