"لا تدريس إلا براتب".. فشل الحوثيين أمام إضراب المعلمين
مليشيا الحوثي فشلت ولليوم الثاني على التوالي، في تدشين العام الدراسي بالعاصمة صنعاء بسبب إضراب المعلمين.
فشلت مليشيا الحوثي، ولليوم الثاني على التوالي، في تدشين العام الدراسي بالعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم؛ وذلك لتمسك النقابات التعليمية بالإضراب حتى تسليم الرواتب.
- فتيات اليمن.. حرمان من التعليم وزواج قاصرات وتسول غير مسبوق
- الحوثيون يقيدون الصحافة الإلكترونية خشية فضح جرائمهم
وقالت مصادر تربوية في صنعاء، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن مدارس العاصمة شهدت، لليوم الثاني، إضرابا شاملا وغيابا تاما للطلاب والمعلمين، رغم حملة التهديد والوعيد التي شنها الحوثيون بعد فشل انطلاق الدراسة في الموعد المحدد منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيا الحوثي قامت باستقدام عشرات المعلمين من أنصارهم ومتطوعين من أجل افتتاح الدراسة في عدد من المدارس الحكومية الكبرى في صنعاء، لكن المدارس شهدت غيابا تاما للطلاب.
وأكد مصدر في نقابة المهن التعليمية والتربوية باليمن، أن الإضراب نجح في ثاني أيامه بنسبة 90%، بعد تمكن المليشيا من فتح بعض المدارس في محافظتي عمران وصعدة التي تعد من معاقلهم الرئيسية تحت قوة السلاح.
ووفقا للمصدر، فقد وجه المعلمون والمعلمات درسا قاسيا للحوثيين بتماسكهم ورفض التدريس إلا عندما يتم دفع الرواتب، كحق لا يمكن التنازل عنه لمليشيا تقوم بنهب رواتب الموظفين بشكل عام منذ عام.
وقال إنه على الرغم من البيانات المزورة باسم نقابتنا برفع الإضراب والتهديدات بفصلنا من سجلات موظفي الدولة، إلا أن المعلمين أثبتوا تماسكهم، ولن يبدأ العام الدراسي إلا يوم صرف الرواتب.
ووجهت معلمات مدرسة "عائشة"، كبرى مدارس العاصمة صنعاء للفتيات، لطمة لما يسمى برئيس حكومة الانقلاب عبدالعزيز بن حبتور، الذي حضر لتدشين الدراسة، وتفاجأ بجميع المعلمات وهن معلقات الشارات الحمراء.
ونشرت إحدى المعلمات مقطع فيديو على صفحتها في فيسبوك، تظهر فيه هتافات موحدة للمعلمات "لا تدريس إلا براتب"، ما جعل القيادي الحوثي يغادر المدرسة فورا، ثم غادرت المدرسات بعدها دون تدريس.
وحاولت وسائل إعلام مليشيا الحوثي تضليل المعلمين بالإعلان عن تدشين العام الدراسي في جميع المحافظات، وهو ما نفته النقابة.
وكانت جماعة الحوثي الإنقلابية في اليمن أعلنت، ليل الأحد، صرف نصف راتب فقط للمعلمين بشكل شهري، بالإضافة إلى سلع غذائية بما يوازي النصف الآخر من الراتب، لكن دون استجابة من المعلمين بسبب عدم ثقتهم في وعود المتمردين.
وتعاقدت جماعة الحوثي مع مؤسسة تجارية تقوم بصرف مواد غذائية بأسعار جنونية لموظفي الدولة بما يوازي نصف رواتبهم المنهوبة، كما أن المواد الغذائية غالبيتها تأتي مكدسة ومنتهية الصلاحية، وهو ما بات يرفضه الموظفون، ويعتبرونها مجرد احتيال ونصب.
وكان من المقرر، أن تنطلق الدراسة أواخر سبتمبر الماضي، لكن مليشيا الحوثي أعلنت تأجيلها حتى منتصف أكتوبر، من أجل الدخول في تفاهمات مع النقابات التعليمية بما يضمن رفع الإضراب.
وقالت النقابة، في بيان لها، إن التفاهمات لم تصل إلى حلول عملية ومعالجات حقيقية، وإلى أن يتم ذلك، فإن المعلمين متمسكون بالإضراب.
وخلافا لمناطق مليشيا الحوثي، تشهد المناطق المحررة جنوبي البلاد، استقرارا تعليميا؛ حيث انطلقت الدراسة فيها منتصف سبتمبر الماضي، كما تمت طباعة الكتاب المدرسي للمرة الأولى في المدن المحررة، بدعم من السعودية والإمارات.