الحوثي والتنظيمات الإرهابية.. ثنائي الموت يضرب عدن مجددا
أكد خبراء يمنيون أن ثنائي الموت المتمثل في مليشيا الحوثي وقوى الإرهاب، هو المتضرر الوحيد من تواجد الحكومة في عدن لممارسة مهامها.
وشهدت عدن يوما دمويا خطف وأصاب عشرات الأبرياء ممن حضروا لاستقبال حكومة وطنية ولدت بعد مخاض عسير إلى المطار الدولي، قبل أن يحول تفجيران ضربا المكان إلى مذبحة جماعية.
وقوبلت الهجمات الصاروخية والتي استهدفت مطار عدن الدولي، الأربعاء، أثناء وصول الحكومة الجديدة بتنديد أممي ودولي وإقليمي واسع، في جريمة أعادت إلى عدن حجم دموية ثنائي الإرهاب المتمثل بمليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية ممثلة في الإخوان والقاعدة وداعش.
ويقول الخبراء لـ"العين الإخبارية"، إن "هدف المليشيات الحوثية من الهجوم هو منع الحكومة من التواجد في عدن، كون عمل الحكومة من الداخل يشكل ضربة موجعة للمليشيات وحلفائهم الذين راهنوا كثيرا على الصراع في معسكر الشرعية".
وبحسب الباحث والناشط اليمني، فواز عبدالعزيز، فإن "الهجوم الإرهابي الجبان، الذي استهدف الحكومة الشرعية، استهدف أيضاً وأد اتفاق الرياض، وعرقلة عودة الحكومة إلى عدن، وممارسة مهامها من الأراضي اليمنية وهو محاولة بائسة لإبقاء صف الشرعية ممزقا ومشتتا".
وأضاف الخبير اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "الصواريخ التي شاهدها الجميع في اللقطات المسجلة، دليل واضح على وقوف المليشيا الحوثية وراء هذا العمل الإرهابي الجبان والذي أدى لاستهداف العشرات من الأبرياء عبر صواريخ تسببت بانفجارات وحشية".
واعتبر عبدالعزيز أن "الهجوم الغادر امتداد لسلسلة جرائم ارتكبتها المليشيا الحوثية خلال السنوات الماضية ولذا يتوجب على الحكومة الرد بشكل قوي وحازم على الإرهاب الحوثي عبر عملية عسكرية حقيقية لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة لأن ذلك هو الضامن الحقيقي لإيقاف نزيف الدم اليمني".
من جانبه، قال السياسي اليمني، نبيل الصوفي، إن "إيران وأدواتها وحلفاءها لن يتركوا عدن تنجح بسهولة لأن نجاحها (أي عدن) يسقط كل ما قامت به طهران لوكلائها في صعدة وصنعاء".
وكتب الصوفي في حسابه عبر "فيسبوك" أن "مليشيا الحوثي حين عاد رئيس الحكومة السابق، خالد بحاح، إلى عدن فجرت فندق القصر عبر ذراعها القاعدة، واليوم تستهدف بشكل مباشر مطار عدن بصاروخ بالستي".
وأضاف السياسي اليمني، أن "إيران تخوض حربا وليست احتفالات وصراعات صغيرة.. لهذا جهزت صنعاء لكي تقصف عدن والمخا ومأرب، في حربها ضد كل هذه المدن وضد الرياض".
وأشار الصوفي إلى أن "إيران تحارب بمثابرة، وأن المعلومات الأولية تشير إلى أن الصواريخ انطلقت من جانب المركز التدريبي بذمار، وأخرى تشير إلى أنها من تعز إثر سقوط صواريخ حوثية في مناطق سيطرة المليشيات نفسها".
تنسيق الإرهاب
من جهته، قال المحلل السياسي، عادل البرطي إن "المتضرر من عودة الحكومة إلى عدن هم الفصيل الإرهابي الإخواني ومليشيات الحوثي، وأكاد أجزم أن ذراع قطر وتركيا هم من يخشى استقرار الوضع في مناطق الشرعية خصوصا عدن".
ولم يستبعد البرطي خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن يكون الهجوم نتيجة تنسيق مشترك بين الحوثي والإخوان ووكلائهم من التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن تنسيق الإخوان والحوثي ظهر في حربه ضد المناطق الجنوبية في الهجوم الغادر على معسكر الجلاء 2019 واغتيال منير محمود أبو اليمامة حينما تم اغتياله سارعت الحوثيين بتبني الهجوم ليتم تغطية العمل الإرهابي.
وأضاف: "اليوم انفجارات متتالية سمع دويها في كل أرجاء عدن، وما بعدها ما يعني أنها صواريخ تركزت على صالة الاستقبال لاستهداف شخوص الوزراء بذاتهم لولا تأخر نزول الحكومة، وهو ما منع الكارثة من الحدوث وإلا كانت مذبحة وانتصار ساحق للإرهاب".
وقال البرطي: "خاب أملهم وستنتصر إرادة الشعب وستمضي الحكومة بعملها وفق اتفاق الرياض ودعم دول التحالف العربي المؤمل عليها ومنها مواصلة دعم استعادة الدولة من يد الإرهاب بألوانه ومذاهبه".
وأوضح الخبير اليمني أن هذا الهجوم الإرهابي وتفجيرات عدن "لا يمكن أن يقف عائقا أمام الحكومة الجديدة والتي بحاجة إلى أن تحوله إلى نقطة قوة لمواصلة العمل على إعادة اليمن إلى منظومة القانون رغم أنف المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران وقطر".