بمراسم صحفية وشعبية ورسمية.. تشييع أول ضحايا هجوم عدن
شيع مئات اليمنيين جثمان الصحفي أديب جناني، أول ضحايا هجوم مطار عدن، في مراسم حكومية وشعبية وصحفية بمدينة تعز، جنوبي البلاد.
وحمل مجموعة من الصحفيين والمصورين وهم يرتدون خوذات الحماية الصحفية الجثمان ويحيط بهم المئات من المشيعين الذين نددوا بهجوم مليشيا الحوثي الغادر على مطار عدن الأربعاء الماضي، والذي لم يهزّ المطار المدني وحسب، بل هزّ معه كل اليمن.
ووقف الصحفيون على مثوى الجناني الأخير في احتجاج صامت، رافعين لافتات تؤكد أن "شهداء الإعلام.. واجهة للإرهاب الحوثي باليمن".
فيما احتضنت مدينة تعز مراسم تشييع الصحفي اليمني أديب الجناني، والاستقبال الرسمي والشعبي الكبير الذي حظي به التشييع، يؤكد أن اليمنيين في خندق واحد لدحر المليشيات التي تعيث في الأرض فسادا.
كما أنها أول رسالة شعبية للانقلابيين منذ الهجوم تجسيدا لرفض جميع اليمنيين المشروع الإيراني في اليمن وأدواته الحوثية.
وسقط الجناني إلى جانب 25 قتيلا و110 جرحى في الهجوم الصاروخي الذي كان موجها لقتل رئيس وأعضاء الحكومة والتي شكلت بعد أكثر من عام وفقا لاتفاق الرياض.
رسالة شعبية
وبحسب السكرتير الإعلامي لمحافظ تعز عبدالعزيز الصبري فإن الوداع المهيب لجثمان الصحفي الجناني كان بحضور زملائه الصحفيين، وآخر رسمي وشعبي كبير تقدمه محافظ محافظة تعز نبيل شمسان وقيادة السلطة المحلية والعسكرية.
واعتبر المسؤول الإعلامي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن استهداف مطار عدن الدولي بالتزامن مع وصول الحكومة اليمنية ووجود عدد كبير من الصحفيين والمدنيين، يرتقي إلى جريمة منظمة تم التخطيط لها مبكراً من قبل مليشيات الحوثي.
كما يعتبر هذا الهجوم الإهابي انتهاكًا للقوانين والمواثيق الدولية المُجرمة لاستهداف المنشآت المدنية، والتي لا يعرف الانقلابيون أية حرمة لها، والتشييع بمثابة رسالة تأكيد شعبية للعالم أن الحوثيين لا سواهم من أطلق 3 صواريخ موجهة خلفت أحد أبشع المجازر الإنسانية.
وأكد السكرتير الإعلامي لمحافظ تعز حضور الجانب الرسمي، إضافة إلى الحضور الشعبي الذي حظيّ به تشيع جثمان المصور الصحفي أديب الجناني، إنما هو رسالة للمليشيات الحوثية أن تعز وعدن وكل محافظات اليمن ستبقى كاليد الواحدة في مواجهة كل مخططاتها الإجرامية.
استهداف ممنهج للصحافة
واستهداف مطار عدن في نظر -عبدالعزيز الصبري- ليس فقط استهدافا للحكومة بل استهدافا للصحافة والصحفيين، عطفا على العديد الكبير من الإعلاميين الذي سقطوا في الحادث، ما بين قتيل ومصاب.
وأكد أن هذه جريمة مدانة ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته بحماية الأهداف المدنية والصحفيين، خاصة أن الكثير من ضحايا الهجوم الصاروخي إعلاميين، حيث راح ضحيتها 11 من الصحفيين والإعلاميين بين قتيل وجريح في أكبر حصيلة لاستهداف الصحافة اليمنية.
إلى ذلك، وجّه رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك بنقل مراسل التلفزيون اليمني صادق الرتيبي، وعدد من الجرحى الآخرين للعلاج في الخارج إثر هجوم مطار عدن، ضمن طائرة إجلاء تجهزها الحكومة لإنقاذ أرواح الضحايا إزاء الاستهداف الحوثي الممنهج.
وتصدرت مليشيا الحوثي قائمة الانتهاكات التي طالت الصحافة اليمنية، في تقرير حقوقي غير رسمي، للجرائم التي تعرض لها الصحفيون خلال 2020.
ووثق التقرير الصادر، السبت، عن مرصد الحريات الإعلامية في اليمن 143 انتهاكا ضد الصحفيين وحرية الإعلام في البلاد، ارتكبت مليشيا الحوثي قرابة النصف، وبواقع 70 انتهاكا ضد الصحفيين في كل البلاد.
وفقا للتقرير الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن أبرز الانتهاكات تمثلت بمقتل 3 صحفيين هم نبيل القعيطي وأديب الجناني وبديل البريهي، والحكم بإعدام 11 صحفيا، من قبل مليشيات الحوثي في صنعاء.