صحافة اليمن.. 6 سنوات تحت مقصلة الانقلاب الحوثي
مليشيا الحوثي شنت منذ نهاية 2015 حملة تنكيل غير مسبوقة ضد الصحفيين، حيث اعتقلت أكثر من 20 صحفيا، وداهمت عددا من مقرات وسائل الإعلام
باتت الصحافة في اليمن هي الضحية الأكبر لمليشيا الحوثي الانقلابية، وللعام السادس على التوالي يدفع فرسان السلطة الرابعة ضريبة حرية التعبير تحت مقصلة مليشيا إرهابية تصنفها منظمات دولية بأنها أكبر منتهك للحريات بعد تنظيم داعش الإرهابي.
واحتفل العالم، في 3 مايو/أيار، باليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان المليشيا الحوثية حكما بإعدام 4 صحفيين يمنيين، بعد 5 سنوات من اختطافهم، فضلا عن تقييد حريات 6 آخرين.
ومنذ اجتياحها العاصمة صنعاء، أواخر عام 2015، شنت المليشيا الحوثية حملة تنكيل غير مسبوقة ضد منتسبي الصحافة، حيث اعتقلت أكثر من 20 صحفيا وداهمت مقرات وسائل إعلامية مختلفة، كما اغتالت 18 من منتسبي الإعلام والصحافة بنيران قناصتها في محافظات يمنية مختلفة.
وتسبب الانقلاب الحوثي بتصنيف اليمن بأنه "أخطر البيئات العدائية في العالم" للصحافة، خصوصا بعد تحريضات متواصلة من زعيم الانقلابيين، اعتبر فيها الصحفيين بأنهم أشد خطرا على الانقلاب من القوات الحكومية التي تقاتله.
واستغلت منظمات يمنية وناشطون من اليوم العالمي لحرية الصحافة مناسبة للتذكير بالانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والعاملون بمجال الإعلام في عصر الانقلاب الحوثي، وأطلقوا حملة إلكترونية تطالب بوقف أحكام الإعدام الظالمة بحق الصحفيين.
وطالبت نقابة الصحفيين اليمنيين و3 منظمات حقوقية وإعلامية، مساء الأحد، بالإفراج عن جميع الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، وإيقاف التعسفات والقمع بحق الصحفيين والإعلاميين.
وقالت المنظمات، في بيانات منفصلة، إن اليوم العالمي لحرية الصحافة جاء والزملاء الصحفيون يتعرضون للمعاملة القاسية منذ سنوات في معتقلات الانقلاب الحوثي.
وفيما جددت نقابة الصحفيين اليمنيين مطالبتها بالإفراج عن جميع منتسبيها وإيقاف التعسف والقمع بحق فرسان السلطة الرابعة"، أعلنت رفضت ما صدر من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية بإعدام صحفيين مختطفين منذ عام 2015.
والصحفيون المحكوم عليهم بالإعدام هم "عبدالخالق عمران" و"أكرم الوليدي" و"حارث حميد" و"توفيق المنصوري"، وتقول نقابة الصحفيين إن التهم المنسوبة إليهم هي مناهضة الانقلاب الحوثي فقط والعمل في مواقع إخبارية موالية للشرعية.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية" إن صحة 3 من الصحفيين المحكوم عليهم بالإعدام تتدهور يوما بعد آخر، وسط رفض السلطات الحوثية بصنعاء نقلهم لتلقي الرعاية الصحية رغم مناشدات متكررة من نقابة الصحفيين.
منظمة "صدى" اعتبرت هي الأخرى اليوم العالمي للصحافة فرصة لإيصال صوت الصحفيين للعالم والمنظمات الدولية ذات الصلة، ودعت لحشد الجهود لإطلاق حرية 16 صحفياً في السجون، بينهم 9 زملاء مختطفين في سجون مليشيا الحوثي، 6 آخرين تتراوح مدة احتجازهم بين شهرين وعامين، ويعانون أوضاعاً صحية ونفسية متدهورة في السجون.
وخلافا للقمع الداخلي، أجبر الانقلاب الحوثي مئات الصحفيين اليمنيين والعاملين في حقل الإعلام على النزوح القسري إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان، خصوصا بعد اختطاف زملائهم في صنعاء، بتهمة ممارسة وظائفهم الصحفية فقط.
أسوأ مراحل حرية الصحافة
ومن جانبه اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن حرية الإعلام والصحافة تعيش أسوأ المراحل في تاريخها عقب انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وطالب المجتمع الدولي بإدانة الجرائم الحوثية والضغط على الانقلابيين لإطلاق كافة الصحفيين في معتقلاتها.
وقال الإرياني "في اليوم العالمي لحرية الصحافة نتذكر عشرات الشهداء من الصحفيين والإعلاميين الذين اغتالتهم أيادي الغدر الحوثية، والمغيبين في معتقلاتها منذ 5 سنوات تعرضوا فيها للتعذيب النفسي والجسدي وأخضعوا لمحاكمات غير قانونية، وأصدرت بحق 4 منهم أحكام بالإعدام".
وذكر الإرياني، في بيان، أن الصحفيين في اليمن تعرضوا منذ انقلاب المليشيا الحوثية لحملة قمع وتنكيل هي الأوسع، وصارت مناطق سيطرتها أشبه بمعتقل كبير ذات صوت إعلامي واحد يمجد قادتها وادعاؤهم بالحق الإلهي في الحكم، والخرافات والشعارات المستوردة من إيران، التي تغرر بها على البسطاء وتحشدهم لقتال أمريكا، بينما هي تقتل اليمنيين.
وأشار الوزير اليمني إلى أن بلاده لم تشهد جرائم وانتهاكات ترقى إلى جرائم الحرب بحق الصحافة إلا خلال 5 سنوات من انقلاب الحوثي واغتصابه مؤسسات الدولة ومصادرة المؤسسات الإعلامية والصحفية، وإلغاء حرية الرأي والتعبير عبر موجة منظمة من القمع والتنكيل طالت رقاب الصحفيين بمختلف انتماءاتهم السياسية.