الحقيقة التي لم يعد أحد يشكك فيها هي أن النظام الإيراني سخر ويسخر كل طاقاته لتمكين الحوثيين من اليمن.
يوظف النظام الإيراني كل طاقته وخبراته للترويج لفكرة أن اليمنيين هم الذين يصنعون الصواريخ بأنفسهم، وأنه لا علاقة لإيران بموضوع الصواريخ التي يتم إطلاقها من داخل الأراضي اليمنية تجاه السعودية، لهذا فإنه يوعز إلى فضائياته «السوسة» كي تفسح المجال لمسؤولين حوثيين ليسهموا في نشر هذه الكذبة. من ذلك مداخلة عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي عبر قناة «العالم» الإيرانية، حيث قال إن «اليمن تحول إلى دولة مصنعة للصواريخ عبر تصنيعها لصواريخ باليستية شبيهة بصواريخ سكود الشهيرة، واليوم عبر كشفه عن صاروخ آخر شبيه بـ«توشكا» الروسي». ليس هذا فقط وإنما عمل على الترويج لقصة أخرى ملخصها أن أهم أهداف التحالف العربي هو «تدمير القوة الصاروخية اليمنية»! معللاً ذلك «بنجاح الحوثيين في الربط بين صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة الذي ساعد على تصوير المواقع من الجو».
النظام الإيراني فشل في ترويج فكرة أن الحوثيين هم الذين يصنعون الصواريخ ويطورونها، ولا يمكن لا للبخيتي ولا لغيره تبرئتهم وإن أقسموا بأغلظ الأيمان
الواضح من هذه المحاولة هو أن النظام الإيراني يفترض في العالم الغباء، لهذا هو مستمر في عملية الترويج لفكرة أن النظام الإيراني لا يوفر الصواريخ للحوثيين ولا يساعدهم في تصنيعها وإطلاقها، وأن الحوثيين هم الذين تمكنوا من معرفة أسرار هذه الصناعة، وصاروا يصنعون الصواريخ بأنفسهم ويطلقونها بقرارهم على الرياض وغيرها من المناطق في السعودية. ولكن لأن العالم صار يعرف حيل وألاعيب النظام الإيراني جيداً، ويعرف مدى تمرس مسؤوليه على الكذب، لذا فإنه لا يصدق ما يعمل على ترويجه ومتيقن من أن الصواريخ إيرانية وليست يمنية، وأن للنظام الإيراني دوراً في عملية إطلاقها على السعودية.
الحقيقة التي لم يعد أحد يشكك فيها هي أن النظام الإيراني سخر ويسخر كل طاقاته لتمكين الحوثيين من اليمن، ولولاه لما تمكن الحوثيون من الاستمرار بل لتمكن التحالف العربي من إعادة الأمور إلى نصابها في الأيام الأولى من عاصفة الحزم. الحوثيون ليس لديهم القدرة على التحمل والصمود كل هذه المدة وهم لا يمتلكون الأسلحة التي تعينهم على ذلك، وقد تلقوا الكثير من الضربات التي تمنعهم من التمكن من صناعة وإنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة. هذا يؤكد أن النظام الإيراني هو الذي ساعدهم على كل ذلك.
النظام الإيراني يوفر الصواريخ للحوثيين ويدربهم على إنتاجها وإطلاقها، وليس مستبعداً اعترافه بهذا الأمر بعد حين، تماماً كما فعل في سوريا والعراق، حيث ظل طويلاً ينكر تدخله في هذين البلدين، ثم اعترف بدوره فيهما، وكشف جوانب حول الذي كان يقوم به وصار يعمل على المكشوف.
توقف النظام الإيراني عن دعم الحوثيين لوقت قصير نتيجته المباشرة استسلامهم وتوقف إطلاق الصواريخ على السعودية، لكن هذا لا يمكن أن يحدث لأنه يفضحه ويتأكد معه العالم أنه نظام كاذب، لهذا فإنه مستمر فيما ظل يقوم به على مدى أربع سنوات، ويحاول أن يروج لفكرة أن الحوثيين هم الذين يصنعون صواريخهم بأنفسهم، وأنهم هم الذين يحددون الأهداف ويطلقون الصواريخ، وأنه بريء من هذه التهمة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
كثيرون لا يستبعدون وجود «خبراء» عسكريين إيرانيين في اليمن، ولا يستبعدون وجود إيرانيين يساعدون الحوثيين على تصنيع وإنتاج الصواريخ وإطلاقها على الأهداف التي يتم تحديدها، فمنطقياً لا يمكن للحوثيين الذين يعانون من تقدم قوات التحالف العربي أن يصنعوا الصواريخ بأنفسهم ويقوموا بإطلاقها.
النظام الإيراني فشل في ترويج فكرة أن الحوثيين هم الذين يصنعون الصواريخ ويطورونها، ولا يمكن لا للبخيتي ولا لغيره تبرئتهم وإن أقسموا بأغلظ الأيمان، فالإيرانيون هم الذين قاموا ويقومون بعملية تصنيع وإنتاج الصواريخ، وهم الذين يحددون الأهداف وهم الذين يطلقون تلك الصواريخ، ولا يمكن لعاقل أن يصدق بأن هذا الفعل وذاك العمل صنيع الحوثيين.
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة