نار الغلاء في اليمن.. ملايين "الماشية" والأضحية دجاجة!
يمتلك ثروة حيوانية كبيرة، ورغم ذلك حرم الغلاء واستغلال التجار آلاف اليمنيين من فرحة العيد وشراء رأس ماشية لتأدية مناسك عيد الأضحى.
"الدجاج" بدلا من رأس الماشية في عيد الأضحى
اعتاد اليمني صالح محمد صالح وهو موظف بمؤسسة حكومية في عدن شراء رأس ماشية في عيد الأضحى من كل عام لاستخدام لحمها لإقامة وجبة غداء لإخوانه وأهله لكنه لم يفعل ذلك هذا العام لأول مرة بسبب غلاء المعيشة الكبير الذي تشهده البلاد، بحسب رويترز.
وقال صالح في عدن بجنوب البلاد "بسبب غلاء أسعار أضاحي العيد هذا العام استغنينا عن هذه العادة وحرمنا منها واستبدلناها بشراء الدجاج".
وقال مواطنون ومتعاملون إن أسعار المواشي في الأسواق المحلية بمدينة عدن والعاصمة صنعاء والمدن الرئيسية في البلاد سجلت ارتفاعا قياسيا غير مسبوق قبل حلول عيد الأضحى، مما تسبب في عدم قدرة غالبية اليمنيين على شراء الأضاحي كما اعتادوا كل عام، رغم أن اليمن بلد زراعي ويمتلك ثروة حيوانية كبيرة.
واتهم عدد من المواطنين في عدن وصنعاء تجار المواشي باستغلال موسم العيد والعمل على رفع أسعار الأضاحي بشكل جنوني تفوق قدرتهم الشرائية، خاصة في ظل غياب الدولة والرقابة الحكومية.
أسباب غلاء الأسعار في اليمن
من جانبه قال مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة اليمنية، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في اليمن لا يعود إلى انهيار قيمة العملة المحلية أمام الدولار، لكن لأسباب أهمها تداعيات جائحة كورونا والارتفاع العالمي لأسعار الغذاء بسبب الأزمة الأوكرانية، وارتفاع أجور الشحن والتأمين على السفن التي تضاعفت بنسبة 700%.
حجم الثروة الحيوانية في اليمن
ويمتلك اليمن ثروة حيوانية تقدر بنحو 70 مليون رأس من الماعز وملايين الرؤوس من الأبقار وأقل من مليون رأس من الجمال، فيما يصل إنتاج البلاد من اللحوم إلى نحو 187 ألف طن، فضلا عن نحو 234 ألف طن من الألبان و16 ألف طن من الجلود ونحو خمسة آلاف طن من الصوف، بحسب بيانات رسمية حديثة.
وتعتبر الثروة الحيوانية سلة غذاء رئيسية في أغلب المناطق والمحافظات اليمنية، إذ يستوعب القطاع الزراعي النسبة الأكبر من الأيادي العاملة في اليمن، وتشكل الثروة الحيوانية نحو 25% من دخل العاملين في الأرياف.
وقال أبو بكر باعبيد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية في اليمن ورئيس غرفة التجارة والصناعة في عدن إن الصراع بين روسيا والغرب فاقم أزمة الجوع والأمن الغذائي وأدى لارتفاع أسعار الوقود والغذاء والتضخم الحاد في اليمن الذي يعتمد في تأمين معظم احتياجاته وغذائه على الاستيراد.
العيد الأفقر
تقول ربّة المنزل انتصار أحمد (50 عاما) من عدن "الناس تقابل عيد الأضحى بابتهاج ونحن عندنا الله يسامحهم التجار قابلوه بارتفاع الأسعار بصورة جنونية لم نشهدها من قبل، حيث قفزت أسعار السلع الغذائية الأساسية والمواشي وملابس العيد إلى مستويات قياسية لم نعهدها من قبل"، بحسب رويترز.
وتابعت قائلة "غلاء الأسعار في عيد هذا العام الذي يعد الأفقر على الإطلاق، جعلنا نستغني عن كثير من العادات والتقاليد التي اعتدنا عليها كل عيد مثل اللحم والحلويات وملابس العيد الجديدة لأطفالنا واكتفينا بالحاصل من الاحتياجات التي تسد البطن".
وقالت جمعية حماية المستهلك غير حكومية في صنعاء "أسعار أضاحي العيد ارتفعت في مناطق سيطرة الحوثيين شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية العالية، بما يفوق القدرة الشرائية لأغلب المواطنين، وتتفاوت بين 90 ألف ريال إلى 100 ألف ريال للخروف الصغير (لا يتجاوز 13 كيلوجراما)، و150 ألفا إلى 200 ألف للكبير، بينما الأبقار المستوردة يتجاوز سعرها مليون ونصف المليون ريال".
وقال دكتور شاكر إدريس، وهو أستاذ جامعي في جامعة عدن، إن راتبه لا يغطي 10% من متطلبات المعيشة لأسرته المكونة من ستة أشخاص، فبعد أن كان يتقاضى راتبا يعادل 1200 دولار شهريا قبل سنوات، أصبح اليوم يحصل على ما يعادل 200 دولار بسبب هبوط قيمة العملة الوطنية. وجاء ارتفاع أسعار المواشي والمواد الغذائية ليزيد الوضع تعقيدا وسط عدم وجود رقابة حكومية لضبط الأسواق.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز