فضائيات الحوثي.. أبواق إيران لتفتيت اليمن ونشر الطائفية
القنوات الحوثية الممولة من إيران تمرر رسائل إعلامية ممنهجة للتشويش على وعي اليمنيين ونشر الطائفية في البلاد.
أطلقت مليشيا الحوثي الانقلابية وبدعم مباشر من إيران ومليشيا حزب الله الإرهابي، خلال الأيام الماضية، قنوات تلفزيونية جديدة، بهدف تكريس الأفكار الطائفية وخدمة أجنداتها التخريبية في اليمن.
- الجيش اليمني يحرر قرية مزهر ويطوق الحوثيين في مركز باقم بصعدة
- اليمن.. مقتل 70 حوثيا في غارات للتحالف العربي
وأفادت مصادر إعلامية لـ"العين الإخبارية" بأن قناة "الهوية" التي بدأت مؤخرا بثها التجريبي بإدارة القيادي في المليشيا محمد العماد، رئيس تحرير صحيفة "الهوية" التابعة للمليشيا، وقناة أخرى باسم "اللحظة" يديرها الحوثي عابد المهذري، انضمتا لقنوات تلفزيونية أخرى تبث من الضاحية الجنوبية في لبنان.
وذكرت المصادر أن مليشيا الحوثي حاولت أن تصنع من العماد والمهذري أشخاصا معاديين للمليشيا خلال الشهور القليلة الماضية، حينما سمحت لهما بتوجيه انتقادات لاذعة للمليشيا بغرض تسويقهما كأشخاص معارضين، إلا أنهما في الواقع سيعملان على خدمة المليشيا من خلال تلك القنوات التلفزيونية التي ستطلقها خلال الأيام المقبلة.
وتبدي إيران اهتماما لافتا بموضوع الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في اليمن، إذ عملت على ضخ أموال طائلة لترويج سياستها وأجندتها باليمن، في حين تمتلك مليشيا الحرس الثوري الإيراني دائرة مختصة في التوجيه الإعلامي على مختلف الأنواع والأشكال، تقوم بالتمويل والإشراف على المؤسسات الصحفية والإعلامية والقنوات الفضائية، التي تمثل أبواقا تنعق لصالح إيران في المنطقة.
وفيما تلعب أجهزة الإعلام الدور الأكبر في عملية توجيه الرأي العام تشير الوقائع إلى اعتماد الحوثيين في عملية تغلغلهم داخل المجتمع اليمني طيلة السنوات الماضية على الكثير من الأساليب، لكن يبقى الإعلام والتحكم فيه وفي أدواته أحد أهم الطرق التي ساعدتهم في اختراق المجتمع والتهام البلد.
وانتشرت خلال الأعوام الـ5 الأخيرة عشرات الفضائيات ومئات الصحف والمواقع الإلكترونية المرتبطة بالحوثيين والممولة بشكل مباشر من السلطات الإيرانية، والتي عملت على الترويج للأفكار والمبادئ التخريبية والطائفية.
وتقوم القنوات الحوثية بتمرير رسائل إعلامية بشكل ممنهج للتشويش على وعي اليمنيين المناهضين لها، ومحاولة تجميل صورة الانقلابيين.
ويدق الانتشار المخيف لمثل هذه القنوات الطائفية ناقوس الخطر الفعلي في اليمن، فيما يعتبرها مراقبون أحد أبرز أسباب إصرار مليشيا الحوثي على إطالة أمد الحرب وهدم فرص السلام.
وقال الناشط السياسي اليمني مؤيد الصمدي، لـ"العين الإخبارية"، إن الخطورة تكمن في كون الفضاء اليمني صار مكتظا بكثير من تلك القنوات المشبوهة المرتبطة بأجهزة المخابرات الإيرانية، والتي باتت تقتحم كل منزل فيه، محاولة تشويه وتحريف المفاهيم والقيم، والسعي إلى تضليل الرأي العام المحلي من خلال الترويج لأفكار طائفية بائسة، تعمل على إحداث شرخ مجتمعي في البلد قد يصعب ترميمه مستقبلا.
وتؤكد الإحصاءات وجود 11 قناة وأكثر من 18 إذاعة محلية، فضلاً عن بضع مطبوعات ورقية وعشرات المواقع الإلكترونية التي يديرها الانقلابيون في اليمن، وجميعها تعمل على نخر جسد المجتمع كداء خبيث.
- الهلال الأحمر الإماراتي يتفقد المرافق الحيوية بالخوخة اليمنية
- الرئيس اليمني: إيران وأدواتها الحوثية تتربص باليمن والمنطقة
وقال مصدر إعلامي لـ"العين الإخبارية" إن الاهتمام الإيراني بالإعلام بدأت ملامحه منذ أكثر من عقد، لكنه تنامى بشكل ملحوظ في السنوات الخمس الأخيرة.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن حجم التمويل الإيراني للقنوات الفضائية الموالية لهم ازداد هذا العام وبالتوازي مع خطة لتمويل إنشاء قنوات ومحطات إذاعية جديدة، تستهدف الداخل اليمني بشكل أكثر خصوصية لتشكيل رأي عام داخلي مساند لها، ومناهض في الوقت عينه لسياسات الدول المجاورة والإجماع العربي.
وذكر المصدر أنه تم إنشاء غرفة عمليات إعلامية في صنعاء، يشرف عليها أحد ضباط المخابرات الإيرانية، وترتبط مباشرة بغرفة العمليات الكبرى في الضاحية الجنوبية بلبنان.
وأشار إلى أن من أبرز مهام هذه الغرفة الإعلامية -ذات الصبغة الاستخباراتية- رسم السياسات وتحديد الخطوط العريضة، والقضايا التي يبنغي تناولها وفقا لمعطيات واستحقاقات المرحلة القادمة، علاوة على محاولة استقطاب النخب الإعلامية والثقافية المؤثرة في الرأي العام المحلي عبر الإغراءات المادية.
كما تعتمد الغرفة الاستخباراتية الإيرانية على تسريب رسائل إعلامية مغلوطة ومفبركة تعتمد على الشائعات، من شأنها خلق حالة من الذعر لدى اليمنيين الذين لا يزالون يقبعون في مناطق نفوذ الانقلابيين حول الأوضاع المتردية أمنيا واقتصاديا وإنسانيا في مناطق الشرعية المدعومة من التحالف العربي.
وحسب المصدر ذاته فإن الدعم المالي يتفاوت من قناة لأخرى، وتعتبر قناة "الساحات" التي تحصل على مليون ومائتي ألف دولار سنويا هي الأقل دعما على مستوى القنوات اليمنية الممولة إيرانيا، فيما يتراوح دعم الصحف والمحطات الإذاعية بين 100-200 ألف دولار سنويا.
وتؤكد معلومات غير رسمية أن إيران رفعت مبالغ تمويلها لوسائل الإعلام الحوثية الموالية لسياساتها إلى نحو 50 مليون دولار سنويا.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA=
جزيرة ام اند امز