كاميرا "العين الإخبارية" ترصد نزع الألغام الإيرانية بكرش اليمنية
مليشيا الحوثي قامت بزراعة الألغام في الأودية والطرقات الرئيسية المؤدية إلى تعز، ما تسبب في إزهاق الأرواح.
أكثر من 300 لغم أرضي و200 عبوة ناسفة مضادة للأفراد والعربات، غالبيتها إيرانية الصنع، كانت حصيلة ما تمكنت قوات الجيش اليمني من انتزاعها في منطقة "كرش" جنوب اليمن.
وبعد دحرها من "كرش" التابعة لمحافظة لحج، لم تترك مليشيا الحوثي الانقلابية وراءها سوى الموت للمواطنين على هيئة مئات الألغام الإيرانية والمحلية الصنع، بالإضافة إلى الدمار المسيطر على المكان.
رصدت كاميرا "العين الإخبارية"، قيام الوحدات الهندسية في الجيش اليمني بنزع أكثر من 300 لغم و200 عبوة ناسفة غالبيتها إيرانية الصنع، تمت زراعتها بطريقة عشوائية في جبهة "كرش"، القريبة من الحدود مع محافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وذكر العقيد جعبل حسين صالح، رئيس أركان اللواء الثاني حزم ومسؤول فرق نزع الألغام التابع للمنطقة العسكرية الرابعة، أن الفرق الهندسية استطاعت حتى الآن انتزاع أكثر من 300 لغم إيراني الصنع، بالإضافة إلى عشرات العبوات الناسفة وألغام مضادة للمركبات على طول الطريق الرئيسي المؤدي لكرش الذي يستخدم لنقل الإمدادات.
وأشار المسؤول العسكري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن فرق نزع الألغام تواجه الكثير من التحديات والصعوبات، أبرزها اتساع رقعة الأراضي المزروعة بالألغام، وكذلك قلة الأجهزة الخاصة بنزع الألغام، ونقص الفرق الهندسية الموجودة في جبهات كرش والشريجة.
وقال إن هناك ألغاماً إيرانية الصنع تم نزعها من "الآيلة" المقابلة للنفق على الطريق العام في منطقتي كرش والشريجة غرب لحج.
ولفت العقيد جعبل، إلى أن أكثر المتضررين من هذه الألغام والعبوات الناسفة هم المواطنون الأبرياء من أبناء المنطقة، وكذلك الحيوانات التي امتلأت مزارع ومناطق رعييها بالمتفجرات والألغام.
حصد الأرواح وتشريد للسكان
وخلفت الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي عشرات المآسي في منطقة "كرش" و"الشريجة"، وخلافا لإزهاق أرواح عشرات المدنيين في مناطق مختلفة، كانت الإعاقة هي من تواجه من تبقى منهم على قيد الحياة.
وقال صالح مليط، وهو من سكان مدينة كرش ويعمل حطاباً، لـ"العين الإخبارية"، إنه أصيب بلغم أرضي زرعته المليشيا بجوار منزله، ما تسبب في بتر إحدى قدميه، وإصابته بإعاقة دائمة رفقة 6 مواطنين آخرين، حصدت الألغام الحوثية أرواحهم.
وخلافاً للقتل والإعاقة، أجبرت الألغام الحوثية المئات على النزوح الدائم، وعدم العودة إلى منازلهم، رغم تحرير المناطق التي يقطنونها.
وحسب مصطفى غالب، وهو أحد النازحين من كرش، فهناك عدد من القرى في منطقة "الحديب" و" الحويمي"، لا يستطيع أهاليها العودة إليها لتفقد منازلهم جراء الأضرار التي طالتها، وذلك بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي بجانب البيوت وآبار المياه والمساجد والتجمعات السكانية.
إحصائيات مخيفة
وكشف مسؤولون في المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام عن أرقام مخيفة لضحايا ألغام الحوثي، التي تعد جرائم حرب ضد المدنيين، وفقا لتوصيف منظمات حقوقية دولية.
وأكد العقيد محمد مفتاح، وهو أحد العاملين في المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الألغام زرعت من قبل الحوثيين بطريقة عشوائية وبكثافة غير معقولة، بحيث إنه لا توجد مسافة بين اللغم والآخر ما بين 20 و30 سم، كما تزرع في مناطق سكانية وفي المناطق القريبة من الطرقات.
وقال مفتاح، إن عدد الضحايا المسجلين في المركز يتراوح بين 28 و32 ألفا من المدنيين الذين سقطوا ضحايا الألغام في مناطق مختلفة من البلاد.
وبخصوص الألغام التي تم انتزاعها من أودية كرش، ذكر سعيد محمد، وهو متخصص في نزع الألغام، بأنها تتنوع بين التقليدية التي تتم صناعتها محليا بمواد شديدة الانفجار، وأخرى إيرانية الصنع، وأنواع أخرى روسية الصنع وبأحجام وأشكال مختلفة.
وأكد محمد، أن المليشيا تتعمد استخدام أشكال عديدة من الألغام والعبوات الناسفة ضد المواطنين، منها ألغام فردية، وكذلك الألغام المخصصة للعربات والمدرعات، بحيث تكون أكثر فتكا بالأبرياء.