"الرعد الأحمر" يصم آذان الحوثيين في الحديدة ويفقدهم توازنهم
ارتباك غير مسبوق في صفوف الانقلابيين وصراعات أجنحة بعد نجاح عملية "الرعد الأحمر" التي نفذتها القوات الإماراتية وتقدم المقاومة.
تعيش مليشيا الحوثي الإيرانية، حالة ارتباك واسعة منذ الإعلان عن عملية عسكرية لتحرير محافظة الحديدة، لكن عملية "الرعد الأحمر" التي نفذتها القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، أصمت آذان الانقلابيين في آخر منفذ بحري لهم بالساحل الغربي لليمن، وأفقدتهم توازنهم.
وأصابت "الرعد الأحمر"، وهي عملية إغارة برمائية خاطفة نفذتها القوات الإماراتية، فجر الإثنين، في مديرية "الفازة" التابعة للحديدة، مليشيا الحوثي بحالة من الهلع والذعر، بعد تمكن قوات التحالف من الوصول إلى مراكز قيادتهم والاستيلاء على معدات ووثائق مهمة.
- القوات الإماراتية تنفذ عملية "الرعد الأحمر" في الحديدة
- بإسناد إماراتي.. المقاومة اليمنية تحرر ميناء الحيمة
ورصد مراسل "العين الإخبارية"، في الحديدة، ظهر الإثنين، ما يشبه حالة طوارئ غير معلنة فرضتها مليشيا الحوثي، وتكثيف للانتشار الأمني على المناطق الساحلية، خشية من عملية أخرى مباغتة.
مصادر عسكرية أكدت لـ"العين الإخبارية" أن مليشيا الحوثي دفعت بقيادات رفيعة من معاقلها في صعدة وصنعاء إلى الحديدة، من أجل عقد اجتماعات مع القيادات العسكرية، ورفع معنويات أنصارهم التي بدأت بالانهيار فعلياً منذ نجاح عملية "الرعد الأحمر".
انهيارات متواصلة للجبهات
وتسبب العملية العسكرية الكبرى للقوات الإماراتية بالإضافة إلى زحف المقاومة اليمنية، بانهيارات في صفوف الانقلابيين، وتداعي جبهات القتال تباعاً، وسط تأكيدات على حالات فرار للمقاتلين التابعين لهم.
وأكدت مصادر ميدانية لـ"العين الإخبارية"، أن قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، والمقاومة التهامية، وألوية العمالقة، تمكنت وبإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، من إحراز مكاسب ميدانية جديدة، وتحرير مديرية "الغويرق" التابعة لمديرية "التحيتا".
وأشارت المصادر، إلى أن القوات تتقدم بوتيرة عالية في طريقها لتحرير كامل مديرية التحتيا، على الرغم من حجم الألغام التي زرعها الانقلابيون من أجل كبح جماح تقدم القوات.
ورفعت المليشيا خلال الساعات الماضية، حالة الاستنفار، وعقدت اجتماعات مكثفة مع عمداء الأحياء السكنية، وعرضت عليهم المزيد من الأموال، في مقابل إغراء شباب تهامة والتغرير بهم للالتحاق بهم في جبهات القتال والتصدي لقوات المقاومة اليمنية، لكن خططهم فشلت.
صراعات اللحظة الأخيرة
تدرك مليشيا الحوثي أنها تعيش لحظتها الأخيرة في محافظة الحديدة مع اقتراب قوات المقاومة اليمنية بكل فصائلها وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية والتحالف العربي، وهو ما جعل قيادات الصف الأول لها تدخل في موجة صراعات شديدة للاستحواذ على الأموال.
وقالت مصادر محلية لـ"العين الاخبارية" إن اجتماع المكتب التنفيذي لمحافظة الحديدة، شهد تبادلاً للشتائم والتخوين بين قيادات المليشيات ومحافظ الحديدة المعين من الانقلاب، حسن الهيج.
وأشارت المصادر، إلى أن مدير مكتب المالية المعين من قبل مليشيا الحوثي، محمد الوشلي، رفض حضور الاجتماع للمرة الثالثة على التوالي لكي لا يوقع على محضر شراء مادة المازوت لكهرباء الحديدة التي تعيش في ظلام دامس منذ سيطرة مليشيات الحوثي عليها، وأكد أنه لن ينفذ توجيهات المحافظ .
ووجهت قيادات حوثية رفيعة، محافظ الحديدة، بإلغاء بند شراء المازوت وتحويلة للمجهود الحربي، خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي تتكبدها المليشيات الحوثية في جبهة الساحل.
وحسب مصادر في ميناء الحديدة، فقد بدأت مليشيا الحوثي بافتعال أزمة مشتقات نفطية تسببت في إغلاق معظم محطات الوقود بالمحافظة رغم أن خزانات ميناء الحديدة ممتلئة بمادتي البنزين والديزل، إضافة إلى وجود ست بواخر في الغاطس تحمل كميات من المشتقات النفطية.
ولجأت المليشيات الانقلابية لتلك الأزمة، بهدف إنعاش السوق السوداء للوقود التي يتحكم بها تجار المليشيات الانقلابية من أجل كسب المزيد من الثروات بعد شعورهم بقرب نهايتهم.
هذا الإجراء دفع قيادة شركة النفط بالحديدة إلى تقديم استقالة جماعية؛ احتجاجاً على ممارسات المليشيات الانقلابية الواضحة في افتعال أزمة مشتقات وجرعة جديدة لا يتحملها الشعب اليمني خصوصاً بعد إصرار التجار بتشكيل لوبي ونزع صلاحيات شركة النفط من المشتقات النفطية، لكي ينفردوا بالتحكم بالمشتقات النفطية داخل الأسواق المحلية.
وأكدت مصادر محلية أن التجار التابعين للمليشيا الحوثية يفتعلون العراقيل والمشاكل أمام شركة النفط لمنعها من القيام بواجبها الإنساني للتخفيف من معانات المواطنين، بهدف إعادة السوق السوداء وبيع المشتقات النفطية للمواطنين بأسعار مرتفعة.
وتسعى المليشيات الانقلابية إلى تغير قيادة شركة النفط بالحديدة واستبدالها بموالين لأهدافهم وأطماعهم المادية الكبيرة، حيث يتم حالياً وضع مخطط للإطاحة بمحافظ الحديدة حسن هيج الذي كان يتلقى الدعم بالاستمرار في منصبة من قبل ما يسمى بـ"رئيس المجلس السياسي السابق" صالح الصماد، الذي قتل بغارة للتحالف العربي في محافظة الحديدة، أواخر أبريل/نيسان الماضي.
ويسعى الانقلابيون إلى التخلص من المحافظ الهيج، المنحدر من الحديدة، من أجل تنفيذ مخططات لنهب المكاتب الحكومية والمنظمات الدولية إضافة إلى مصادرة ميزانية بعض المشاريع المتوقفة، والتي تم اعتمادها سابقاً، وذلك مع اقتراب دحرهم من عروس البحر الأحمر، والتي تشكل أحد أبرز الموارد الاقتصادية لهم.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز