طباخ بوتين.. اعتراف بـ"دس السم" في وجبات الانتخابات الأمريكية
اعترف رجل الأعمال الروسي القوي يفغيني بريغوزين، الحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، بالتدخل في الانتخابات الأمريكية.
إقرار صادم من حليف بوتين أطلقه عشية التصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، والتي يسعى فيها الجمهوريون للسيطرة على غرفتي المجلس ومناصب حكام الولايات.
بريغوزين، الذي واجه اتهامات في وقت سابق بالتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية عبر القارات، قال خلال بيان نشرته شركته "كونكورد" للخدمات الغذائية: "أيها السادة، تدخلنا، ونتدخل، وسنتدخل بحذر، ودقة، وبالطريقة التي نفعلها بها، وبالطريقة التي يمكننا بها (فعلها)".
وكان بريغوزين يرد على طلب للتعليق على تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية مؤخرًا يقول إن روسيا تتدخل في الانتخابات النصفية الأمريكية اليوم الثلاثاء.
ووصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، التصويت بالحاسم للأجندة التشريعية فيما تبقى من فترة رئاسة جو بايدن، والتي قد تمهد الطريق لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقالت شركة "جرافيكا" لتحليل الاتجاه بمواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية، الأسبوع الماضي، إن "العملاء الروس المشتبه فيهم استخدموا منصات إعلامية يمينية متطرفة لانتقاد المرشحين الديمقراطيين في الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية بعدد من الولايات الأمريكية، بما في ذلك جورجيا ونيويورك وأوهايو وبنسلفانيا".
واتهم بيرغوزين، إلى جانب عشرات آخرين وثلاث شركات روسية، عام 2018 في إطار تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر بشأن تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
ووجهت إلى بيرغوزين تهمة إثارة الفتنة وتقسيم الرأي العام الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وهي اتهامات نفاها رجل الأعمال الروسي، وكذلك الكرملين.
وقالت المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي، كارين جان بيير، إن البيت الأبيض ليس متفاجئا بتصريحات بيرغوزين، مضيفة: "من المعروف والموثق جيدا أن كيانات مرتبطة بيفغيني بريغوزين سعت للتأثير على الانتخابات حول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة".
ورأى تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" أن اعتراف بيرغوزين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية ومواصلته فعل ذلك في المستقبل ليس مفاجئا، لا سيما أنه معروف منذ فترة طويلة أنه صحيح.
وفي حين أنه أول اعتراف من نوعه من شخص تتهمه واشنطن رسميا في جهود موسكو للتأثير على السياسة الأمريكية، يحمل توقيت تعليقات بيرغوزين قبل الانتخابات النصفية أهمية أيضا.
وأشار التحليل إلى أن البيان العلني يؤكد على الغرض من عمليات التدخل المماثلة -وهي نقطة يساء فهمها في بعض الأحيان. وببساطة، يتمثل المغزى الرئيسي من الحرب الروسية الهجينة- مع تركيزها على التدخل السياسي أنها ليس من المهم بالضرورة ما إذا كان التدخل نجح بالفعل بأي طريقة مجدية.
وبدلًا من ذلك، يتمثل جزء كبير من وظيفة "التدخلات الروسية" في زرع عدم الثقة بشأن صحة المؤسسات الديمقراطية، وبقوله إنه سيواصل التدخل -قبل يوم على الانتخابات النصفية الأمريكية- يبدو أنه يحاول تشكيل فكرة أنه لا يمكن الوثوق بالنتائج.
وتشير الطبيعة العامة لتصريحاته إلى أنه قد تكون هناك أجندات أخرى أكثر من مجرد الشعور بالتمتع بالحصانة.
ولطالما اتهم بيرغوزين، الذي يعرف أيضًا بـ"طباخ بوتين" بسبب شركته للخدمات الغذائية، برعاية عمليات تسعى للتأثير على السياسات الغربية ونشر المعلومات المضللة بشتى أنحاء العالم، مما تسبب في استهدافه بالعقوبات الدولية.
ودفع ذلك شركات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "ميتا" و"تويتر"، للتحرك ضد عمليات بيرغوزين الإلكترونية في أفريقيا، وشهد إقدام "فيسبوك" على حذف الحسابات المزيفة المرتبطة به التي روجت للسياسة الروسية التي تستهدف جمهورية أفريقيا الوسطى، وبدرجة أقل، مدغشقر، والكاميرون، وغينيا الاستوائية، وموزمبيق، وجنوب أفريقيا.
وفي يوليو/تموز، عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن بيرغوزين فيما يتعلق بـ"التورط في التدخل بالانتخابات الأمريكية".
وجاء ذلك بعد تقرير للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في 2020 والذي وصف كيف عمل العملاء الروس عبر الإنترنت لعرقلة انتخابات 2016.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز