اليمنيون يواجهون إرهاب الحوثي بثقافة الأجداد
يبدو أن اليمنيين اختاروا أن يبدعوا في أساليب مقاومتهم لحرب الحوثيين، ويستخدمون أسلحةً متنوعة في مواجهة آلة القتل والدمار التي تتبناها المليشيا الانقلابية.
ففي الوقت الذي يمضي الحوثيون نحو التصعيد والتخريب ونشر ثقافة الموت، يجتهد اليمنيون في إحياء تراثهم وثقافتهم؛ إيمانًا منهم بأنها سلاح ناجح في مواجهة الانقلاب ومشاريع الموت التي يروج لها مدمنو الحرب.
كانت شبوة (جنوب اليمن) على موعدٍ مع فعاليات المهرجان الثالث للتراث والفنون، في نسخته الثالثة.
ففي الوقت الذي تحشد مليشيا الحوثي الانقلابية مقاتليها في محارق الموت، يتصدى اليمنيون عبر إرثهم وتاريخهم، جنبا إلى جنب مع أبطالهم في ميادين القتال، لمواجهة المشروع الطائفي والمذهبي المدمر.
وهو ما يؤكده القائمون على المهرجان، الذين أشاروا إلى أن المهرجان يهدف إلى استعادة مآثر الأجداد في شبوة، ويمنح المواطنين فرصة للتعرف على تفاصيل ثقافتهم وإرثهم العريق.
ويقول مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة شبوة اليمنية، محمد سالم الأحمدي لـ"العين الإخبارية"، إن أهدافا مثل هذا المهرجان تتركز في إحياء موروث الآباء والأجداد، وإعادة الاعتبار للتراث الشبواني العريق.
وأضاف، كما تهدف إلى إثراء الحياة الثقافية الشبوانية من خلال مجموعة الفعاليات الثقافية والفنية التي يقدمها المهرجان.
فرصة للمبدعين
ولفت المسؤول اليمني إلى أن المهرجان يقدم الفرصة الكاملة والحقيقية للمبدع الشبواني، ليقدم من خلاله إبداعاته في مختلف الجوانب الثقافية والفنية، حيث يعد مهرجان التراث والفنون من أهم ركائز الحركة الثقافية في المحافظة.
وأكد مدير ثقافة شبوة أن مثل هذه المهرجانات تساعد على تفعيل الحراك الثقافي، وتهيئة الطريق أمام إبداعات شبابية صاعدة لتشق طريقها في خدمة المجتمع، من خلال تسخير فنّها وثقافتها في سبيل الوطن والمواطنين.
وأشار الأحمدي إلى أن المهرجان تضمن العديد من الأجنحة والأقسام، التي حرص القائمون عليه في الإلمام بكل جوانب التراث والثقافة الشبوانية، والعادات والتقاليد القديمة في المحافظة.
ولفت المسؤول اليمني إلى أن المهرجان يضم قرية تراثية، حَوت "المجلس الشبواني، والمطبخ الشبواني، وركن الخوص والحدادة، وركن النجارة والحياكة، والدباغة والصباغة، بالإضافة إلى حظائر المواشي".
بالإضافة إلى معرض للفن التشكيلي الحديث، وآخر للصور الفوتوغرافية، ومعرض للزراعة، وجناح للمأكولات الشعبية، وجناح للحرف اليدوية.
أيضا هناك جناح للحرف النسائية، وآخر للمتاجر النسائية الصغيرة، وجناح لصياغة الفضة، كما لم يغفل المهرجان فئة ذوي الهمم، وخصص جناحًا لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين، لعرض منتجاتهم.
وقال مدير عام مكتب الثقافة بشبوة "إن أهم وأبرز الأنشطة والفعاليات المقامة في مهرجان التراث والفنون شملت حفل افتتاحٍ مهيب استضافته الصالة الرياضية بالمحافظة".
كما شهد المهرجان افتتاح "القرية التراثية" ومعارض المهرجان، بالإضافة إلى "السمرة الشبوانية"، في مركز يسلم بن علي الثقافي، وهو المركز الذي احتضن بقية أنشطة وفعاليات المهرجان.
وتضمن المهرجان -بحسب الأحمدي- حفلاً فنيًا بعنوان "من ربوع شبوة"، تم التركيز فيه على استعراض جوانب من الحياة التقليدية والعادات في مناطق متفرقة من المحافظة.
واللافت في الأمر، أن المهرجان أتاح المجال للفنون الحديثة للبروز، خاصة أن منفذيها من الشباب المبدعين.
حيث أكد مدير عام مكتب الثقافة بشبوة أن المهرجان تضمن عروضا لأفلامٍ قصيرة، بالإضافة إلى عروضٍ مسرحية قدمت مواضيع هادفة وقيمة، عالجت الكثير من القضايا والمشكلات المجتمعية، لاقت تفاعلاً جماهيرياً لافتًا.
كما شهد المهرجان صباحية شعرية لنخبة من الشعراء الكبار والشباب في المحافظة، وذلك قبيل إقامة الحفل الفني والختامي للمهرجان اليومين الماضيين.