"الحوثي كيان إرهابي".. انتفاضة يمنية تفضح جرائم المليشيا عالميا
ما بين فضح جرائم قيادات مليشيا الحوثي والمطالبة باستمرار تصنيفها إرهابية، تصدرت انتفاضة يمنية إلكترونية تطالب العالم بفرض ذات العقوبات انتصارا لدماء مئات الآلاف من الضحايا.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، بهاشتاق #الحوثي_منظمة_إرهابية باللغتين الإنجليزية والعربية في انتفاضة يمنية غير مسبوقة لفضح أدلة وجرائم المليشيات الانقلابية منذ عقدين من ولادتها كجماعة عنصرية وطائفية ومليشيات وحشية تستحق تربع عرش الإرهاب.
وشارك في الانتفاضة، المتوقع استمرارها ليومين متواصلين، وفقا لتصفح "العين الإخبارية" لهاشتاق الحملة التي انطلقت تحت وسم (HouthiTerrorismInYemen#)، مسؤولون حكوميون وقادة عسكريون وحقوقيون وصحفيون ومثقفون وسياسيون وضحايا طالتهم آلة الإجرام والقتل الحوثية.
وتأتي الحملة اليمنية لمطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة بعدم "مراجعة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية" ومطالبتها بدعوة بقية دول العالم لفرض ذات العقوبات كسياسة ضغط قصوى لإنهاء الأزمة الإنسانية والاقتصادية وحرب البلد المتداخلة.
وأعاد اليمنيون نشر جرائم الحوثيين على مدى 6 سنوات من الحرب الذي مزقت البلد، كما فضحوا عشرات القيادات الحوثية المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان على رأسهم الـ 5 قيادات أمنية التي شملتهم عقوبات الخزانة الأمريكية والـ3 آخرين بينهم زعيم المليشيات المدرجين على قوائم الإرهاب بشكل خاص.
كما تحولت الحملة إلى محاكمة شعبية وليست رسالة تعريف فحسب من الشعب اليمني للرأي العام الدولي.
وكشف اليمنيون أساليب تجنيد الحوثي وتعبئة الأطفال على غرار تنظيم داعش الإرهابي ومخططاته لتحويل 30 مليون يمني وقودا لحروب يخوضها بالوكالة لصالح النظام الإيراني.
ودعا اليمنيون الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم للتفاعل مع انتفاضتهم لخلق رأي عام دولي يعرف المجتمع الدولي أن الحوثيين هم الطرف الوحيد الذي يمكنه تغيير مسار الأزمة الإنسانية وأن تصنيفهم منظمة إرهابية هو أول خطوة لإنهاء الحرب ومعاناة البلاد.
واستبقت المليشيات الحوثية بصنعاء الانتفاضة اليمنية بتظاهرات أشركت فيها بالترغيب والترهيب السكان في مناطق سيطرتها في مسعى لتزييف حقائق جرائمها ومطالبة الإدارة الأمريكية لرفع تصنيفهم من قوائم الإرهاب.
آلة قتل
"تستحق المليشيا الحوثية التربع على موسوعة الأرقام القياسية للمنظمات الإرهابية وليس مجرد تصنيف أمريكي"، هكذا صرخ اليمنيون في رسائل تعريفية بجرائم الانقلابيين المدعومين من إيران.
ويعرف اليمنيون جماعة الحوثي بأنها ليست حزبا سياسيا ولا منظمة مجتمع مدني أو حركة شعبية لتحرير المظلوميين، ولكن آلة قتل تتكون من مليشيات وحشية وعنصرية تستهدف فرض إرادتها على الشعب اليمني بالإرهاب والتعذيب والقوة الغاشمة بالسلاح والفكر الأيديولوجي الطائفي المنافي لقيم الديمقراطية والحرية والحداثة.
وكتب ناشط يدعى "بندر البكاري" أن الانقلابيين يهتفون الموت لأمريكا ويتوسلون لدى الإدارة الجديدة لرفع تصنيفهم من قوائم الإرهاب، يسرقون الطعام من أفواه الجياع ويستجدون العالم بالمجاعة.
وأضاف أن العدوان الحوثي "يقتل الشعب اليمني ويفجر مساكنه ويجند أطفاله بقوة السلاح ويزرع الألغام ثم يعمد باستخدام الأجنحة الناعمة المدعومة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني لذرف دموع التماسيح أمام العالم".
وغرد آخر في "تويتر" أن " الجماعة التي نهبت المال العام، وصادرت الاحتياطي النقدي، ونهبت أملاك اليمنيين وباتت تقاسم ذوي المشاريع الصغيرة والتجار أرباحهم، وتسرق المساعدات وتبرعات المانحين (..) لا يمكن أن يكونوا إلا إرهابيين أمام المحاكم الدولية".
وتساءلت رئيس ائتلاف "نساء من أجل السلام" في اليمن، الناشطة "نورا الجروي": لماذا نحن اليمنيين نطالب العالم بتصنيف الحوثي كيان كإرهابي عالمي؟"، قبل أن تجيب: "أرقام صادمة لجرائم الحوثي في 6 سنوات".
ووفقا للحقوقية اليمنية فإن مليشيا الحوثي قتلت 16054 مدنياً وأصيب بنيرانها 28427 مواطنا، فيما بلغ من تم اختطافهم وتعذيبهم في السجون السرية الوحشية نحو 23351 يمنيا، وحولت اليمن إلى أكبر بلد في الكرة الأرضية ملوثة بالألغام.
كما سلبوا براءة الأطفال وجندوا أكثر من 30 ألف طفل، وحرموا آلاف آخرين من التعليم بتفجير وتدمير نحو 3 آلاف مدرسة تعليمية.
فيما بلغت أعداد المنازل التي نسفت بالعبوات ودمرت أكثر من 2000 منزل وهجرت قسريا أكثر من 15 مليون يمني، وفقا للناشطة اليمنية التي أفلتت بأعجوبة من سجون الحوثيين بصنعاء.
من جهته، قال الصحفي اليمني، عبدالعزيز الصبري: "لماذا لم تحص كثير من التقارير المحلية والدولية جرائم مليشيا الحوثي الارهابية بحق حرية الصحافة؟، مرجعا ذلك إلى إجهاز كلي شنه الانقلابيون على هامش الحرية والصحافة والصحفيين حتى غدا الإعلام لونا واحدا وأداة حربية للإرهابيين المدعومين إيرانيا".
احتفال الدم برأس السنة
وحدهم اليمنيون من شهدوا عيد رأس السنة في حفلة دماء جماعية ووسط أشلاء ذويهم في أعقاب شن الحوثيين أمام مرأى العالم هجوما بالصواريخ الموجهة بدقة هزت مطار عدن الدولي.
وتحت هاشتاق الحملة، ذكّر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الأرياني، الرأي العام كيف فصلت دقائق عن الموت رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة في هجوم مطار عدن المروع الذي لاقى تنديدا محليا وعربيا وإقليميا ودوليا.
وقال الأرياني، في سلسلة تدوينات على "تويتر" تابعتها "العين الإخبارية"، إن صواريخ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران سقطت على مطار عدن لحظة كانت طائرة اليمنية ممتلئة ومدرجات المطار تعج بآلاف من قيادات الدولة والقيادات المحلية والصحفيين والمواطنين والاطفال وعمال الإغاثة، لتخلف أبشع مأساة.
وأضاف الوزير اليمني مخاطبا من يتحدث عن تبعات قرار تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية بادعاء "التسوية السياسية" بأنه "لو لم ترتكب المليشيا سوى جريمة استهداف الحكومة بمطار عدن الدولي والمدنيين، لكان دليلا كافيا لتحديد موقفها وإعلانها كيان إرهابية"
وأشار الأرياني إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية أكثر التصاقا بالملف اليمني واستيعابا لتفاصيل الأزمة منذ أحداث 2011، ومسار تنفيذ المبادرة الخليجية، ومؤتمر الحوار الوطني الشامل برعاية أممية، وكيف قامت مليشيا الحوثي الارهابية بانقلابها على مخرجاته بإشراف وتخطيط إيراني.
وانتقد المسؤول اليمني تساهل المجتمع الدولي طيلة السنوات الماضية في تجريم ممارسات مليشيا الحوثي وعدم وصمها بـ"الإرهاب" وتجاهله نزيف الدم والمأساة الإنسانية المتفاقمة، مما زاد شهية الحوثيين لتوسيع حربهم على اليمنيين وجرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان وأنشطتهم الإرهابية المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بدعم جهود تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية" التزاما بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومسئولياتهم القانونية والأخلاقية، وانتصارا لدماء مئات الآلاف من الضحايا اليمنيين.