تصفيات كأس العالم.. كيف قيم اليمنيون أداء منتخبهم أمام السعودية؟
جاءت خسارة منتخب اليمن أمام نظيره السعودي، السبت، مخيبة لآمال كثير من الجماهير اليمنية، التي كانت تمني النفس بتحقيق نتيجة إيجابية.
وكان المنتخب اليمني خسر أمام الأخضر السعودي بنتيجة 0-3، خلال المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات المجموعة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
ورغم ظروف وأوضاع منتخبهم، فإن اليمنيين تابعوا المباراة التي نقلتها قنوات محلية بشغف، وسط أجواء حبية وودية بين المنتخبين الشقيقين وجماهيرهما، خصوصا أن السعودية استضافت الاستعدادات الخارجية لليمن قبل استئناف التصفيات.
"العين الرياضية" استطلعت آراء الشارع اليمني عقب انتهاء المباراة، لمعرفة تقييم الجماهير لأداء منتخب بلادها، وأبرز تعليقاتها عليه.
طموح لم يكتمل
فرحان المنتصر، الصحفي الرياضي ورئيس تحرير موقع "يمني سبورت"، وصف نتيجة مباراة منتخب اليمن أمام نظيره السعودي بالجيدة، مضيفا: "حتى لو كانت النتيجة الخسارة بـ3 أهداف دون رد، فإنها قياسا على الاستعدادات التحضيرية والفنية بين المنتخبين، يمكن وصفها بالمقبولة".
وأضاف: "رغم أن طموحنا كجماهير منتخب اليمن كان تحقيق الفوز أو التعادل، فإن ظروفنا لم تساعدنا على تحقيق ذلك الأمر أمام الأخضر الشقيق".
وأكد المنتصر لـ"العين الرياضية" أن أكثر ما أثّر على المنتخب اليمني هو غياب الثقة عند اللاعبين، وهو الأمر الذي بدا جليا خاصة في بداية المباراة، موضحا أن "هذه أول مباراة لمنتخبنا الوطني بعد توقف دام 18 شهرا، لم يخض فيها اللاعبون أية مباراة قبل استئناف التصفيات".
وسرد المنتصر أسبابًا أخرى لأداء المنتخب اليمني والنتيجة التي خرج بها اللقاء، مثل استمرار توقف الدوري المحلي نتيجة ظروف الحرب التي فرضت عليه الاستعداد في منطقة نائية بمحافظة شبوة، لافتا إلى أن تلك المنطقة لم تتوافر فيها مقومات رياضية أو ملاعب مناسبة، وكانت معايير الجاهزية والاستعداد فيها ضعيفة.
عوامل نفسية
وأشار فرحان المنتصر إلى العوامل النفسية التي واجهت المنتخب اليمني، والتي يمكن أن تكون مبررا لهذه الهزيمة والأداء الذي لم يرتقِ لمستوى التوقعات.
وأكد أن الفريق تأثر كثيرا خلال المعسكر الخارجي في السعودية بالإجراءات والاحترازات الصحية المشددة الخاصة بجائحة كورونا، وخضع للفحوصات أكثر من 3 أو 4 مرات، معتبرا أن كل هذه عوامل "نفسية" انعكست سلبًا على أداء اللاعبين.
وقال: "إضافة إلى ذلك فقد تأثر الفريق بوفاة المدرب سامي نعاش؛ لما كان يمثله من ثقل فني ومعنوي وقيادة اختارت اللاعبين على أساس قدرتها على توظيفهم واستغلال طاقاتهم".
ورأى فرحان المنتصر أن الفوز والخسارة أمر طبيعي في عالم كرة القدم، لكنه استغرب من استمرار خسائر المنتخب اليمني على طول المشوار، متمنيًا أن يتجاوز هذه المرحلة سريعاً.
واستدرك: "لكن رغم ذلك يجب أن نشيد بروح اللاعبين وحماسهم وحضورهم خاصة في الشوط الثاني الذي بدأ المنتخب فيه بالتحرر من الخوف، وبدأ بنقل الكرة إلى ملعب الفريق السعودي".
مسؤولية اللاعبين
من جهته، اتفق محمد النعماني، الصحفي الرياضي اليمني، مع الأسباب والعوامل التي ساقها نظيره فرحان المنتصر؛ وأدت إلى خسارة منتخب اليمن أمام نظيره السعودي، سواء ضعف الاستعداد، أو توقف الدوري المحلي، وظروف الحرب، وانعدام المباريات التحضيرية، ووفاة المدرب السابق، وتأثيرات كورونا، وغيرها.
لكن النعماني حمل اللاعبين النسبة الأكبر من المسؤولية، وقال لـ "العين الرياضية": "إن اللاعبين بدا عليهم الرعب، وظهروا بلا روح، وبالكاد كانوا يلمسون الكرة، ولم يكونوا يمررونها بشكل صحيح".
وأضاف النعماني "رغم توقف الدوري اليمني، فإن بعض لاعبي المنتخب اليمني يلعبون كمحترفين في دوريات عربية، كالدوري العماني والعراقي والمصري، لهذا لا عذر لهم، فهم يتحملون مسؤولية نتيجة هذه المباراة".
وأكد أن المسؤولية مشتركة مع الاتحاد اليمني العام لكرة القدم الذي لم يوفر استعداداً أفضل، وفي وقت كاف، لكنه شدد على أن اللاعبين يتحملون النسبة الأكبر من المسؤولية.
وأضاف "النتيجة طبيعية، وقد تكون متوقعة، عطفاً على الفوارق الفنية بين المنتخب اليمني ونظيره السعودي، لكن ما حزّ في النفس هو الأداء المخيب والسيئ للاعبين، وهو أداء غير مبرر"، على حد وصفه.
يذكر أن الفوز رفع رصيد السعودية إلى 14 نقطة في صدارة المجموعة الرابعة، فيما تجمد رصيد منتخب اليمن عند 5 نقاط في المركز الأخير بالمجموعة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA==
جزيرة ام اند امز