سالم بن بريك.. رجل «المالية» رئيسا للحكومة اليمنية

في وقت حرج يشهده اليمن، أصدر مجلس القيادة الرئاسي قرارًا بتعيين رجل "المالية" سالم بن بريك رئيسًا جديدًا للحكومة المعترف بها دوليًا.
قرار الرئاسي جاء لضخّ الحياة في أوردة الحكومة اليمنية بعد معاناتها من شلل تام منذ عام، إثر تدهور عديد من الملفات، على رأسها الكهرباء التي أشعلت الغضب في شوارع المناطق المحررة، ودَفَعت العديد للتظاهر، لا سيما في عدن، تنديدًا بتردي الخدمات.
فمن هو بن بريك؟
وُلِد بن بريك في 3 أبريل/نيسان عام 1965، في مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت على بحر العرب، وذلك بعد نحو عامين على انطلاق الثورة في جنوب اليمن التي أنهت احتلال بريطانيا الذي ظل لعقود من الزمن.
جاء بن بريك (60 عامًا) من أعماق الدولة اليمنية وتدرّج في المناصب، وكانت أول مهمة يشغلها هي عمله كنائب لمدير الشؤون الفنية في جمرك ميناء المكلا، ثم مديرًا لإدارة المراجعة في ذات الميناء، ثم نائبًا لمدير الميناء نفسه عام 1996.
وفي عام 2005، عُيِّن بن بريك مديرًا عامًا لجمرك الطوال (حرض) في محافظة حجة، وهو أكبر وأهم منفذ بري يربط اليمن بالسعودية.
وظلّ بن بريك في الطوال لنحو 4 أعوام قبل أن يتم تعيينه مديرًا لجمرك ميناء الحديدة منتصف عام 2009، ثم مديرًا عامًا لجمرك المنطقة الحرة في عدن منتصف عام 2013.
كما شغل منصب رئيس مصلحة الجمارك للفترة من 16 يونيو/تموز 2014 إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، قبل أن يتم اختياره في العام التالي عضوًا في اللجنة الاقتصادية العليا في الحكومة الشرعية.
كذلك شغل عضوية مجلس إدارة البنك المركزي اليمني ممثلًا عن وزارة المالية، ثم نائبًا لوزير المالية حتى 19 سبتمبر/أيلول 2019، عندما تم اختياره وزيرًا للمالية في الحكومة السابقة بقيادة معين عبدالملك.
المهمة الصعبة
يُعدّ اختيار بن بريك رئيسًا للحكومة اليمنية مهمة ثقيلة وصعبة بسبب الملفات الشائكة في البلاد، إثر الحرب الحوثية، والتحديات الكبيرة التي تواجهها مؤسسات الدولة بسبب عدم توحيد الإيرادات وتوقف تصدير النفط.
وبحسب مقربين من رئيس الوزراء الجديد، فقد اشترط لقبول تعيينه رئيسًا للحكومة اليمنية حصول حكومته على دعم مالي، بالإضافة إلى ضبط تحصيل الإيرادات، وإصلاح السياسة النقدية للحد من انهيار الريال اليمني.
ويُنظَر إلى بن بريك باعتباره مهنيًا وأحد مؤسسي وزارة المالية من الصفر، ومن شأنه تقديم نموذج دولة حقيقي قادرة على مواجهة الإرهاب والانقلاب، بعد الشلل الذي أصاب الحكومة اليمنية خلال فترة تولي أحمد بن مبارك.
ويقول مراقبون إن "اختيار رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك كان بمثابة الحل الناجع لفتح الطريق أمام إيجاد حلول جادة لاقتصاد البلد"، فضلًا عن استغلال منصبه لتحقيق آمال اليمنيين بإنهاء الانقلاب الحوثي.
ويتزامن تعيين بن بريك مع ضربات أمريكية يومية على مواقع مليشيات الحوثي، وهو ما يُعوَّل عليه في استغلالها والترتيب لقيادة حملة عسكرية لطرد مليشيات الحوثي من الحديدة، وفقًا لمراقبين.
ويُشار إلى أن سالم بن بريك هو خامس سياسي يمني يشغل منصب رئيس الحكومة اليمنية منذ انقلاب الحوثي، وذلك بعد أحمد بن مبارك، ومعين عبدالملك، وأحمد عبيد بن دغر، وخالد بحاح، وهذا الأخير شغل المنصب إبّان انقلاب الحوثي وحتى عام 2016.
aXA6IDEzLjU4LjE3Mi4xMyA= جزيرة ام اند امز