الحوثي ينشر مليشيات نسائية بصنعاء والحديدة للنهب والقمع
العشرات منهن عند الحرم الجامعي بصنعاء، يحملن معهن الهراوات والعصي الكهربائية، بهدف تفتيش الطالبات على بوابات الجامعة
دشنت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، سجلا جديدا من الانتهاكات المدنية التي تطال منازل اليمنيين، من قبل ما يعرف بـ"الأمنيات".
من جامعة صنعاء، تبرز صورة مصغرة لانتهاكات مليشيات الحوثي النسائية، فمنذ مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تقل حافلات نقل مصغرة العشرات منهن إلى الحرم الجامعي، ومعهن الهراوات والعصي الكهربائية، بهدف تفتيش الطالبات في بوابة الجامعة وكلياتها التعليمية، إلى جانب حملات التفتيش لهواتف الطالبات، والمداهمات المباغتة للسكن الجامعي الخاص بالطالبات ومكتب أنشطة التربية، عقب مخاوف المليشيا الشديد من "ثورة جياع" جديدة.
- خطب الحوثي الطائفية تدفع أهالي الحديدة للعزوف عن المساجد
- مليشيا الحوثي تقصف حيا شعبيا بالحديدة وتصيب عشرات الأطفال
وذكرت مصادر حقوقية وإعلامية لـ"العين الإخبارية" قيام مليشيا نسائية باقتحام منزل السيدة هناء عبد الغني، شقيقة رئيس مجلس الشورى اليمني السابق، الراحل عبدالعزيز عبدالغني، في منطقة حدة بصنعاء.
وقالت المصادر إن مقتنيات "هناء" الثمينة من ذهب وأموال ومتعلقات شخصية تعرضت للنهب من قبل المليشيا، إلى جانب طردها إلى الشارع إثر رفض المليشيا تخصيص جزء من منزلها كمركز لتحفيظ القرآن الكريم.
واتهمت ناشطات يمنيات تعليقا على الحادثة، أن المليشيا النسائية متخصصة بالسرقة المنظمة وجهاز حوثي يمول حربه من نهب محتويات المنازل الثمينة التي اقتحم العشرات ممن يملكها مناهضوة دون مسوغ قانوني.
وأشارت إلى أن سلوكيات المليشيا وجهازها الأمني النسائي نسخة إيرانية من "داعش"، هدفها كبح جماح صوت المرأة اليمنية، المطالبة بأدنى حقوق الإنسان..
وتفرض مليشيا الحوثي مزودة بعناصر نسائية مسلحة، حالة طوارئ غير معلنة في العاصمة، منذ خروج مجموعة من طالبات جامعة صنعاء للاحتجاج على التدهور المعيشي للمواطنين، واقتحمت خلالها عددا من المنازل، لا سيما الحي السياسي والحي الليبي والأحياء القريبة من جامعة صنعاء.
وفي مدينة الحديدة الساحلية، توسعت رقعة الاقتحامات الحوثية التي طالت عشرات المنازل، إذ عملت لجان حوثية بتواطؤ مع ما يعرف بـ"عقال الأحياء السكنية" على حصر منازل النازحين بالأرقام في عدة أحياء سكنية من المدينة.
وأكد مصدر محلي لـ"العين الإخبارية" أن عناصر المليشيا تضع أرقاما باللون الأحمر على منازل النازحين قبل أن تستقدم مليشياتها، أو ما يعرف بجناح "الزينبيات" لاقتحام المنازل، وفور نهبه تحوله ثكنة عسكرية.
وقال المصدر إن المليشيا وزعت عناصرها على مجاميع يتزعم كل واحدة منها مشرف حوثي ونشرتهم في عدة أحياء، بعد عملية اقتحامات واسعة النطاق، باتت بعض المنازل مقرات لتلك المجاميع المنتشرة في كافة أزقة المدينة.
وتصدرت أحياء "الربصة، التجاري، 7 يوليو، والتسعين" أعلى الأحياء التي شهدت اقتحامات، منها منازل يضع ملاكها حراسة تأمين، من قبل مليشيات نسائية حوثية قبل أن تحولها إلى ثكنات عسكرية للمقاتلين القادمين من خارج المحافظة.
مصادر متطابقة، قالت لـ"العين الإخبارية" إن المليشيا تلاحق بقوة نازحي الحديدة، خصوصا من نزحوا لمناطق سيطرتها وتضغط عليهم بهدف إعادتهم، واستخدامهم دروعا بشرية، مؤكدة، أن المليشيا بعد اقتحام المنازل ومصادرة محتوياتها الثمينة، قايضت على ابتزاز النازحين بالمال مقابل الخروج.
وأضافت أن مليشيا الانقلاب تمركزت في منزل العميد، إبراهيم الحرد، مدير عام فرع الأمن السياسي في الحديدة، عن الحكومة المعترف بها دوليا، وحولته إلى مقر لجهاز الأمن السياسي الخاضع لسلطاتها.
ثقافة دخيلة على المجتمع اليمني
بدورها، قالت الناشطة اليمنية وداد البدوي عن المليشيا إنها كتائب نسائية إيرانية مجهزة ومدربة تدريبا عسكريا، توكل إليهن بشكل أساسي، اقتحام البيوت وتفتيشها.
ووفقا للبدوي فإن الغرض من تجهيز مليشيات نسائية لاقتحام البيوت، بسبب طبيعة المجتمع اليمني التي تستفزه الاقتحامات العسكرية للرجال التي تنتهك أعراض المنازل، كما يعد تدشينا لحملة قمع جديدة وواسعة، خصوصا، بعد تصاعد الاحتقان الشعبي جراء ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وبالتالي فهي تعد لردع أي أصوات تطالب بحق الحياة.
وأكدت الناشطة اليمنية أن إشراك المرأة بالقمع، ليس ثقافة يمنية ودائما ما عرف المجتمع اليمني باحترامه للمرأة حتى أنها كانت توقف مواجهات قبلية إلا أن ما تنفذه المليشيا النسائية في صنعاء وغيرها هي ثقافة إيرانية دخيلة على اليمنيين.
ولفتت إلى أن الحوثي يستنسخ الثورة الإيرانية، وما بعدها من أحداث، وشهدت قمعا غير عادي في إيران، شاركت فيها مليشيات نسائية وهي ممارسات تتنافى مع الأخلاق والقيم الاجتماعية لليمنيين.
وأشارت البدوي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن المهمة الأخرى للمليشيا النسائية، هي ردع أي أصوات نسائية بحق التعبير أو أدنى حقوق، وما حدث مطلع الشهر الجاري، من قمع لنساء وطالبات خرجن دون تنظيم احتجاجا على تدهور الوضع المعيشي، شاهد على إجرام هذه المليشيا وابتعاد عن قيم وعادات اليمنيين.
والمليشيا النسائية الحوثية أو ما يعرف بـ"الأمنيات" هي كتائب نسائية يقدر عددهن بـ3 آلاف امرأة، وهن نساء وفتيات قيادات بارزة في الجماعة الإرهابية، وتصاعدت مؤخرا عمليات اقتحام المنازل وقمع التظاهرات بشكل غير مسبوق، بعد أن اقتصر دورها منذ حروب "صعدة" الست على التجسس في مجالس النساء والإيقاع بالناشطين والمناهضين للمشروع الحوثي الممول من طهران.