1 مايو في اليمن.. يوم بلا عمل تحت الانقلاب
العمال اليمنيون يعيشون بطالة وأوضاعاً مأساوية صعبة منذ انقلاب الحوثيين وصالح على السلطة
في مثل هذا اليوم من كل عام، يحتفل العمال بعيدهم العالمي، لكن حال أمثالهم في اليمن مختلف، حيث البطالة والأوضاع المأساوية التي يعيشونها في ظل الانقلاب الحوثي.
ويعيش أكثر من 4 ملايين عامل يمني على رصيف البطالة منذ انقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على السلطة في 21 سبتمبر 2014، جرّاء توقف الحركة التجارية والبناء، والشلل الذي يصيب مؤسسات الدولة.
ووفقاً لعاملين في وزارة الشؤون الاجتماعية تحدثوا لـ"بوابة العين الإخبارية"، فإن رقعة البطالة تتسع شهراً بعد آخر، مع تزايد تسريح الموظفين الحكوميين من قبل الحوثيين.
وذكر أحد الموظفين، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن مليون و200 ألف موظف حكومي انضموا مؤخرا إلى رصيف البطالة، بعد توقف رواتبهم منذ 7 أشهر على التوالي.
وتسببت البطالة في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل لافت، فوفقاً للأمم المتحدة، هناك 9 ملايين يمني باتوا على شفا مجاعة، ولا يستطيعون توفير وجبة طعام لأسرهم.
وقال يحي الحداد، وهو موظف حكومي لـ"بوابة العين" : " موظفي الدولة هم عمال في الأساس ويتقاضون أجرا شهريا، ولكن منذ استيلاء الانقلابيين على موارد الدولة، لم نجد رواتبنا."
وأضاف " كان من المفترض أن يشهد هذا اليوم انتفاضة ضد الحوثيين وحكومتهم في صنعاء، لكن القبضة الأمنية والاعتقالات المتزايدة، تجعل الناس يبتلعون ألسنتهم، ويرضخون للأمر الواقع".
وأشار الحداد إلى أن من لم يتم تسريحه من عمله، أو ينزح إلى قريته بسبب توفر الأعمال، يعمل لدى الحوثيين بدون مقابل، وخصوصاً عمال النظافة، الذين يعملون ليل نهار، وتقوم الجماعة بسرقة رواتبهم منذ أشهر.
وتسببت البطالة غير المسبوقة في تزايد حالات التسول بشوارع العاصمة صنعاء، ولجوء الموظفين إلى مهن وحرف تدر عليه أرباحاً يومية بما يحافظ على معيشة أسرهم.
وانتشرت الدراجات النارية بشكل غير مسبوق في شوارع صنعاء، وبحسب عاملين فيها، فقد لجأ إليها المئات نظراً لأنها توفر مستوى دخل يومي للناس.
وخلافاً للأعوام السابقة، مرّ اليوم العالمي للعمال حزيناً في مناطق الحوثيين، فالاحتفالات المركزية التي كانت تشهد تكريما للعمال اختفت مع قيام الانقلابيين بنهب إيرادات الدولة، وتنمية أرصدتهم فقط على حساب الناس.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية، أقامت السلطة المحلية بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، حفلاً خطابياً وتكريمياً بمناسبة عيد العمال، بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية، عبدالعزيز جباري، بحسب ما ذكرته وكالة سبأ الرسمية.
وقال جباري في الحفل إن "هذا اليوم يأتي والعامل اليمني تُنتهك حقوقه من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية الذين نهبوا أموال الموظفين ومرتباتهم".
وتابع: "المليشيا الانقلابية نهبت احتياط البنك المركزي، إضافة إلى نهب مؤسسات الدولة وحقوق العمال، وآخرها نهب أموال التأمينات للموظفين في الهيئة العامة للتأمينات".
وأكد جباري قرب نهاية الانقلاب، وعودة مؤسسات الدولة للحكومة الشرعية، وعودة العمال إلى أعمالهم والموظفين إلى وظائفهم وستعود البسمة إليهم.
ويقول سكان في العاصمة صنعاء لـ"بوابة العين"، إن مليشيا الحوثي تتخذ من الفقر ذريعة لاصطياد الشباب إلى جبهات القتال، وتقوم بإيهام العاطلين بأنهم سيقومون بتوفير رواتب شهرية لهم بخلاف المصاريف اليومية، وهو ما يجعلهم يوافقون في غالب الأحيان نظرا للبطالة القاتلة التي يعيشونها.