"العين الإخبارية" ترصد تجنيد الحوثي للسجناء.. وقود المعارك
بعد أن عطلت الفصل في قضاياهم لأكثر من 8 أعوام، حولت مليشيات الحوثي نزلاء السجون بتهم الجنايات إلى وقود لمعاركها المقبلة باليمن.
وأخضعت مليشيات الحوثي نزلاء قرابة 20 سجنا مركزيا واحتياط لتدريبات عسكرية ودورات طائفية داخل السجون ضمن قوة احتياط تعكف المليشيات على حشدها بعد أن استغلت الهدنة الأممية لترتيب صفوفها المتهاوية.
وعلمت "العين الإخبارية"، من مصادر أمنية وعسكرية يمنية أن مليشيات الحوثي بدأت بالفعل منذ مطلع العام الجاري، لا سيما بعد الهزائم المدوية التي تعرضت لها في مديريات بيحان الثلاث على يد قوات العمالقة الجنوبية بتجنيد سجناء الإجراءات والجنايات بمناطق سيطرتها.
وأوضحت أن مليشيات الحوثي وضعت قاعدة بيانات حول عدد السجناء الذين عليهم ديون أو معسرين أو من قضوا نصف محكوميتهم في السجون وذلك لتأطيرهم في وحدات قتالية ضمن مليشيات أسمتها بـ"الدعم والإسناد".
وقدمت المليشيات الإرهابية لنزلاء السجون على ذمة مديونيات مالية وعود بتكفل ما يسمى "هيئة الزكاة" الحوثية بدفعها مقابل انضمامهم إلى معسكرات التدريب للقتال في صفوفها شريطة أن يتم الإفراج عنهم بعد أن يكونوا قد شاركوا في المعارك مدة لا تقل عن 4 أشهر.
ووفقا للمصادر فإن السجناء على ذمة جرائم جنائية ممن قضوا نصف مدة محكوميتهم فقد حدد لهم الحوثيون "القتال في صفوفهم مدة عام كامل لإطلاق سراحهم على أن تتكفل المليشيات بإصدار قرارات عفو قضائية بحقهم".
800 سجين.. و3 معسكرات
وتتبعت "العين الإخبارية"، من المصادر حجم السجناء الذين تم استكمال تدريبهم والمواقع العسكرية التي تجري مليشيات الحوثي تدريب السجناء فيها.
وكشفت المصادر عن أن مليشيات الحوثي دربت 800 سجين من محافظات ذمار وريمة وإب والمحويت وحجة وحولتهم إلى قوة قتالية جاهزة للمعارك على أن يتم استدعائهم للجبهات وقت المعارك التي تعد لها.
وأضافت أن مجموعات أخرى من السجناء تجري مليشيات الحوثي تدريبهم وهم من محافظات الحديدة وصنعاء.
وطبقا للمصادر فخصصت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا معسكرات مستحدثة في 3 مناطق لتدريب وتجهيز السجناء وإعداد دفع من المقاتلين.
ويقع المعسكر الأول في مناطق جبل "الشرق" في ذمار فيما يقع المعسكر الثاني أحد المرتفعات في مديرية "الجعفرية" في ريمة، وقد خصصت هذه المعسكرين لتدريب نزلاء السجون في 3 محافظات وهي ريمة وذمار وإب، وفقا لذات المصادر.
وبحسب المصادر، فإن المعسكر الثالث يقع في بلدة "خميس بني سعد" في المحويت وهذا المعسكر خصصته مليشيات الحوثي لتدريب سجناء المحويت وحجة وصنعاء والحديدة.
مساعٍ لتجنيد المعتقلين
حملة تجنيد السجناء المسعورة لم تقتصر على الذين تعثروا عن سداد ديونهم أو " المعسرين" كما تسميهم مليشيات الحوثي، لكنها امتدت إلى مساومة المعتقلين الذين اختطفتهم بتهم التعاون والتخابر مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي.
وقالت المصادر العسكرية والأمنية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تستهدف عسكرة المختطفين والمعتقلين في سجونها غير القانونية والزج بهم للقتال في صفوفها.
كما كشفت أن مليشيات الحوثي عرضت على المختطفين والمعتقلين في معتقل "مدينة الصالح" الضخم شرقي مدينة تعز للقتال معها مدة محددة مقابل إطلاق سراحهم لاحقا، إشارة لمساومة خبيثة يعمد لها الانقلابيون تفضي بالمحتجزين إلى الموت الحتمي.
أكبر حملة تجنيد منظمة
وليست هذه المرة الأولى التي تجند فيها مليشيات الحوثي السجناء في مناطق سيطرتها، لكنها تعد هي الحملة المنظمة الأكبر على الإطلاق منذ انقلابها أواخر 2014 ضمن ما تسميها بـ"قوة الاحتياط".
وحسب المصادر فإن الأعوام السابقة شهدت موجة من تجنيد مليشيات الحوثي للمعتقلين والسجناء سويا وقتل الكثير منهم في المعارك لكن الانقلابيين "يعمدون لدفنهم دون إبلاغ عائلاتهم الذين ما زالوا يعتقدون أنهم في السجون أو المعتقلات".
وأشارت المصادر إلى أن كل السجناء تخضعهم مليشيات الحوثي لدورات طائفية دون استثناء بينما تكثف الدورات لمن شملتهم عملية الاستقطاب لتحويلهم الى مجاميع قتالية وإعدادهم للمشاركة في القتال.
وتشير عملية تجنيد السجناء إلى أن مليشيات الحوثي تستخدم الأموال التي تجبيها باسم "الزكاة" بحجة الإفراج عن المعسرين داخل السجون تستهدف بشكل واضح عملية عسكرة واستقطاب مقاتلين جدد رغم سريان الهدنة التي تم تجديدها شهرين إضافيين.
وتجرم المواثيق الدولية والإنسانية تجنيد السجناء واستغلالهم عسكريا في الحروب والنزاعات وتمنحهم حقوقا قانونية وإنسانية تتعلق بحسن المعاملة وعدم تعريضهم للخطر.
وخلافا لعشرات المعتقلات الخاصة بالمختطفين، هناك نحو 20 سجنا مركزيا واحتياط يخضعون للحوثيين، تشير التقارير إلى أنها تضم نحو 6500 سجين فيما لا يعرف حجم الأعداد الحقيقية للمختطفين بمعتقلات الانقلاب.
كانت مليشيات الحوثي قد استخدمت القضاء في مناطق سيطرتها لعدم فصل القضايا الخاصة بالمساجين منذ أعوام وذلك في مخطط استهدف زجهم إلى جبهات القتال في ظل عزوف القبائل عن زج أبنائها بمحارق الموت.
وبالنسبة لتجنيد المعتقلين والمختطفين، فيعد ذلك انتهاكا غير مسبوق لاتفاق الأسرى المدعوم من الأمم المتحدة ويوازي انتهاكات التعذيب حتى الموت التي تمارسها المليشيات والتي أودت بـ350 معتقلا الأعوام الماضية.
ومؤخرا أعلن عن صفقة تشمل 2223 مختطفا وأسيرا لكن الحوثيين ما زالوا يعرقلون عملية التبادل ضمن مخططهم المتواصل الذي يعمد بشكل سافر إلى استغلال معاناة الآلاف من المدنيين والعسكريين كرهائن وأوراق ضمن مناورة متعددة السياسات، وفقا لخبراء.