شاهدة على جرائم الحوثي.. "عائدة" تروي قصة بتر ساقيها
داخل كوخ مبني من سعف النخيل، تحاول عائدة سالم قبيصي، التنقل بين أرجائه بالاتّكاء على يديها، بعدما سرقت قذيفة حوثية ساقيها.
قبل أعوام فرّت هذه العجوز مع أسرتها من بلدتها الريفية في مديرية الدريهمي الواقعة جنوبي محافظة الحديدة اليمنية، لكنّ قذائف مليشيات الحوثي لاحقتها إلى مسكنها في القرية الساحلية على البحر الأحمر.
أصيبت "عائدة" بإحدى قذائف مليشيات الحوثي الإرهابية، ما أدى لبتر ساقيها وتسبب لها بإعاقة دائمة، جعلها تقضي أوقاتها على هذا المنوال، تحرك ببطء بالاتكاء على يديها حينما تريد التنقل في محيط هذا الكوخ المهترئ.
تروي السيدة السبعينية محنتها مع مليشيات الحوثي في تسجيل مرئي، وصل "العين الإخبارية"، تقول: "تركت كل شيء في بلدتي وحاولنا الفرار بأرواحنا خشية الموت برصاص المليشيات المدعومة من إيران".
بحسرة تواصل حديثها: "المليشيات لم تتركنا.. أطلقت علينا القذائف، سقطت إحداها بالقرب مني، وبترت قدماي".
شاءت الأقدار أن يكتب لـ"عائدة" حياة جديدة، إذ تعافت من جروحها العميقة، ولكن كأنما أريد لها أن تكون دليلا حيّا على فظاعة الجرائم التي ترتكبها المليشيات الانقلابية بحق المدنيين اليمنيين.
داخل هذا الكوخ لا تمتلك العجوز سوى لحاف مهترئ للنوم وغطاء لا يقيها البرد، كما لا يدفع عنها أشعة الشمس الحارقة في هجيرة المناطق الساحلية.
حياتها مثخنة بالمواجع والمآسي وترتسم على محيّاها فصولا من المعاناة والألم، تتوسد الرمل وتصارع الإعاقة، والرياح وعواصف النزوح والتشرد، لتظل شاهدة على إجرام جماعة إرهابية سلبت اليمن سعادته وحولته إلى بؤرة للأوجاع والمآسي.