اليمن.. كاميرا "العين الإخبارية" ترصد عودة الحياة إلى حيس
عكست جولة "العين الإخبارية" مدى فرحة سكان حيس بخلاصها من المليشيات، والظروف الإنسانية الصعبة التي كانوا يعيشونها على مدى 3 سنوات.
في زيارة ميدانية سجلت كاميرا "العين الإخبارية" عودة الحياة إلى طبيعتها في مديرية حيس الساحلية القابعة في الجهة الجنوبية من محافظة الحديدة غرب اليمن، عقب تحريرها من سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية.
وعكست جولة "العين الإخبارية" مدى فرحة سكان مديرية حيس بخلاصها من المليشيا والظروف الإنسانية الصعبة التي كانوا يعيشونها على مدى 3 سنوات من سيطرة الانقلابيين الحوثيين عليها.
وأظهرت الجولة كيف بدأ الناس في مديرية حيس معاودة نشاطهم اليومي بصورة اعتيادية، وكيف بدت شوارع وأحياء المدينة تعيش بسلام.
وترافقت عودة الحياة الطبيعية لمديرية حيس مع ما يبذله التحالف العربي ممثلا بمركز الملك سلمان للإغاثة، ودعم سخي من الهلال الأحمر الإماراتي بالمواد الإغاثية وإعادة تهيئة الحياة وافتتاح المدارس وترميم المستشفيات والمراكز الصحية التي دمرتها المليشيات وتوفير الأدوية لها.
الإمارات تعيد الحياة لحيس
وفي الزيارة الميدانية لـ"العين الإخبارية" تحدث الدكتور حسن طاهر محافظ الحديدة، قائلا: "بفضل الله تعالى تم تحرير مديرية حيس وهي مديرية مفصلية ومهمة تطل على أكثر من مفرق طرق لثلاث محافظات ولها أهمية كبيرة، بالإضافة إلى ما تتمتع به من كثافة سكانية ومنشآت.
وأكد المحافظ أن قوات دولة الإمارات لها دور مفصلي كبير ومهم وبإسناد جوي وبري ودعم لا محدود سواء في تحرير الخوخة أو حيس، إلى جانب حضور الإمارات الإنساني المتزامن مع الحضور العسكري.
وأضاف: "ما أن تنتهي المعركة وحتى من قبل أن تنتهي أحيانا يبدأ الدور الإنساني العظيم للإمارات بتطبيع الحياة الإنسانية وفتح المدارس وترميم المستشفيات ورفدها بالأدوية وأي شيء يمس الإنسان ومتطلبات معيشته تجدهم حاضرين به في عملية التحرير.
عودة تدريجية للأمن
وأكد مدير أمن حيس العقيد عبدالله معيمرة في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن الأمن عاد بشكل تدريجي لمدينة حيس بعد عملية تحريرها، وما يؤكد ذلك أن حياة الناس هنا في حيس أصبحت طبيعية كما ترون في أسواقها الواقعة وسط المدينة.
وأضاف أنه رغم محاولات المليشيا تعكير الحياة ونشر الخوف من خلال استهداف المدنيين بصواريخ "الكاتيوشا" وقذائف "الهاون" إلا أنهم لم يستطيعوا التأثير على سير الحياة بشكل طبيعي في المدينة.
وقال العميد عبدالله معيمرة أن هذه المديرية التي تحررت من رجس الحوثيين الذين أذاقوا البلاد والعباد أشد أنواع العذاب بدأت بالتطبيع للأوضاع ويعود الفضل للجيش والمقاومة ودول التحالف ودولة الإمارات التي كان لها دور كبير ومهم في تحرير الساحل الغربي.
وأشار مدير الأمن إلى ما حصلت عليه حيس من اهتمام لإعادة الحياة للمدينة وسكانها من خلال مساعدات إغاثية من الهلال الأحمر الإماراتي، مثمنا هذه الجهود الإنسانية لإمارات الخير قائلا: "شكرا أولاد زايد".
وتوعد مدير أمن حيس بأنه وبعد تحرير هذه المديرية بأهميتها الاستراتيجية، فإن قوات الجيش والمقاومة ستكون بدعم وإسناد التحالف بعد شهر في مدينة الحديدة.
حياة طبيعية
وبعد ثلاثة أعوام كاملة ظلت خلالها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران تمارس انتهاكات واسعة وفرض جبايات على سكان مديرية حيس الساحلية بدأت الأوضاع والخدمات تعود إلى طبيعتها، فيما ازدحمت أسواق وشوارع حيس بسكانها لممارسة حياتهم الطبيعية.
ورصدت كاميرا "العين الإخبارية" حركة الناس في مديرية "حيس" التي عكست مدى نجاح السلطات والحكومة والتحالف في تطبيع الأوضاع وعودة السكان لممارسة حياتهم الطبيعية مع عودة انتعاش الأسواق وانتعاش الحركة، بعد ثلاثة أعوام من الاضطهاد والقمع والملاحقات من قبل المليشيات الحوثية.
وتظهر الصور ازدحاما وحركة نشطة في أسواق وشوارع حيس وفرحة المواطنين، حيث جابت كاميرا "العين الإخبارية" في شوارع وحارات المدينة والسوق المركزي بالتزامن مع عودة بعض النازحين من أبناء حيس لمنازلهم.
حيس بوابة التحرير
وتعد مديرية حيس ثاني مديريات الحديدة التي يتم تحريرها ضمن معركة تحرير الساحل الغربي اليمني بدعم من التحالف العربي وبشكل خاص القوات المسلحة الإماراتية، وتشكل أهمية استراتيجية؛ لكونها بابا مهما لتحرير مديرية الجراحي المجاورة وكامل الساحل الغربي.
وبتحرير قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التهامية والتحالف العربي مديرية حيس بالكامل فإن خطوط الإمداد الحوثية القادمة عبر "زبيد" و"إب" تكون قد قُطعت، حيث تحتل المديرية موقعًا يربط ثلاث محافظات هي (الحديدة.. إب.. تعز).
وكان خبراء أكدوا أن تحرير حيس سيفتح الطريق لاستكمال تحرير المدينة وبقية مديريات "الحديدة" غرب البلاد وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وقطع آخر شرايين تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين حيث تبعد عن الشاطئ بمسافة 28 كم.
كما سيصيب تحرير حيس المليشيا الحوثية بالشلل الكامل في المناطق الغربية الخاضعة لسيطرتها في محافظة تعز؛ نظرًا لانقطاع خط إمدادها الوحيد من الحديدة لتسقط بذلك تلقائيًّا مناطق موزع الوازعية والبرح ومقبنة وهجدة والرمادة غرب تعز.
وقال الشيخ عبدالرحمن الحجري قائد المقاومة التهامية، في حديثه لكاميرا "العين الإخبارية"، إن تحرير "حيس" وقبلها "الخوخة" ومن قبلهما "يختل" و"المخا" و"ذباب" و"المندب" وقبلها "عدن" تستمر هذه المسيرة إلى أن يتم تطهير كل شبر في الوطن من المليشيا الإيرانية التي تحاول أن تهدد الملاحة الدولية وتقلق المنطقة.
وأكد الحجري أن "تهامة" لن تكون إلا في الصف العربي ومع المحيط العربي ولن تخرج من محيطها، وأنه لن يكون لإيران وجود في تهامة وفي كل شبر بهذا الوطن، موضحا أنهم مستمرون في طريق التحرير إلى أن يصلوا إلى "مران" بصعدة معقل المليشيا الحوثية، ومن ثم إلى "صنعاء" وتحرير كل الوطن.
ووجه الحجري رسالة عبر "العين الإخبارية"، شكر فيها دولة الإمارات التي تبذل الدم والأرواح والمال، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الإماراتية موجودة معهم وعملت على ترتيب وتنظيم وتجهيز الجيش والمقاومة وتدريبهم وتبني لبنة حقيقية لجيش مستقبلي قادم لتهامة وتؤمن المنطقة.
وأشار الحجري إلى أن أمن البحر الأحمر مسؤولية التهاميين بمساندة من الأشقاء في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وكل الخيرين في الوطن وأنهم لن يسمحوا بالعبث، وأن يكون البحر الأحمر تهديدا للاستقرار العالمي.
وقال الحجري إن الجيش والمقاومة اليوم في حيس، والتحالف العربي ممثلا بالقوات المسلحة الإماراتية التي تقدم دعما حقيقيا وتخطط وتدعم بالسلاح والتدريب والتنظيم، وأن الطيران الإماراتي في الجو 24 ساعة يلقن أذناب إيران الدروس والعبر.
وأكد ذو يزن أبوسيف أركان حرب لواء العمالقة -أحد الألوية العسكرية المشاركة في تحرير حيس والساحل الغربي- في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن القوات المسلحة الإماراتية كانت الداعم الأساسي لهذا النصر العظيم بتحرير حيس، ومن قبلها الخوخة، وأن الأبطال يؤمنون المديرية ويستعدون لتحرير بقية المديريات.
وتأتي جولة كاميرا "العين الإخبارية" إلى حيس فيما لا تزال وسائل إعلام مليشيا الحوثي توهم أتباعها بأنهم مسيطرون على حيس والخوخة، ويبثون صورا مضللة للحفاظ على معنويات مقاتليهم المنهارة.