طهران تجاهر بدعم الحوثيين.. تحركات مريبة لإرباك السلام في اليمن
للمرة الأولى وزير الدفاع الإيراني يجاهر بشكل رسمي عن ضرورة تمتين وتعزيز العلاقة بين طهران ومليشيا الحوثي الانقلابية
بعد سنوات من الإنكار والتكتم، أفصحت إيران عن دعمها الرسمي لمليشيا الحوثي الانقلابية، حيث كثفت من تحركاتها المريبة في الملف، فيما عدّه مراقبون عرقلة للجهود الدولية الساعية لإحلال السلام.
وللمرة الأولى، جاهر وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بشكل رسمي، عن ضرورة "تمتين وتعزيز العلاقة" بين طهران ومليشيا الحوثي الانقلابية، الموالية لهم، التي استولت على صنعاء منذ أواخر عام 2014.
وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثي، إن وزير الدفاع الإيراني، التقى بمندوب المليشيا في طهران، إبراهيم الديلمي، وناقش معه تعزيز التعاون في المجالات العسكرية.
ومنذ بداية الانقلاب الحوثي، عملت طهران على إمداد المليشيا بأسلحة متطورة، من بينها صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، بهدف شن هجمات إرهابية داخل الأراضي اليمنية، واستهداف المرافق المدنية والنفطية في الأراضي السعودية.
وتمكنت قوات الحكومة اليمنية والتحالف العربي، من اعتراض العشرات من شحنات الأسلحة الإيرانية التي يتم تهريبها على شكل قطع صغيرة من القرن الأفريقي، إلى سواحل محافظة الحديدة (غرب)، التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين.
وأكدت قوات التحالف أن عشرات الصواريخ الباليستية التي استهدفت الأراضي السعودية، إيرانية الصنع، ولم تكن في مخازن الجيش اليمني، قبل الانقلاب الحوثي على السلطة.
إفشال جهود السلام
الموقف المعلن من وزير الدفاع الإيراني، لم يكن الحدث الوحيد اللافت خلال الأسبوع الجاري؛ حيث ظهر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس الثلاثاء، مع ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام، في لقاء غامض.
وقالت وسائل إعلام حوثية وإيرانية، إن اللقاء "ناقش آخر التطورات السياسية والميدانية في اليمن وسُبل تعزيز العلاقات بين الجانبين"، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، لكن مصادر أكدت لـ"العين الإخبارية"، أن التحرك المفاجئ لـ"ظريف"، هدفه إرباك الجهود الأممية لعملية السلام.
وأكدت المصادر أن صيغة عملية السلام الجديدة، والمطلوبة من المجتمع الدولي، تطلب من الحوثيين قطع علاقتهم مع طهران، إلا أن الأخيرة رمت بكل ثقلها من أجل إفشال ذلك.
وطيلة سنوات الحرب، ظهرت مليشيا الحوثي الانقلابية أداة في أيدي طهران تستخدمها لإيذاء دول الجوار من أجل ابتزاز دول الخليج، وكذلك المجتمع الدولي، خصوصا فيما يتعلق بالتهديدات على خطوط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
وتأتي التحركات الإيرانية، مع خطوات جادة لإبرام عملية سلام شاملة برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خلال عام 2020، خصوصا بعد مبادرات نوعية أطلقها التحالف العربي، تُمهد لتعبيد طريق السلام.
وعدّ خبراء أن التحركات الإيرانية المريبة، تكشف بوضوح أنهم يقفون ضد أي خطوات للسلام في اليمن، وسيعملون بكل إمكاناتهم على إفشالها.
وقال الناشط السياسي اليمني محمد الشرعبي لـ"العين الإخبارية"، إن إيران هي المستفيد الأكبر من استمرار حرب اليمن، كونها تستخدمها لتخفيف الضغوط الدولية عليها وابتزاز المجتمع الدولي.
وأضاف: "هناك تجار حروب في اليمن نعم، لكن نظام طهران هو أكبر من يتاجر بالأزمة الإنسانية، ولا يريد للحرب أن تتوقف ويطوي اليمنيين صفحة الانقلاب الجاثم عليهم منذ 5 سنوات".
وتوقع الناشط اليمني أن تدعم إيران مسألة التصعيد العسكري باليمن مجددا، بعد أسابيع من التهدئة في معظم الجبهات، ومعاودة الهجمات الإرهابية على الأراضي السعودية.
وكانت الكويت قد أعلنت استعدادها لاستضافة التوقيع على عملية السلام في اليمن، خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وسط تحركات مكثفة للمبعوث الأممي، مارتن جريفيث، بين صنعاء والرياض.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز