اختصر الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، قبل أيام، ما يجري في اليمن المنكوب نتيجة الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران.
وذلك حين أجاب العميد الركن تركي المالكي عن سؤال أحد الصحفيين: "هل ستستمر المعركة الحالية لتحرير باقي المناطق اليمنية؟" بقوله: "هناك تضحيات قُدّمت في اليمن من قبل الجيش الوطني والقوات المشتركة وألوية العمالقة والمقاومة الشعبية وأبناء القبائل اليمنية، وإذا اتحد اليمنيون ووضعوا كل خلافاتهم الحزبية جانباً، فسيتجهون إلى صنعاء المحتلة عما قريب".
ولعل رسالة قوات دول التحالف العربي كانت واضحة، على ضوء التطورات الأخيرة والشراكة الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيا في هذه المنطقة الحساسة، فالمسألة اليمنية أُريد لها أن تكون مصدر فوضى دائمة، لتُعطلَ حركة الملاحة الدولية في مضيق "باب المندب" والبحر الأحمر وخليج عدن.
لكن قراءة قوات التحالف العربي لطالما كانت صمام أمان للمنطقة، بل والعالم. فحين استغلت طهران ما سُمّي "الربيع العربي"، وحاولت -عبر أذرعها- زعزعة أمن واستقرار المنطقة. وعندما تشكَّل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، كانت السعودية والإمارات من أوائل الدول، التي أسست لذلك العمل الدولي النبيل، وقدمتا أوجه الدعم كافة، لمنع انتشار الإرهاب والتطرف. كما لم يُترك العراق لمصير مجهول، بل سعت السعودية والإمارات لإعادة بلد الرافدين إلى الحضن العربي، وفُتحت الأبواب في البلدين الكبيرين لاستقبال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي حظي باحترام شديد من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وكانت النتيجة ما نراه ونسمعه هذه الأيام من إعادة ترتيب البيت السياسي العراقي، كي يعيش العراقيون مرحلة جديدة من السيطرة على أرضهم وبسط سيادة حكومتهم على مناطق بلادهم كافة، ومنع كل مظاهر التسلح غير الشرعي، ونهب الموارد والمقدرات العراقية، عبر من باعوا ولاءهم لإيران، تلك المقدرات، التي لو تم استثمارها بشكل صحيح لعاش العراقيون في رخاء اقتصادي دائم.
عودة إلى اليمن.. إذ إنها الفرصة الأخيرة، وربما تتجلى في هذا التنسيق الكبير بين عواصم دول المنطقة المعنية بتخفيف تبعات الانقلاب الحوثي على الشعب اليمني الذي يعاني، بعدم السماح لمليشيا "الحوثي" الإرهابية باستغلال المواني المدنية اليمنية لتحقيق أغراض طهران في المنطقة والعالم، وذلك بجعل اليمن قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
ومع مرور أكثر من عام على اتفاق العُلا في المملكة العربية السعودية، تتطلع دول المنطقة بكل ثقة إلى المستقبل، وإلى مزيد من التعاون المُفضي إلى تعزيز الازدهار بين دول المنظومة الخليجية-العربية، سيما وأن ما يشهده العالم من تحديات ومفاوضات وأزمات يحتم على الجميع المُضي قدماً نحو التكاتف لما فيه خير شعوب المنطقة كافة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة