الحبار اليمني يغزو آسيا وأوروبا.. مصدر قوي للدولار بفضل الساحل الغربي
ازدهر صيد سمك الحبّار في مناطق مختلفة من السواحل الغربية لليمن مدفوعا بالرغبة في التصدير مع زيادة الطلب الخارجي.
وسمك الحبّار أو الكليماري، يطلق عليه في شواطئ الساحل الغربي لليمن "السِمَعْ"، فيما يطلق عليه في سواحل عدن والمكلا شرقا "البنجيز"، وهو نوع من أنواع الأسماك الرخوية رأسية الأرجل.
ولا يعد الحبار سمكة للأكل على نطاق واسع في اليمن، بينما يجلب تصديرها للخارج قرابة 4 دولارات للكيلوغرام الواحد.
- الحوثيون يتلاعبون بالقطاع المصرفي في اليمن.. فصل البنوك وفرض قيود مالية
- الحكومة اليمنية تضيق الخناق على الحوثي.. 4 مصادر لتمويل الخزينة
وأدى ارتفاع الطلب على الحبار من دول أوروبا ودول شرق جنوب آسيا، إلى خلق سوق تنافسي لدى الشركات اليمنية المصدرة لهذا النوع من الأسماك حيث تنشط بشكل كبير في عدن والمكلا، فيما تستعد أخرى لفتح أبوابها في الساحل الغربي لليمن.
مراكز الإنزال السمكي
يقول الباحث اليمني في علوم الأحياء البحرية هاشم عبدالرحمن إن "زيادة الطلب على صيد الحبار من الخارج خلق ارتفاعاً في سعره، ما دفع الصيادين للمغامرة من أجل اصطياده يوميا رغم سوء حالات الطقس نتيجة الرياح والأمواج".
وأضاف، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن أسواق ومراكز الإنزال السمكي في الساحل الغربي لليمن شهدت في السنوات الماضية انتعاشاً غير مسبوق لصيادي سمك الحبّار، ساعدت العديد من الأسباب في ازدهاره، منها فتح شركات عديدة لتبريد وتصدير هذا النوع من الأسماك في عدن والمكلا.
وتصل كمية سمك الحبار في واحد من مراكز الإنزال السمكي إلى 6 أطنان يومياً، فيما يصل سعر كل كيلو واحد نحو 4500 ريال يمني تساوي نحو 4 دولارات.
فرص استثمارية
وبالنسبة لرئيس جمعية الزيادي للصيادين في اليمن هاشم الرفاعي فإنه منذ تحرير الساحل الغربي عام 2017 من مليشيا الحوثي الإرهابية، تحقق أسعار الأسماك مردوداً مناسباً للصيادين، ويعود ذلك لخلق فرص استثمار وسوق تنافسي لتصدير الأسماك.
وأشار، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن ما يشهده قطاع الصيد وازدهار مراكز الإنزال السمكي، يعود إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ورعاية قيادة المقاومة الوطنية، التي أعادت الحياة لهذا القطاع، ببناء وتأهيل العديد من منازل الأسماك على امتداد الساحل الغربي.
مراحل ما قبل التصدير
من جهته، قال المختص في تبريد أسماك الحبار في مركز الإنزال السمكي في مدينة المخا نزهان غانم، إن "تصدير الأسماك يمر بمراحل عديدة، منها استخراج الحبر منه، ويكون عبارة عن كيس مليء بالحبر، قبل تجميده ووضعه بقوالب تبريد خاصة به، وتلف كل مجموعة على حدة".
وأضاف أن "السمع أو البنجيز" المسمى المحلي لا يستهلك في الأسواق اليمنية المحلية، وكل ما نصطاده يتم تبريده وتصديره إلى دول أوروبية، وشرق آسيا.
وتابع: "قد يأخذه بعض الصيادين لطهيه.. مذاقه لذيذ جداً ويُطهى بالزيت المقلي بعد تقطيعه كشرائح البطاطا".
وهناك أكثر من 50 شركة تبريد وتصدير للأسماك باليمن إلى نحو من 50 دولة، ويأتي اليمن في المرتبة الـ70 على المستوى العالمي لتصدير الأسماك البحرية.
طرق صيد الحبار
ويُعرف عن الحبار أنّه يندفع ليلاً نحو البقع المضيئة من المياه بحثاً عن غذائه الذي يشمل الأسماك الصغيرة مثل الرنجة، وينشط اصطياده في فصل الشتاء في سواحل البحر الأحمر، بالقرب من الشعاب المرجانية.
ويختلف موسم صيد الحبّار من منطقة لأخرى؛ فهو حيوان مهاجر يتنقل من مكان لآخر، ففي حين تحظر وزارة الأسماك اليمنية اصطياد سمك الحبار ابتداءً من يناير/كانون الثاني في سواحل خليج عدن وبحر العرب لإتاحة فصل التزاوج والتكاثر لهذا النوع من الأسماك، يأتي موسم اصطياده في سواحل البحر الأحمر ابتداءً من يناير وحتى يونيو.
وتتعدد طرق صيده، ابتداءً من الشباك، مروراً بالرمح عبر الغوص، أو السنارة ذات الطعم الصناعي بطرق وأحجام متعددة، وتوجد هذه الأسماك عادة على عمق 5 أمتار قرب الشواطئ حتى يصل إلى 40 متراً قرب المياه الإقليمية اليمنية.
وكانت منظمة الأغذية الزراعية (الفاو) صنفت اليمن الأولى عربيا في إنتاج أسماك الشروخ عام 2020، فيما يعد اليمن من الدول المتميزة عالميا في إنتاج وتصدير أسماك الحبار.