الألغام الإيرانية الحرارية.. إرهاب الحوثي ينتقل من اليابسة للبحر
تفخيخ البحر كان آخر وسائل الانقلاب الحوثي الذي يستهدف السفن وممرات الملاحة الدولية في سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب
بعد زراعة أكثر من مليون لغم في اليابسة منذ بدء الانقلاب، أخذت مليشيا الحوثي تتوسع في أدواتها الإرهابية لقتل اليمنيين بزراعة أنواع جديدة من الألغام البحرية الإيرانية، بسواحل البلاد، ما يهدد آلاف الصيادين وخطوط التجارة الدولية.
وتفخيخ البحر كان آخر الوسائل الإرهابية الحوثية التي تستهدف السفن وممرات الملاحة الدولية في سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وخلال الأشهر الماضية، نجحت الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة في انتزاع عشرات الألغام البحرية، مؤكدة أنها إيرانية الصنع.
وتقدّر منظمات حقوقية دولية قيام مليشيا الحوثي بزراعة أكثر من مليون لغم في المدن اليمنية منذ أواخر عام 2014، في رقم هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
وخلال اليومين الماضيين، عثرت الفرق الهندسية اليمنية على أول لغم بحري حراري زرعته مليشيا الحوثي الانقلابية قرب جزيرة "زرباط" التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.
ونجحت الفرق الهندسية في التعامل مع اللغم الحراري، وتفجيره في منطقة بعيدة عن محيط قرى الصيادين غرب اليمن.
وقد اعتادت المليشيا الحوثية تصنيع ألغام بدائية يتم تمويهها على أشكال صخور أو أشجار أو أحجام معدنية تكون غالبا ضد الدروع والأفراد، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف "لغم حراري".
وكشفت مصادر عسكرية يمنية أن اللغم الحراري الإيراني يختلف عن الألغام التقليدية كونه شديد الانفجار والحساسية عن بُعد، وهذه الأنواع أكبر من قدرات الحوثيين التصنيعية.
إرهاب ضد الصيادين
خلال الأشهر الماضية، تعرض عدد من الصيادين في السواحل الغربية لليمن لإصابات بالغة وبُترت أطرافهم أثناء ممارسة الصيد، جراء الألغام البحرية الحوثية.
كما تسببت الألغام الحوثية في نفوق عدد من الحيتان الضخمة في سواحل البحر الأحمر قبالة "ميدي" التابعة لمحافظة حجة، شمالي غرب اليمن.
وأكد صيادون، لـ"العين الإخبارية"، أن الألغام التي رمت بها المليشيا الحوثية بشكل عشوائي إلى سواحل البحر الأحمر حرمت مئات الصيادين من ممارسة مهنة الصيد التي لا يجيدون غيرها، كما حصدت أرواح العشرات منهم.
وقال عبدالله سليمان، الذي يعمل في مهنة الصيد، إن 3 من رفاقه في سواحل الحديدة لقوا مصرعهم جراء لغم حوثي فيما أصيب 8 آخرون، وبُترت أطرافهم.
وأضاف سليمان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن جميع الصيادين لم يكونوا يدركون أنه لغم.. شاهدنا الموج يجرف أنبوبة كبيرة على رأسها 4 قرون، إلى الشاطئ، وعند ارتطامها بالصخور، سمعنا صوت انفجار مدوٍ".
وتابع: تسببت هذه المأساة في هجران مئات الصيادين للبحر، فالبحر الذي كان يجلب لهم الرزق صباح كل يوم، بات يجلب لهم الألغام التي تزرعها المليشيا الحوثية.
معركة مستمرة في اليابسة
في اليابسة، تواصل الفرق الهندسية التابعة لدول التحالف العربي معركة مصيرية تتمثل في تأمين حياة ملايين اليمنيين من ألغام حوثية محرمة دوليا، تمت زراعتها في مناطق مأهولة بالسكان.
وأعلن مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام، اليومين الماضيين، في بيان صحفي، انتزاع 123 ألف لغم وعبوة غير منفجرة، زرعتها المليشيا الحوثية، وذلك خلال الفترة من يونيو/حزيران 2018، وحتى 9 يناير/كانون الثاني الجاري.
ونجح أحد فرق "مسام" في تأمين أكثر من 10 مناطق ملغومة في مديريات المخا وموزع والوزاعية في الساحل الغربي لمدينة تعز، وإعادة السكان إلى مناطقهم.
ووفقا للبيان، فإن جميع الألغام الحوثية تم نزعها من منازل ومزارع المدنيين وممرات طرقهم ومدارس أطفالهم.
وقال العقيد عثمان الجهوري، قائد الفريق، إن منطقة جبل النار هي منطقة سكنية وزراعية قامت مليشيا الحوثي بزراعتها بكميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي، وتسببت في سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين جلّهم من النساء والأطفال.
وأضاف أن فريقه يعمل حالياً على تطهير حقل ألغام تتجاوز مساحته 17 ألف متر مربع، وتمكن من تأمين 70% من المساحة الإجمالية للحقل، وما زال العمل مستمراً حتى يتم تأمين المنطقة بشكل كامل.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز