مليشيا الحوثي على خطى داعش.. إغلاق المطاعم ومنع الاختلاط
المليشيا الحوثية الإرهابية تسير على خطى تنظيم داعش بعد أن اقتحمت مطعما في صنعاء وتقرر إغلاقه بحجة منع الاختلاط
تتزايد مخاوف اليمنيين كل يوم من خطورة الأفكار الدينية المتشددة والممارسات المتطرفة التي تحاول مليشيا الحوثي الإيرانية فرضها بقوة السلاح على المجتمع، خاصة في المدن اليمنية الرئيسية التي لا تزال تحت نفوذها، في مشهد مطابق تماما لما تفعله التنظيمات المتطرفة وتحديدا "داعش".
وأثارت حادثة إغلاق أحد المطاعم السياحية الأسبوع الماضي بصنعاء بذريعة منع الاختلاط، المزيد من القلق والارتياب لدى سكان العاصمة وعدد من الناشطين الحقوقيين في اليمن.
ميسون العريقي الناشطة اليمنية وصفت ممارسات المليشيا الانقلابية بأنها انتهاك سافر يكشف عن حقيقة الإيديولوجيا والفكر المتشدد الذي ينطلق منه الحوثيون، رغم محاولاتهم البائسة للتستر طيلة السنوات الماضية.
وأضافت في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن الإيديولوجية الحوثية تصل إلى حد التطابق مع تنظيمات داعش والقاعدة وغيرها من الجماعات والتيارات المتشددة، وهو أمر خطير وستكون عواقبه وخيمة على المجتمع بشكل عام، في ظل الحديث عن أية تسوية سياسية محتملة قد تجعل من الحوثيين طرفاً في المشهد وشريكاً في الحكم.
وأشارت الناشطة اليمنية إلى أن الخطورة تكمن في تعامل الأمم المتحدة وكثير من الدول الكبرى مع المليشيا الحوثية، باعتبارها مكوناً سياسياً أصيلاً يتوجب فرض حضوره وعدم إقصائه، وكأنهم يضفون الشرعية على ممارساتها، التي تتطابق مع داعش والقاعدة المصنفتين كجماعات إرهابية.
وكان القيادي الحوثي علي السقاف، المعين كوكيل لأمانة العاصمة صنعاء، قام الأسبوع الماضي رفقة مسلحين باقتحام الجناح الخاص بالعائلات في أحد مطاعم صنعاء والتهجم على عدد من الفتيات المتواجدات، ما أثار موجة شديدة من الغضب لدى السكان.
وسبق للمليشيا الإرهابية أن اقتحمت عدداً من محلات المقاهي بصنعاء والاعتداء على النزلاء قبل أن يتم إغلاقها بمزاعم منع الاختلاط بين الذكور والإناث كما يدعي الحوثيون، على الرغم من أن الكثير منها تخصص أجنحة مستقلة تخصص للفتيات.
ولم تكتف المليشيا بحملات المداهمة للمقاهي، حيث شنت مؤخراً حملة مكبرة لطمس صور الفتيات من على اللوحات الدعائية التي تتصدر واجهة محلات النساء والكوافير في شوارع صنعاء، مهددة مالكيها بعقوبات قاسية وغرامات مالية.
وكثف رجال الدين التابعين للمليشيا المدعومة إيرانيا من حملاتهم الدينية التي تحرم الاختلاط في الجامعات والأماكن العامة، ووجوب اصطحاب "محرم" عند الخروج، بالإضافة لانتقاد أنواع من العبايات التي ترتديها الفتيات، مطالبين بإنزال عقوبات قاسية ضد المخالفات.
كان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي وجه قبل عام انتقادات شديدة للمعاهد المتخصصة بتعليم اللغات، بدعوى وجود الاختلاط فيها، زاعماً أن هناك محاولة لإفساد الأخلاق وتآمرا ممنهجا يهدف إلى تأخير النصر في الحرب التي يخوضونها حسب مزاعمه.
من جهته يرى الأكاديمي اليمني فؤاد فضل أن تلك الممارسات ليست مصادفات أو مجرد تصرفات فردية كما يدعي البعض.
وأوضح فضل لـ"العين الإخبارية" أن ما يحدث هو نتاج طبيعي لفكر متشدد، لم ينجح الحوثيون في التستر عليه طويلاً، يرتكز في الأساس على تربية فكرية ودينية، متطابقة تماما مع التربية الفكرية لتنظيم داعش الإرهابي.
وأكد أن الحوثيين يتعمدون في كثير من الأحيان إظهار مثل هذه الممارسات بشكل سافر كـ"بالون اختبار"، في محاولة منهم لمعرفة ردود الفعل عليها وإمكانية تقبلها من المجتمع، بينما الحقيقة التي بات يدركها الجميع أن مليشيا الحوثي هي الوجه الأقبح لداعش والقاعدة، وأنها ستمارس أفعالاً أكثر بشاعة حال تمكنت من الحكم والسيطرة.