بيان الرياض شدد على أهمية زيارة رئيس الوزراء العراقي التي تأتي في إطار "الروابط التاريخية المتينة".
أبدأ من حيث استهل ابن البصرة عمرو بن بحر الكناني (الجاحظ) حديثه عن عاصمة بلاد الرافدين بغداد حين قال: "بغداد أم الدنيا"، من لم يرها لم ير الدنيا ولا الناس!
وأزيد بقول أمير الشعراء أحمد شوقي الذي تغزل فيها قائلاً:
دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا
كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ
وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ
هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ
وأصل إلى مقولة الإمام العادل المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. إذ قال عن العراق وأهله:
"العراق لا يحتاج إلى رجال فرجاله أهل ثبات وحق.. العراق يحتاج إلى سلاح".
وهذا دليل على أن أهل الشجاعة والإقدام لا ينقصهم إلا مد يد العون من الأخ والجار ومن تقوى بهم شوكتهم ليكونوا كالبنيان المرصوص في وجه الأعادي!
بالأمس صدر بيان الرياض بمناسبة زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى مملكة العز والشموخ والسلام، حيث عقدت مباحثات أخوية مع سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله؛ بيان شدد على أهمية الزيارة التي تأتي في إطار "الروابط التاريخية المتينة" التي تجمع بين السعودية والعراق منذ الأزل.. و"ترسيخا للعلاقات وللرغبة المشتركة للدفع بها نحو آفاق أوسع".
ثم أخيرا وليس بآخر نقول لمن يلطم ويزيد في اللطم والمناحة فمتعب قلوبكم وكاسر شوكتكم سيدي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان هو مهندس عودة العلاقات العراقية السعودية منذ أن لبى مقتدى الصدر دعوة ولي العهد الأمين زيارته للمملكة العربية السعودية التي شهدت على إثرها وضوح رؤية العراق العربية
بالأمس قال بيان الرياض: "العراق في قلب سلمان".. سلمان العروبة والإسلام.. سلمان الحزم والعزم.. سلمان الذي أعاد للأذهان اللقاء التاريخي للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله والملك فيصل ملك العراق سنة ١٣٤٨هـ ٢٢ فبراير/شباط ١٩٣٠م كأول لقاء يؤسس ويؤطر العلاقة التاريخية بين المملكتين السعودية والعراقية آنذاك.. اللقاء الذي مهد لمعاهدة مكة المكرمة بين البلدين الشقيقين بعد هذا اللقاء بعام ونيف وتحديداً في سنة ١٣٤٩هـ ٧ أبريل/نيسان ١٩٣١م.. ليجعلا بنوداً ثلاثة هي أساس العلاقات التاريخية إلى يومنا هذا.
• الاحترام المتبادل.
• التعاون المشترك.
• تعزيز العلاقات التاريخية.
اليوم، أعلن مصرف العراق وهو أحد أهم المصارف والبنوك العراقية افتتاح أول فرع له رسمي في بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية. وهو دليل إقبال أسود الرافدين بثقة على عمقهم العربي والإسلامي التاريخي.. فمرحى وأهلا وسهلا بهم في كل مجالات ومناحي الحياة بين أهلهم وذويهم.
قد يقول قائل إن العلاقات السعودية العراقية قد شهدت الكثير من التوتر.. فنقول نعم وتلك سُنة الله في الكون، بل إن كثيرا من الأزمات تولد من رحمها قوة أواصر، إذ تبين الشدائد قيمة الجار وأهمية الصديق ومن يكون الأخ الصادق الصدوق.
ولمن يصطف اليوم بصف محور الشر "إيران المجوس وتركيا الإخوان وقطر الحمدين" الثالثة الوضيعة الأخرى.. ممن يلطمون ويتحسرون وما يلبث أن يكيدوا لهكذا تقارب.. أذكرهم بوقائع تاريخية لمواقف السعودية العظيمة تجاه العراق التي سجلها التاريخ بمداد من ذهب.
أولاً وفي عام ٢٠٠٣م قالها ملك السياسة العالمية الراحل الكبير رحمه الله سعود الفيصل للأمريكان وبكل صراحة السعودية لن تقصف العراق أو تسمح باستخدام قواعدها للهجوم على العراق، ما جعل أمريكا تغلق قواعدها العسكرية وتسحب قواتها الموجوده في السعودية وتنقلها إلى قاعدة العديد في قطر، لتكون مقرا للقوات الأمريكية وتكون منطلق الهجمات على العراق الشقيق.
كما وفرت السعودية نصف مليار دولار كأكبر مانح "للنازحين العراقيين" الهاربين من بطش داعش ومن كذب حكومة الصفوي نوري المالكي. ووفرت المخيمات والمعدات والمستلزمات الإنسانية لكل نازح دون تمييز لهوية أو مذهب أو عرق!
ثالثاً: بناء سور واقٍ للطرفين بعد أن اتضح المد الإيراني في عهد نوري، حيث شيدت الحكومة السعودية على مسافة ١٤٥٠ ألف متر سورا كان بمثابة جدار رحمة للعراقيين الهاربين من بطش داعش وتمييز الطائفي نوري المالكي.
هذا إلى جانب العمل على سرعة افتتاح خط السكة الحديد الرابط بين المملكة وجمهورية العراق الذي كان قد توقف منذ أيام الغزو الصدامي للكويت.
ثم أخيرا وليس بآخر نقول لمن يلطم ويزيد في اللطم والمناحة فمتعب قلوبكم وكاسر شوكتكم سيدي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان، هو مهندس عودة العلاقات العراقية السعودية منذ أن لبى مقتدى الصدر دعوة ولي العهد الأمين زيارته للمملكة العربية السعودية، والتي شهدت على أثرها وضوح رؤية العراق العربية ودعم السعودية للرغبة في بناء عراق العرب الذي يدعمه ويقف بجانبه الشعب السعودي قاطبة، وفي مقدمتهم ملكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز الذي كان وما زال العراق حاضرا في قلبه الكبير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة