شلال شائع.. قاهر الإرهاب في مهمة تأمين جنوب اليمن
مع تأسيس اليمن جهاز خاص في مكافحة الإرهاب برئاسة أحد صقور مكافحة الإرهاب في اليمن، بات الكثيرون يعولون على خبرة اللواء شلال علي شائع الأمنية كمفتاح لهزيمة الجماعات المتطرفة.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي أصدر أوائل الشهر الجاري قرارا رقم (6) لسنة 2024، بإنشاء جهاز أمني متخصص يُسمى «جهاز مكافحة الإرهاب» ومقره عدن، ويرتبط برئيس اللجنة الأمنية العليا، على أن يرأسه اللواء شلال علي شائع هادي.
قرار تعيين شائع لجهاز مكافحة الإرهاب قوبل بترحاب شعبي وأمني كبيرين، لـ«إنجازات» العسكري اليمني «الكبيرة»، عندما قهر الانقلاب الحوثي في الضالع وإرهاب القاعدة في عدن، فضلا عن كونه جاء بالتزامن مع توحيد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في كيان واحد، ما خلق انطباعات إيجابية في البلاد.
فمن هو شلال شائع؟
شلال هو نجل الضابط المخضرم علي شايع هادي، ولد عام 1969 بمديرية التواهي التابعة لمحافظة عدن. درس الابتدائية والمراحل الدراسية المختلفة في عدن، وحصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية عبر دورات تأهيلية في معهد القادة والأركان، ليتخرج في الدفعة الـ17 كلية عسكرية، تخصص مشاة.
كوالده يحمل شائع تاريخا طويلا من العمل السياسي والعسكري، والنضال السلمي السياسي، بدأها كعضو المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، ورئيس مجلس الحراك السلمي الجنوبي بمحافظة الضالع، ورئيس الهبة الشعبية الجنوبية بالضالع، ورئيس الجبهة الوطنية للتحرير، ورئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري بمحافظة الضالع.
في عدن، قاد هيئة التصعيد الثوري للجنة الشهيد خالد الجنيدي، وقائد المقاومة الشعبية الجنوبية. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2015 عينه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي مديرا لأمن العاصمة المؤقتة، في ظرف هو الأصعب على الإطلاق كانت تعيشه المدينة، ليتم ترقيته بعدها إلى رتبة لواء ركن.
ويعد اللواء شلال من أبرز قيادات التصالح والتسامح في محافظة الضالع، ومن مؤسسي المجلس الوطني الأعلى ومن القيادات السّباقة لدعوة توحيد صف القوى السياسية في المحافظات الجنوبية من اليمن.
تاريخ مشرف
منذ بدء الحرب الحوثية على اليمنيين، بات اللواء شلال علي شايع أيقونة النضال والمقاومة ضد المليشيات، وشهدت له ميادين وجبهات النضال السلمي ضد الحوثيين، ففي مارس/آذار عام 2015 أسس المقاومة الشعبية الجنوبية من محافظة الضالع، لتشمل المحافظات الجنوبية، وقاد بنفسه أولى الجبهات التي تصدت لمليشيات الحوثي منذ أول أيام الحرب في 24 مارس/آذار عام 2015.
وتمكنت إحدى الوحدات التابعة للواء شلال من نصب كمين محكم وناجح للقيادي الميداني لمليشيات الحوثي أبوعلي الحاكم في مفرق الجمرك بالقرب من مقر اللواء 33، عندما كان في طريقه إلى معسكر الجرباء شرق مدينة الضالع، قبل أربعة ايام من اندلاع الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي على عدن.
كما تمكن من تلقين قوات الحوثيين دروسا متتالية وتحرير عدد كبير من المواقع التي كانت مليشيات الحوثي تسيطر عليها، ابتداء من منطقة سناح وحتى أطراف مدينة الضالع، بالتنسيق مع باقي الجبهات، حتى تحررت الضالع وأعلنت النصر على الحوثيين في 25 مايو/أيار عام 2015.
بعد تحرير الضالع توجه شلال مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي بقوة عسكرية كبيرة صوب منطقة العند لتعزيز جبهة المقاومة هناك، وتمكنا من اقتحام مثلث العند الذي كان الحوثيون يسيطرون عليه، بمساندة قوات التحالف التي شاركت بعملية تحرير قاعدة العند.
وعقب تحرير العند عاد مرة أخرى إلى الضالع، وافتتح معسكرات تدريبية للمقاومة الشعبية الجنوبية بمديريات الضالع تخرج منها آلاف المقاتلين، كما درب المئات من أبناء حضرموت في المركز التدريبي الذي يواصل تدريب عشرات الدفع التي التحقت بصفوف المقاومة.
مواجهة الإرهاب في عدن
وضعت مسؤولية أمن عدن، اللواء شلال علي شائع أمام مواجهة التنظيمات الإرهابية التي حاولت السيطرة على عدن، إلا أنه نجح في تحقيق أهم إنجاز تشهده عدن بعد تحريرها من الحوثيين، بالتخلص من الإرهاب والجماعات المتطرفة، بمساندة قوات التحالف العربي.
وبحسب مصدر إعلامية لـ«العين الإخبارية»، فإن اللواء شلال تعرض لـ13 محاولة اغتيال منها 7 محاولات اغتيال بالعاصمة عدن بوسائل مختلفة بينها محاولات تصفية بسيارات مفخخة وبعبوات ناسفة وإطلاق نار مباشر، إضافة إلى مقتل عدد من أفراد أسرته.
وبذل اللواء الركن شلال علي شائع هادي جهوداً في مجال مكافحة الإرهاب منذ بداية تشكيل وحدة مكافحة الإرهاب في عام 2016، مما أثمر عن تفكيك وتطهير مديريات عدن ومحيطها من الجماعات الإرهابية، «رغم قلة الدعم والإمكانيات».
وخاضت وحدة مكافحة الإرهاب وباقي الأجهزة الأمنية بإشراف مباشر من اللواء الركن شلال علي شائع غمار معاركها العنيفة ضد الجماعات والعناصر الإرهابية التي كانت تسيطر على أغلب مديريات العاصمة عدن، لمحاولة تحويلها إلى إمارة إرهابية.
وتمكنت -كذلك- من إفشال وإحباط كافة المخططات الإرهابية التي كانت هذه العناصر تسعى لتنفيذها في بعض مديريات عدن من خلال تنفيذ حملات أمنية ومداهمات متواصلة لأوكارها، وضبط أسلحة ثقيلة ومتوسطة وأطنان من الألغام والعبوات الناسفة بجميع أشكالها وأنواعها وأحزمة ناسفة ومواد شديدة الانفجار، بينها كميات كبيرة من «السي فور» وغيرها.
كما شرعت وحدة مكافحة الإرهاب في تفكيك عدد كبير من الأوكار الإرهابية التي كانت تستخدمها هذه العناصر الإرهابية لتصنيع السيارات المفخخة ومنطلقاً رئيسياً لتنفيذ عملياتها الإرهابية، ما أسهم في تجفيف منابعها وأماكن وجودها، حتى أصبحت هذه العناصر الإرهابية لا وجود لها في عدن إلا على شكل خلايا نائمة.