تعز اليمنية.. ساحة إخوانية لتصفية جنود الجيش على نهج "القاعدة"
حوّل تنظيم الإخوان الإرهابي أهم حواضر تعز اليمنية إلى مسرح لتصفية جنود الجيش اليمني وذلك على نهج تنظيم القاعدة الإرهابي.
ولم يكتف التنظيم الإرهابي باجتياح مديريات "الحجرية" الحيوية بتعز (جنوب)، وهي موطن أكبر القواعد الشعبية للأحزاب اليسارية اليمنية، لكنه عمد كعادته لإطلاق يد قتلته لشن "حرب عصابات" لتصفية الجنود في حواجز "التفتيش" التابعة للواء 35 مدرع بالجيش اليمني.
- بالصور.. لحج اليمنية تنتفض ضد حشود الإخوان العسكرية
- اختراق الإخوان للرئاسة اليمنية.. ألغام جديدة تهدد اتفاق الرياض
وفي أحدث هذه الجرائم الصادمة والتي وثقتها كاميرات المراقبة إقدام أحد أبرز قيادات العصابات الإخوانية ويدعى "حبيب السامعي" على تصفية جنود اللواء 35 بالجيش اليمني في هجومين إرهابيين استهدف حواجز تفتيش في مديريتي "المواسط" و"المعافر"، بالحجرية جنوب تعز.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن الإخواني "السامعي" استهدف حواجز التفتيش في بلدتي "الشعوبة" و"بني يوسف" في هجومين منفصلين الأيام الماضية ما أسفر عن مقتل وإصابة 6 من جنود اللواء 35.
وليست هذه الحرب بالجديدة فقد ارتكبت ذات العصابة الإخوانية الشهور الماضية عمليتين استهدفتا نهب دورية عسكرية وقتل وإصابة 4 جنود باللواء 35 مدرع.
وحبيب السامعي هو قيادي إخواني ميداني مدعوم بقوة من مسؤول الأمن السري للإخوان والمسؤول الأول عن السجون غير النظامية التابعة للتنظيم والحشد الشعبي في تعز "ضياء الحق الأهدل"، وفقا للمصادر.
وبرز اسم السامعي هذا منذ العام 2018 تحديدا لدى قيادته عصابات إخوانية نفذت سلسلة من الهجمات الدموية المتلاحقة ضد قوات اللواء 35 مدرع بقيادة العميد ركن عدنان الحمادي قبل أن يتم اغتيال قائده أواخر 2019 بعملية صدمت الرأي العام.
كما لجأت المليشيات الإخوانية لاجتياح مسرح عمليات قوات اللواء 35 مدرع في الحجرية في أغسطس/آب الماضي، فيما نصب القيادي الإخواني "ضياء الحق الأهدل"، نفسه مشرفا عسكريا على هذه القوة التي تملك أكبر رصيد في تحرير تعز ومكافحة أنشطة تهريب مليشيا الحوثي، طبقا للمصادر.
حصانة لقتلة الجنود
ورغم المساعي لملاحقة العناصر المتورطة بتصفية الجنود إلا أن قيادات الإخوان لجأت لحمايتهم مما استدعى من قوات اللواء 35 مدرع لتوجيه حملة أمنية للقبض على أفراد العصابة تمهيدا لمحاكمتهم.
وبحسب بيان للواء 35 مدرع فقد قامت العصابة الإخوانية بمواجهة الحملة بالسلاح وإطلاق النار على الدوريات، ما أسفر عن مقتل جندي وسقوط عدد من الجرحى وترويع المواطنين في شهر الصوم.
ونشر اللواء 35 فيديو صادم من كاميرات مراقبة أحد حواجز التفتيش يظهر عصابة مؤلفة من 6 مسلحين يقودهم المدعو "حبيب السامعي" تستقل دراجتين ناريتين تباغت جنديين على حين غفلة وقامت بتصفيتهم ونهب أسلحتهم قبل أن يلوذوا بالفرار.
وأثار الفيديو صدمة بالشارع اليمني فيما اعتبره نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أحد الأدلة التي تكشف سادية وتوحش تنظيم الإخوان الإرهابي بتعز وتصفيته جنود الجيش اليمني على نهج تنظيم الإرهاب في القاعدة وداعش بهدف تحقيق أجندته الخبيثة.
وكتب رئيس مؤسسة رصد لحقوق الإنسان أكرم الشوافي على حسابه في "فيسبوك" أن "الفيديو مرعب لجريمة مروعه تكشف الطريقة الداعشية في التصفية، وأعاد إلى الأذهان عمليات القاعدة وداعش".
وأشار إلى أن الكارثة الكبرى أن هنالك من يعمل على التقليل من بشاعة هذه الجريمة و"إظهار الواقعة وكأنها مجرد توتر وجاري احتواءه في محاولة لحماية الجُناة وإفلاتهم من العقاب"، على حد قوله.
حرب ممنهجة
ويستهدف تنشيط الإخوان للعصابات لتصفية الجنود في حواجز التفتيش فتح الطرقات الرئيسية لتهريب وتدفق الأسلحة للمليشيات الحوثية.
ووفقا للناشط والمحلل اليمني، أدونيس الدخيني فإن ما تم توثيقة من جريمة لعملية تصفية جنود اللواء 35 مدرع من قبل المدعو "حبيب السامعي" القيادي في اللواء 145 الذي يقوده قائد محور تعز، هو جزء من حرب ممنهجة ضد لواء يمثل نواة الجيش اليمني.
وأشار في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إنه على طريقة داعش والقاعدة ينفذ الإخوان انتقامهم عقب انتصار مخططهم الذي بدأ باغتيال العميد عدنان الحمادي وانتهى بالهيمنة على قواته والتنكيل بها.
وأعاد الدخيني التذكير بجريمة تصفية نجل عمليات اللواء 35 العام الماضي ذبحا والتمثيل بجثته ضمن "إرهاب خبيث" يهدف لاجتثاث الضباط والأفراد وتحويل مقاره إلى معسكرات إخوانية كما هي بقية الألوية العسكرية بمدينة تعز.
وسجلت منظمة حق للحقوق والحريات اليمنية، في تقرير حديث ارتكاب الإخوان 30 ألف انتهاك في مدينة تعز منذ 2015 وحتى 2020، بما فيه تشييد 30 سجناً سريا والتورط في جرائم إعدامات وتصفيات فردية وجماعية لا تسقط بالتقادم بحق المدنيين أو جنود بالجيش اليمني من غير الخاضعين لسيطرتهم.