يمني ينافس المصورين العالميين.. من حواري عدن إلى مصاف المحترفين
لم تمنعه حداثة سنه من مزاحمة كبار المحترفين في مجاله، ولم تقف ظروف بلاده القاسية حائلا في وصوله إلى العالمية، رغم الأوضاع الاستثنائية.
الشاب اليمني أيمن القاضي، 25 ربيعا، مصور رياضي، اقتحم عالم الاحتراف مبكرًا فتفوق وأبدع، حتى بات ضمن أفضل ستة مصورين رياضيين على مستوى قارة آسيا، والثاني عربيًا، وفق تصنيف الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
الإعلامي الذي بدأ أولى خطواته في نادي الشعلة الرياضي، بمديرية البريقة بعدن، اختصر سنوات طويلة، وصار أحد أبرز المصورين الرياضيين في مدينة عدن، حتى وصل إلى العالمية.
يقول أيمن القاضي لـ"العين الإخبارية": "إن الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية AIPS أعلن مؤخرًا أسماء المصورين المصنفين حسب كل قارة، والحمد لله كان تصنيفي في المرتبة السادسة على مستوى القارة الأسيوية، والثانية عربيًا بعد الزميل العراقي حسين فالح".
وأبدى سعادته لحصوله على هذا التصنيف الدولي، الذي يعتبر تشريفًا لكل اليمنيين، وليس فقط له شخصيًا، كما أنه يعتبر دافعًا حقيقيًا لمزيد من الاحتراف والتخصص في هذا المجال، مؤكدًا أنه ليس من السهل الوصول إلى هذا المستوى الدولي، في ظل منافسة وتواجد كبار المصورين الرياضيين العرب والآسيويين، ومجرد التواجد ضمن هذه القائمة هو "إنجاز كبير".
أفضل صورة
وأضاف القاضي أنه وصل إلى هذا التصنيف بعد مشاركته لصورة من إنتاجاته ضمن مسابقة رياضية على مستوى قارة آسيا، أطلقها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وأشار إلى أن الصورة هي عبارة عن لقطة لمباراة شعبية في إحدى حارات مدينة عدن، ويظهر فيها اللاعبون يمارسون كرة القدم حفاة، على ملعب ترابي، يتصاعد منه الغبار؛ لدرجة أن اللاعبين لا يرون الكرة؛ بسبب كثافة هذا الغبار.
ولفت إلى أن البعض قد لا يجد أي مغزى من الصورة، للوهلة الأولى، إلا أنها تحوي في طياتها الكثير من المعاني، عن استماتة الشباب اليمني في عشق ولعب كرة القدم رغم صعوبة الأوضاع والبيئة غير المحفزة على ممارسة هذه اللعبة.
وأكد أيمن أنه لم يبح بهذه المعاني للصورة بشكل علني، إلا أن هذه الدلالات هي ما دفعته لاختيار هذه الصورة تحديدًا والمشاركة بها في المسابقة.
وأضاف: "يبدو أن هذه المعاني هي من رشحت الصورة لتكون من أفضل الصور المشاركة، رغم أنها لم تفز بالمسابقة، إلا أنها وصلت إلى مستويات متقدمة".
دوريات الحواري
لم يكتفِ أيمن بتصوير البطولات والمسابقات الرسمية التي تقيمها الاتحادات الرياضية الحكومية، ولكنه يركز جزء كبير من تصويره على توثيق لحظات والدوريات والبطولات الشعبية في حارات وأزقة مدينة عدن.
يقول أيمن: "في الحارات تجد شغف لعبة كرة القدم بشكل عفوي وتلقائي، بعيدًا عن أي تزييف أو تجميل، هو عشق مخلص للعبة، لهذا يمكن اقتناص لحظات صادقة عبر الكاميرا، من الجميل رصدها وتوثيقها".
لهذا فهو مهتم بتصوير دوريات الحواري، والبطولات الشعبية التي تقام هنا وهناك في مناطق مديرية البريقة، بشكل متواصل.
يصف متابعون حال البلاد "بالصعب"، كما أن تحقيق المبدعون فيها أي إنجاز، في ظل هذه الأوضاع الصعبة، يعتبر "شبه مستحيل".
غير أن أمثال أيمن القاضي يؤكد أن مبدعي اليمن يصارعون بجهودهم الشخصية بغية تحقيق إنجاز في زمن الإعجاز؛ لرفع اسم الوطن عاليًا، متجاوزين عدد من الدول الكبيرة التي تملك إمكانيات كبيرة أيضا، أضعاف ما يملكه مصور شاب وبلا إمكانيات مثلي.
وفي حالة أيمن يبدو الأمر حتميًا في أن يحقق هذا المصور إنجازًا كهذا، لأنه حيث وهب نفسه لعالم التصوير الرياضي، ولناديه الأصفر الذي يعشقه، نادي الشعلة الرياضي بعدن.
بغض النظر عن حصوله على أي دعم من قبل القائمين على النادي، أو المسؤولين في اتحاد كرة القدم أو اتحاد الإعلام الرياضي بعدن.
وهذا ما يجعل إنجازات أيمن وغيره من الشباب اليمني إعجاز وتفوق غير طبيعي، ويستحق الإشادة والثناء، وفق مراقبين.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA=
جزيرة ام اند امز