شباب اليمن يتحدى انقلاب الحوثي.. روبوتات "عدنية" ضد كورونا
يواصل شباب مدينة عدن اليمنية، توظيف قدراتهم العلمية والإبداعية لخدمة المجتمع، متغلبين على الظروف القاسية، وتداعيات الانقلاب الحوثي.
وفي ظل انتشار جائحة كورونا، عمل مخترعو ومبدعو عدن الشباب، على توظيف قدراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسخيرها لمواجهة الجائحة، من خلال تصنيع روبوتات تقدم خدمات صحية للمجتمع تكافح فيروس كوفيد 19.
اقرأ المزيد
- إنقاذ الاقتصاد اليمني.. مهمة ثقيلة هل يدعمها صندوق النقد؟
- جمارك الحوثي.. تقسيم إيراني يثقل كاهل اليمنيين
- الريال اليمني يتراجع لمنع الحوثيين تداول العملة الجديدة
- أسطول من الروبوتات في مهمة خاصة بالمحيطات.. ماذا تفعل؟
جاء ذلك ضمن مشروع "نحو بيئة تعليمية آمنة خالية من الأمراض"، الذي تنفذه مبادرة "سنحييها بالعلم" في مدينة عدن، بالشراكة مع منظمة كير العالمية.
وتتحدث مشرفة ومدربة المشروع ورئيس قسم الروبوت والذكاء الاصطناعي في وزارة التربية والتعليم اليمنية، المهندسة ريم حميد لـ"العين الإخبارية" عن تفاصيل المشروع الذي اختتم قبل نحو أسبوعين، مشيرةً إلى أنه مشروع طموح وذو أبعاد اجتماعية وصحية.
وتضيف: "الروبوتات المصنعة، عبارة عن بوابات إلكترونية ناطقة، تمنع اجتياز الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع درجات الحرارة ونبضات القلب ولم يتعرضوا للتعقيم، وتم تصنيعها خلال ورشة عمل خاصة بـ "الذكاء الاصطناعي في مواجهة كوفيد 19"، والتي استضافها مركز الكويت للتدريب، وبإشرافٍ مباشر من مكتب التربية والتعليم بمديرية صيرة، في مدينة عدن.
وأشارت إلى أن الورشة ضمت طلابًا مبدعين من محافظة عدن، ومن أفضل خريجي قسم الروبوت في مركز الكويت للتدريب بالمحافظة.
إنتاج روبوتات آلية
وتقول مشرفة ومدربة المشروع: تم إنتاج روبوتات آلية، تعمل كبوابات روبوتية ذكية لمكافحة كوفيد 19، تتكون من ثلاثة أجزاء كل جزء يشكل مرحلة مختلفة.
حيث يقوم الجزء الأول الذي هو عبارة عن عربة تعقيم، بتطهير مقتنيات زائري المرافق أو الأماكن العامة، من خلال وضع حاجيات الشخص الزائر في مكان معين؛ لتقوم "البوابة الروبوت" بتعقيمها.
فيما يقوم الجزء الثاني من الروبوت بثلاثة أشياء رئيسية، هي التعقيم الآلي لأيادي الزائرين، وقياس درجة الحرارة عن بُعد، بالإضافة إلى قياس نبضات القلب.
أما الجزء الثالث فهو مرتبط ببوابة ذكية تتيح التعرف على الأشخاص غير المعقمين، وما إذا كانت حاجياتهم ومقتنياتهم معقمة أم لا، وعند التأكد من عدم حصول الزائرين على التعقيم اللازم تطلق البوابة الإلكترونية صافرات إنذار مع ضوء أحمر تحذيري، أما في حالة التعقيم فتتم إضاءة اللون الأخضر.
وعادت المهندسة ريم حميد مشرفة المشروع لتؤكد أن كل تلك المراحل تتم بشكل آلي، دون أي تدخل بشري.
ولفتت إلى أن البوابة مزودة بتعليمات صوتية ومكتوبة على شاشات خاصة تظهر نتيجة الفحوصات، كفحص درجة الحرارة وقياس نبضات القلب.
"البوابة الروبوت"
كما أن "البوابة الروبوت" مزودة بمنظومة طاقة شمسية، تتيح الشحن عبر الشمس، بالإضافة إلى إمكانية شحنها من خلال الكهرباء، عبر منظومة متكاملة تنظم شحن القطع المغذية للمشروع.
مع احتفاظ المشروع ببطاريات لضمان العمل عليها في فترات انقطاع الكهرباء، أو احتجاب الشمس، وللعمل في الليل، أي أنها لا تتوقف عن العمل، كما أن البطاريات تدوم فيها لفترة طويلة، بحسب ريم حميد.
وأكدت مشرفة البوابة الإلكترونية أن هذا المشروع التقني يمكن أن يُستثمر في العديد من المرافق والمؤسسات العامة، وفي المدارس والمستشفيات، ويقدم حماية من الجائحة العالمية.
ودعت المهندسة ريم، الحكومة اليمنية ورجال الأعمال والمستثمرين إلى تبني المشروع، وإنتاج كميات تجارية منه؛ دعمًا للشباب الذين ابتكروه وصنّعوه، وتقديمه بأسعار رمزية للمجتمع، حتى يسهم في خدمة المواطنين، والوقاية من كوفيد 19.