الشرعية تعيد ترتيب أوراقها العسكرية.. تغييرات حاسمة لردع الحوثي
أولى الأوراق التي أعاد الرئيس اليمني ترتيبها كانت وزارة الدفاع، قمة هرم المؤسسة العسكرية وشملت وزير الدفاع ورئيس الأركان.
بالتزامن مع زخم الانتصارات التي يحققها الجيش اليمني مسنودا بالتحالف العربي في عدد من جبهات القتال، بدأت "الشرعية" بإعادة ترتيب أوراقها العسكرية للقضاء على المشروع الانقلابي لمليشيا الحوثي والدخول في مرحلة أكثر حسما.
وأول الأوراق التي أعاد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ترتيبها كانت وزارة الدفاع قمة هرم المؤسسة العسكرية، ليعلن عن تعيين الفريق الركن محمد علي المقدشي، وزيرا للدفاع، خلفا للواء محمود الصبيحي، المعتقل في سجون الانقلاب الحوثي بصنعاء منذ العام 2015.
ويعد الفريق الركن المقدشي، من أهم قادة الجيش الوطني، فعلاوة على رئاسته سابقا لهيئة أركان الجيش، عمل ممثلا لليمن في القوات المشتركة للتحالف العربي بقيادة السعودية.
وكان الفريق المقدشي مستشارا عسكريا للرئيس هادي قبيل تعيينه وزيرا للدفاع، وعمل مع عدد من ضباط الجيش على تشكيل نواة الجيش الوطني في محافظة مأرب شرقي البلاد، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء ونهب مخازن الجيش اليمني.
ويمتلك الفريق المقدشي سيرة عسكرية زاخرة، حيث عمل قبل الانقلاب قائدا للمنطقة العسكرية السادسة، وقبلها كان قائدا للمنطقة العسكرية الوسطى، التي تضم محافظات وسط البلاد ( إب وذمار).
وينحدر الفريق المقدشي من محافظة ذمار التي شكلت على مدار السنوات الثلاث الماضية خزانا بشريا لمقاتلي مليشيا الحوثي، ووفقا لخبراء، سيعمل المقدشي على سحب المزيد من القبائل إلى صفوف الشرعية، نظرا للعلاقات التي تربطه مع التوليفة القبلية في مناطق الشمال اليمني.
ويوجد الفريق المقدشي في محافظة مأرب التي تحتضن المنطقة العسكرية الثالثة، ومقر رئاسة هيئة أركان الجيش، وحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ"العين الإخبارية"، فإن تعيين المقدشي على رأس وزارة الدفاع هدفه تضييق الخناق على مليشيا الحوثي بشكل أكبر وفتح جبهات عسكرية جديدة.
وأصابت الانتصارات الكبيرة للجيش اليمني مليشيا الحوثي بانهيارات غير مسبوقة، ومساء أمس الأربعاء، أقر زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي، بوجود ما وصفها بـ"اختراقات وسط جبهاتهم وفرار للمقاتلين"، وظهر متوسلا القبائل لمده بمزيد من المقاتلين.
ولم يكن تعيين الفريق المقدشي هو الورقة الوحيدة للشرعية، حيث تم تعيين الفريق "عبدالله سالم علي النخعي" رئيسا لهيئة الأركان العامة للجيش اليمني، خلفا للواء "طاهر العقيلي".
وتعرض اللواء العقيلي، العام الماضي، لانفجار لغم حوثي شمالي اليمن، ما أسفر عن إصابته لأكثر من نصف عام، وعلى الرغم من عودته لممارسة مهامه مؤخرا، إلا أن مصادر عسكرية قالت لـ"العين الإخبارية"، إن إصابته تفاقمت خلال الأيام الماضية، ليتم تعيينه مستشارا للرئيس هادي.
وينحدر الرئيس الجديد لأركان الجيش اليمني من محافظة أبين، جنوبي البلاد، وكانت قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي، هي آخر المناصب التي تقلدها.
كما عمل الفريق "النخعي" مديرا للمدرسة الفنية البحرية ورئيسا لشعبة الملاحة بالقوات البحرية، ومديرا لتدريب القوات البحرية.
وأكدت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" أن تعيين النخعي جاء في توقيت مهم، بالتزامن مع سير المعركة في الساحل الغربي والتوغل داخل مدينة الحديدة اليمنية.
وأشارت إلى أن السيطرة على ما تبقى من السواحل اليمنية بمدينة الحديدة وصولا إلى عبس في محافظة حجة، هو التحدي الأكبر للشرعية من أجل خنق مليشيا الحوثي وقطع خطوط تهريب السلاح الإيراني.