الحرب تعيد الرياضة اليمنية نصف قرن للخلف
الحرب والمواجهات المسلحة الدائرة في اليمن تتسبب في إعادة الرياضة بالبلاد لأكثر من 5 عقود للخلف.. تعرف على التفاصيل.
لم تستثن الحرب والمواجهات المسلحة الدائرة في اليمن منذ حوالي عامين مجالا عن آخر، كما لم تفرق قذائفها وصواريخها بين الضحايا، ليصحو هذا البلد الفقير اصلا في موارده على مأساة تدمير ما ناضل من أجل بنائه خلال العقود الخمسة الأخيرة.
المجال الرياضي كغيره من المجالات نال نصيبه من الدمار والأضرار والخسائر، فلم ترحمه الحرب أو تضع له أي حساب، حتى وإن كان رواده ومنتسبوه خارج لعبة السياسة والصراع القائم.
وبحسب مسؤولون في وزارة الشباب والرياضة فقد كانت خسائر المجال الرياضي من هذه الحرب كبيرة جدا، حيث دفع هذا المجال فاتورة باهظة بعد أن دمرت القذائف والصواريخ بنيته التحتية وما تم إنجازه خلال بضعة عقود.
وقال وكيل أول وزارة الشباب والرياضة خالد صالح حسين إن الحرب التي تشهدها البلاد منذ قرابة العامين ولا تزال رحاها مستمرة في بعض المحافظات حتى الآن أكلت أخضر ويابس الرياضة وأعادتها إلى نقطة الصفر.
وأضاف في تصريح لـ "بوابة العين": "للأسف كانت الخسائر في المجال الرياضي كارثية، فالبنية التحتية التي كافحنا لإنشائها خلال أكثر من خمسة عقود تم تدميرها في غمضة عين، وأصبحنا نحتاج إلى إمكانيات هائلة وسنوات طويلة لإعادتها إلى ما كانت عليه".
وتابع "لعله من المحزن جدا أن تجد نفسك فجأة قد رجعت إلى الخلف عشرات السنين، وأن ترى الجهود التي بذلت لتجهيز منشآت رياضية قد ذهبت أدراج الرياح ولأسباب ليس للشباب والرياضيين ناقة ولا جمل فيها".
وأوضح صالح أن وزارة الشباب والرياضة رغم الوضع الصعب لم تستلم او ترفع المنديل، وتعاملت مع الأمر الواقع وبذلت جهودا كبيرة لإعادة الحياة للرياضة مجددا بعد التوقف الإجباري خلال العامين المنصرمين، حيث شهد العام الماضي إعادة الحياة لأكثر من 18 لعبة واتحادا رياضيا، كما أقيمت العديد من الانشطة والمسابقات في المحافظات المحررة، وليعود آلاف الشباب لممارسة ألعابهم وهواياتهم المفضلة.
ولفت إلى أن الوزارة مصممه على استمرار شعلة الرياضة مهما كانت الظروف، حيث سيتم خلال العام الحالي تنفيذ العديد من الخطط والبرامج التي ستسهم في إعادة تطبيع النشاط الرياضي في أكبر مساحة من البلاد رغم الصعوبات الكبيرة، والتي يأتي في مقدمتها شح الإمكانيات وعدم وجود أماكن مناسبة لإقامة هذه المسابقات ومزاولة الشباب لتمارينهم بعد أن دمرت آلة الحرب معظمها.
ووفقا لتقرير أولي أعده مختصون في وزارة الشباب والرياضة أواخر العام الماضي حول حجم أضرار الحرب، فقد بلغ عدد المنشآت الرياضية التي دمرت 63 منشأة، أغلبها دمر بشكل كامل، وبتكلفة تتجاوز الـ50 مليار ريال يمني.