أزهار «اللوز البلدي» تتفتح في جبال اليمن.. جودة عالية وكنز اقتصادي
مع قدوم الربيع باليمن، تتحول مناطق "خولان الطيال" شرقي صنعاء إلى لوحة طبيعية حاشدة بالجمال حيث تكتسي أشجار اللوز بالزهور المتفتحة.
تلك الصورة البديعية بالنسبة للمزارعين اليمنيين تشير إلى حالتين، أهمها أن موسم هذا العام سيكون موسماً مختلفاً بعد أن تحدت فيه هذه الأشجار خاصة أشجار اللوز المعمرة موجة الصقيع الشتوية التي ضربت البلاد.
فيما يرى البعض الآخر من المزارعين أن تفتح أزهار أشجار اللوز بصورة مبكرة قبل يناير/كانون الثاني أو في مطلع الشهر أنه مصدر قلق لأنه يعرضها إلى خطر الصقيع والأمطار الربيعية، والتي تصيبها بفطر التعفن البني والأخضر، مما يؤدي إلى تساقطها.
جودة عالية لمحصول اللوز
يتميز اللوز اليمني بالجودة العالية والمذاق الفريد، حيث يصل سعر الكيلو غرام إلى 50 دولاراً أمريكياً، ولذلك يُعد اللوز من بين أفضل الهدايا الذي تقدمها الأسرة اليمنية في المناسبات أو للمغتربين اليمنيين في الخارج.
وللوز اليمني أنواع عدة هي "الرازقي" و"العجمي" و"الشحطي" و"المر"، ويأتي الرازقي في المرتبة الأولى لحلاوة طعمه وبياض لونه وصغر حجمه، أما "المر" يُعد غير مرغوب به وهو قليل جدا.
أين يزرع اللوز في اليمن؟
يزرع اللوز في المناطق الجبلية لـ3 محافظات هي تعز وصنعاء وذمار، وتعتمد على موسم الأمطار بشكل أساسي، وعلى جودة التربة، وخاصة أشجار اللوز البكر ، كما هو الحال في بلدتي "جبل بني جبر" و"جبل اللوز" في مديرية خولان الطيال الواقعة شرقي صنعاء على حدود محافظة مأرب.
وتحتل صنعاء المرتبة الأولى في زراعة وإنتاج هذه الفاكهة من بين المحافظات اليمنية، ويعد جبل اللوز في مديرية خولان الطيال الموطن الأول في البلاد لهذه الشجرة.
وبحسب أهالي خولان الطيال فإن زراعة اللوز تمتد لنحو 400 عام، وأن جبل "اللوز" الذي يبلغ ارتفاعه 3344 متراً فوق مستوى سطح البحر هو الموطن الأول قبل انتقاله إلى بقية مناطق صنعاء ثم إلى محافظتي تعز وذمار.
وقال أحد المزارعين لـ"العين الإخبارية"، إن اللوز البلدي يُعد من بين الأغلى في المنطقة لأنه يزرع بدون سماد صناعي أو طبيعي ويجنى ويجفف ويخزن وفق طقوس وأساليب ومعالم زراعية دقيقة، متوارثة منذ عشرات السنين.
رحلة زراعة شجرة اللوز
وتتميز شجرة اللوز بأنها لا تحتاج كميات كبيرة من الماء، ويمكن زراعتها على هامش الأراضي الزراعية أو في المناطق الجبلية وهي لا تحتاج إلا لمناخ وبيئة باردة.
كما تحتاج زراعة شجر اللوز لما لا يقل عن 3 أعوام حتى تنتج. فيما تحتاج لحوالي 6 أشهر من موعد الإزهار حتى تنضج الثمرة، وفي المراحل المبكرة تكون الثمرة لينة وخضراء.
وتنتج كل شجرة لوز سنوياً محصولاً بمعدل يتراوح من 2 - 5 كيلوغرامات، ويزداد الإنتاج حتى يصل إلى 15 كيلوغراماً سنوياً، وفق نوعية الخدمة الزراعية، وعمر الشجرة.
كما يتأثر إنتاج الشجرة بحسب التنوع المناخي في البلاد، فضلا عن الأمراض التي يمكن أن تصيب الشجرة منها "البياض الدقيقي" و"المن الأسود"، و"العناكب"، و"التصمغ" و"خنفساء قلف البرقوق"، وفقا لمزارعين يمنيين.
وعادة ما يُجنى اللوز في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز وذلك بعد تشقق الغلاف الخارجي للثمرة وانفصاله عن القشرة الداخلية، ويتم حصاده ونشره على سقوف المنازل حتى يجف تحت أشعة الشمس ثم يتم تخزينه بطرق معينة لتصديره للخارج.
عدد أشجار اللوز
وهناك ما لايقل عن 1.5 مليون شجرة لوز في اليمن، بينما يُقدر إجمالي مساحة الأراضي الصالحة لزراعة أشجار اللوز في البلاد بحوالي 412,000 ألف هكتار.
ووفقاً لإحصاءات رسمية يمنية فإن المساحة المزروعة بأشجار اللوز بلغت 7 آلاف و119 هكتاراً في عام 2020، فيما بلغت كمية الإنتاج 12 ألف و466 طناً غالبيته في مديريات الطيال وبني مطر والحيمتين الداخلية والخارجية في صنعاء.
ووفقاً لبيانات التجارة العالمية عبر الحدود TRIDGE، يتم تصدير اللوز اليمني بشكل سنوي، ويتم تصديره على هيئة: (اللوز الطازج، أو المجفف، أو المقشر) إلى ثلاث بلدان رئيسية، هي: السعودية، والولايات المتحدة، وماليزيا.
وتبلغ قيمة تصدير اللوز اليمني ما يزيد عن 77,74 ألف دولار في السنة، وهو يحتل المرتبة 72 من الصادرات العالمية، في حين يحتل المرتبة 254 من الصادرات اليمنية، وفق تقارير.