"جيش أبيض".. جبهة طبية تسند "العمالقة" بشبوة اليمنية
لم تكن ألوية العمالقة الجيش الوحيد الذي شدّ رحاله إلى الجنوب لمحاربة ودحر مليشيات الحوثي شمال غرب شبوة اليمنية.
فثمة جيشٌ آخر غادر العاصمة المؤقتة عدن متجها إلى شبوة لدعم ومساندة قوات العمالقة التي تُسطّر بانتصاراتها ملحمة عسكرية جديدة ضد الانقلابيين الحوثيين.
"جيش أبيض" بعناصره من الأطباء والأخصائيين وفنيي العمليات الجراحية المتخصصة، يتواجدون بالقرب من قوات "العمالقة"، مشكلًا "جبهةً طبية" تؤازر الجبهة العسكرية هناك.
جاهزية تامة
وفي هذا الشأن، يؤكد رئيس اللجنة الصحية في الجمعية العمومية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور سالم الشبحي، جاهزية جميع الأطباء في عدن؛ للوقوف إلى جانب القوات بشبوة.
وقال الدكتور الشبحي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن الإقبال الكبير من الجيش الأبيض والأطباء والمختصين ممن أعلنوا استعدادهم للذهاب إلى شبوة؛ يأتي بهدف مساندة المقاتلين، وتضميد جراح المصابين.
وأشار إلى قيام اللجنة الصحية بفتح باب التسجيل للأطباء الأخصائيين وفنيي العمليات والتمريض من الراغبين في الذهاب إلى شبوة، ومؤازرة مقاتلي "العمالقة"، معتبرا أن النتيجة "مذهلة".
ولفت الدكتور الشبحي إلى أن الإقبال كان كبيرًا، ويُعبّر عن حجم الامتنان للتضحيات التي يقدمها المقاتلون لتحرير مديريات شبوة من مليشيات الحوثي.
دفعات متتالية
الأطباء والأخصائيون وصلوا بالفعل إلى شبوة، قبل أيام، وباشروا خدماتهم لقوات العمالقة، بحسب تأكيدات الدكتور سالم الشبحي.
وأضاف أن "الدفعة الأولى وصلت إلى محافظة شبوة لتشكّل دعمًا طبيًا للأبطال المقاتلين في الجبهات، ويقومون بواجبهم الطبي والخدمي والإنساني الذي لن يترددوا عن تأديته".
وتابع"الدفعة الأولى تعمل حاليًا في مستشفى مدينة عتق، عاصمة المحافظة، وعند افتتاح المستشفى الميداني بمدينة عسيلان المحررة؛ سيتم رفدهم بالدفعة الثانية من الأطباء".
وأشار رئيس اللجنة الصحية بـ"الانتقالي" إلى أن الدفعة الثانية جاهزة للانطلاق إلى شبوة مع كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج الجرحى.
كما أن الدفعة الثانية تتضمن تخصصات الجراحة العامة، العظام والمفاصل، التخدير والإنعاش، وفنيي العمليات والتخدير، بالإضافة إلى تجهيز المستشفيات الكبرى في عدن بكامل طواقمها؛ لاستقبال الحالات الأكثر خطورة.
إشراف ومبادرات
الدكتور الشبحي كشف أيضا عن أن قيادة لجنة الصحة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادته شخصيًا، هي من تشرف على عملية إعداد هذه الجبهة الطبية، وبمشاركة نخبة من المختصين.
ومن هؤلاء؛ رئيس قسم العظام في مستشفى الجمهورية العام بعدن، الدكتور عبدالسلام عبدالله، ورئيس جمعية الجرّاحين الجنوبيين، الدكتور عادل جعفر، اللذان يقودان ويشرفان على ترتيب وتنظيم مشاركة الطواقم الطبية بدعم إخوانهم المقاتلين في شبوة.
وأكد أن "المشاركة والانضمام إلى ركب الجيش الأبيض هو عمل تطوعي، نابع من تقدير تضحيات الجنود في جبهات العزة والكرامة والحرية والشرف، باعتبار أن هؤلاء الأبطال جزء منا ونحن منهم".
وتحدث الدكتور الشبحي عن مبادرات أعلنها عددٌ من الأطباء في مدينة عدن، منهم الدكتور أحمد سالم الجرباء الذي تبرع بمنزله في مدينة عتق ليكون سكنًا خاصًا للأطباء الزملاء المتواجدين في شبوة.
يضاف إلى ذلك إعلان أساتذة طب استعدادهم بتنفيذ عمليات جراحية للمصابين من "العمالقة"، ومنهم الطبيب الأخصائي، الدكتور عادل الصلاحي، الذي تكفّل باستقبال الجرحى في جبهات شبوة وتنفيذ العمليات مجانًا.
ونوّه الدكتور سالم الشبحي بأن هناك طواقم إضافية مستعدة لتقديم خدماتها، وقال: "نحن جميعًا من جراحين وأطباء وطواقم طبية مستعدون لنكون في مقدمة صفوف الجبهة الطبية بشبوة".
وأشاد بالجهود التي قال إنها تؤكد أن الجبهات الطبية تساند جبهات القوات المسلحة، كما عهدناهم دائمًا، بالوقوف مع الوطن وقت الشدائد والمحن.