الحوثي وداعش.. تنسيق مشترك في صناعة الفوضى والقتل
مراقبون يؤكدون الشراكة بينهما، فكلاهما يقتات من الآخر ويوفر له فرص البقاء والنمو من خلال التشارك في صنع بيئة فوضوية.
كثّف تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال الأيام القليلة الماضية من عملياته الإرهابية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية اليمنية، والتي كشفت عن تنسيق مشترك يجمعه مع مليشيا الحوثي الانقلابية.
وشهدت محافظات عدن وحضرموت وشبوه والبيضاء، خمس عمليات إرهابية منفصلة في أقل من 24 ساعة ، أسفرت عن مقتل أكثر 14 من عناصر الجيش الوطني والأمن.
وبالإضافة إلى اغتيال إمام مسجد ساحة الرويشان بمديرية المنصورة في عدن الشيخ ياسر العزي، حاولت عملية إرهابية أخرى استهداف كلية الآداب في عدن، لكنها فشلت ولم تسفر سوى عن مقتل أحد أفراد الحراسة الأمنية بالكلية، قبل أن يتم إلقاء القبض على أحد منفذي العملية فيما لاذ البقية بالفرار.
وبجانب عملية وادي حجر في حضرموت التي راح ضحيتها 10 جنود، أحبط الجيش اليمني، أمس السبت، هجوما إرهابيا في البيضاء، نفذته عناصر داعش من مواقع تمركز الحوثيين، ما يكشف تنسيق الجماعتين الإرهابيتين في استهداف القوات الحكومية.
ويأتي تكثيف التنطيم الإرهابي لعملياته بعد ساعات من حشد كبير نظمه الانقلابيون الحوثيون في العاصمة صنعاء بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على الحرب التي أشعلوها.
وما يكشف التنسيق بين الطرفين، هو أن الهجمات الإرهابية تستهدف مناطق الشرعية فقط، فيما تظهر صنعاء والمناطق الخاضعة للانقلاب خالية من أي هجمات داعشية، وهو أمر يثير الريبة وفقا لخبراء.
تنسيق مشترك وغرفة عمليات في طهران
وأثار توقيت العمليات الإرهابية الأخيرة مزيداً من الشكوك حول ارتباط كل من داعش والحوثي ببعضهما البعض، ومدى التنسيق المشترك بينهما.
ولم يستبعد مراقبون يمنيون وجود صلات وثيقة بين الجماعتين، غير أن المعطيات -في اليمن وبعض البلدان العربية الأخرى- ترجح أن تنظيمي "الحوثي وداعش" تتم إدارتهما من غرفة واحدة تابعة لأجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وقال الناشط والمحلل السياسي اليمني وضاح عبدالجليل، لـ"العين الإخبارية"، هناك ارتباط واضح بين الجماعتين الإرهابيتين لا تخطئه العين، من حيث طريقة التفكير والتعامل مع الخصوم.
وأضاف: "رغم أن الحوثيين وداعش يحاولان المجاهرة بعداء أحدهما للآخر، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، فكلاهما يقتات من الآخر ويوفر له فرص البقاء والنمو من خلال التشارك في صنع بيئة فوضوية يسودها القتل والجوع والأوبئة؛ يصعب العيش والنمو خارجها".
مخططات لعمليات إرهابية في الجوف والبيضاء
وخلال اليومين الماضيين، ذكرت مصادر عسكرية متطابقة أن الجيش اليمني حصل على معلومات استخباراتية مؤكدة حول مخطط تنوي مليشيات الحوثي الانقلابية تنفيذه من خلال عمليات إرهابية في محافظتي الجوف والبيضاء اللتين تدور فيهما معارك عنيفة وسط تقدم مستمر لقوات الجيش الوطني والمقاومة.
وقالت المصادر لـ" العين الإخبارية"، إن التقارير الاستخبارتية جاءت متطابقة مع المعلومات التي حصلت عليها قيادة الجيش من اعترافات بعض أفراد مليشيات الحوثي الذين تم أسرهم خلال الأيام الماضية في عدد من جبهات القتال.
ويهدف الانقلابيون من تنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية في المناطق المحررة إلى خلط الأوراق ولفت أنظار المجتمع الدولي الذي يمارس ضغوطا كبيرة على الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي لإيقاف الحرب التي دخلت قبل أيام عامها الرابع.
في حين يؤكد محللون سياسيون في اليمن أن اللوبي الإيراني، الذي ينشط إعلامياً وسياسياً بشكل كبير في عدد من الدول الأوربية، يستثمر تلك الحوادث التي غالباً ما يسارع تنظيم داعش إلى تبنيها، لنقل صورة مفبركة بأن مناطق الشرعية صارت مرتعاً خصباً للتنظيمات الإرهابية، خلافاً لمناطق سيطرة الحوثيين، الذين يمكن الاعتماد عليهم كشريك مستقبلي جيد لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه.
وسجلت الأعوام الأربع الأخيرة عدداً من الحوادث الإرهابية التي أعلن تنظيما القاعدة وداعش مسؤوليتهما عنها، في الوقت الذي نجح الحوثيون في استغلالها بصورة ممنهجة لتحقيق مكاسب سياسية سواء عبر التمدد في المدن اليمنية قبل انطلاق عاصفة الحزم، أو لكسب تعاطف دولي قبل كل مفاوضات السلام التي احتضنتها كل من جنيف وبييل السويسريتين، وأخيراً الكويت.