"عضات الكلاب" تهدد سكان صنعاء بداء مميت
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تقول إن الوفيات كانت بشكل رئيسي في بلدان آسيوية وأفريقية بها أعداد كبيرة من الكلاب الضالة
عضات الكلاب أصبحت مصدر قلق صحي إضافيا لسكان صنعاء، إذ تركت بعض الاعتداءات من جانب الكلاب الضحايا عرضة لداء الكلب، وهو مرض معروف بأنه مميت إذا لم يتم علاجه سريعاً.
وعندما عض كلب معلماً يدعى حسين محمد الجرباني في ساقه ذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن طُلب منه شراء العلاج من خارج المرفق الصحي لعدم توفره.
وفي الصيدلية عرف المعلم أن ثمن العلاج 12 ألف ريال يمني (47 دولارا)، وهو مبلغ كبير بالنسبة لشخص دون راتب مثل كثير من المعلمين في اليمن.
ويقول عبده غراب، مسؤول داء الكلب بالمستشفى الجمهوري في صنعاء، إن العدد المسجل لمن تعرضوا لعضات كلاب منذ بداية العام في صنعاء يبلغ 620 شخصا، ومن بين هؤلاء توفي 9 أشخاص نتيجة إصابتهم بداء الكلب (السعار).
وأضاف غراب "البلدية يجب عليها مكافحة الكلاب في جميع المحافظات وبالذات الشاردة التي لا يوجد لها صاحب، الآن أصبحت تهدد جميع الفئات العمرية وتتزايد يوما بعد يوم، أما وزارة الصحة نناشدها بتوفير اللقاحات والأمصال بشكل مستمر للناس في جميع محافظات الجمهورية".
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في 2017 إن داء الكلب يقتل نحو 60 ألف شخص في العام، مضيفة أن الوفيات كانت بشكل رئيسي في بلدان آسيوية وأفريقية بها أعداد كبيرة من الكلاب الضالة.
ويقي اللقاح من المرض بسهولة إذا استخدم سريعاً، لكن كثيراً من الناس لا يدركون أنهم أصيبوا بالعدوى، وبمجرد ظهور الأعراض يصبح من المستحيل علاجها، وينتج داء الكلب بشكل أساسي عن عضات كلاب مصابة بفيروس السعار.
ويستقبل المستشفى الجمهوري في صنعاء يوميا بين 50 و60 مصابا بعضات كلاب، الأمر الذي يربك المستشفى.
ويعمل غراب من مكتب صغير لكنه مزدحم في المستشفى، إذ يفحص الأشخاص الذين تعرضوا لهجمات كلاب، ويتفقد بعناية العلامات التي تركت على أجسادهم.
وزاد في الآونة الأخيرة عدد الكلاب الضالة في شوارع صنعاء، لا سيما في مناطق المخلفات، حيث تظل أكوام القمامة على حالها لشهور في المدينة بسبب عدم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.
ويقول عصام محمد الشجاع، والد طفلة تعرضت لعضة كلب وتدعى ميسون "الكلاب موجودة بشكل كثيف ونتمنى من وزارة الصحة الاهتمام بهذا الموضوع، لأننا لا نقدر حماية الأطفال على طول.. حاولت ابنتي الدفاع على نفسها لكن الكلب بطش بها".
وتعيش صنعاء في أوضاع مأسوية منذ الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي الإرهابية على الحكومة اليمنية الشرعية، وفاقم الأمر منعهم إيصال المساعدات الإنسانية والعلاجية إلى المدنيين في بعض المناطق.