"الرمسة".. أول معهد لتدريس اللهجة الإماراتية للأجانب

الإماراتية حنان الفردان تؤسس أول معهد ومعجم للهجة الإماراتية لتدريسها إلى الأجانب، والتعرف على الثقافة الشعبية لدولة الإمارات.
حب للثقافات وحضارات الدول الأخرى حرك الشغف داخل الشابة الإماراتية حنان الفردان، لتبتكر فكرة مختلفة تماما بتأسيس "معهد الرمسة" كأول معهد ومعجم متخصص لتعليم اللهجة الإماراتية للأجانب.
بدأ المشروع كفكرة في رأس حنان من خلال تطوعها لتعليم إحدى زميلاتها في العمل مصطلحات اللهجة العامية الإماراتية والجمل البسيطة الدارجة، ليتطور الأمر بعدها لتعليم جميع زملائها، ما دفعها للاهتمام أكثر ووضع خطة ومنهجية واضحة.
تقول حنان الفردان لـ"العين الإخبارية": "بعد رؤيتي للطلب الكبير وإصرار طلابي على فتح معهد متخصص لتعليم اللهجة الإماراتية، جاءت فكرة المشروع بشكل رسمي وعملت على بناء فريق عمل مهتم بمثل هذا المشروع، ووفقني الله بالتواصل مع الأستاذ عبدالله الكعبي الذي بدأ معي، وما زلنا نعمل كفريق واحد في هذا الطريق".
أسست حنان الفردان، معهد الرمسة المتخصص في تدريس اللهجة الإماراتية للأجانب، ليبلغ عدد منتسبيه منذ إنشائه في يونيو 2014 إلى ما يقارب 1000 طالب وطالبة، كما أعدت أول معجم إماراتي مترجم باللغة الإنجليزية يحتوي على 1500 كلمة إماراتية تساعد الأجانب على معرفة المفردات اليومية المستخدمة في اللهجة الإماراتية، وحصلت على البكالوريوس في الدراسات الدولية من جامعة زايد، والماجستير في إدارة السياسة التعليمية من الجامعة البريطانية في دبي.
تؤكد حنان أن أحد أسباب نجاح الفكرة حتى اللحظة هو الإيمان الشديد بأهمية تعليم اللهجة أو "الرمسة" الإماراتية للأجانب، لما ينتج عنه من نشر للثقافة الإماراتية المحلية في العالم.
أسباب ودوافع
تقول حنان: "دفعني حب المعرفة للثقافات المختلفة إلى إنشاء المعهد، لذا درست في جامعة زايد هذا التخصص الفريد وتوسعت مداركي على ثقافات العالم ونظرته لنا كمجتمع إماراتي عربي، أردت دوماً أن أنشر الحب والسلام في هذا العالم، وأن أرفع اسم دولتي الحبيبة في مجالات مبتكرة وجديدة، ووفقني الله إلى فكرة تعليم اللهجة الإماراتية للأجانب".
دور المعهد
ترى حنان أن المعهد يقوم بدور مهم استجابة لسياسات دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير اللغة العربية في تقرير "العربية لغة حياة" الصادر في عام 2013 من لجنة تحديث اللغة العربية بشأن اقتراح أساليب تعليمية وآليات متطورة لتبني مناهج جديدة تسهم في تعزيز استخدام اللغة العربية وتعليمها لأبنائها ولغير الناطقين بها.
من بين التوصيات في تقرير "العربية لغة حياة" كان دمج تدريس العامية الإماراتية مع اللغة العربية الفصحى، وإضافة العناصر الثقافية والإعلامية في تعليم اللغة العربية مما ينشئ لدى الطالب منظومة لغوية وثقافية جديدة، خصوصا في ظل التحديات التي تواجه متعلمي اللغة العربية في مختلف البلاد العربية والأجنبية وهي مسألة الازدواجية اللغوية، إذ تجرى الأحاديث اليومية في البلاد العربية بالعامية، في حين أن التعليم الرسمي وكذلك الإعلام يستخدم لغة عربية معاصرة.
وتتابع الفردان قائلة: "جاء تأسيس معهد الرمسة في مدينة دبي ليسد فجوة تعليمية أساسية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويطمح المعهد في تكريس رؤية الدولة للامتياز في اللغة العربية ليصبح مركزا لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال المقبلة، حيث نطرح دورات عن تعلم الرمسة الإماراتية للأجانب وبشكل بسيط وممتع، ونعد المركز الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقوم على تدريس الرمسة الإماراتية (العامية) مع اللغة العربية الفصحى".
صعوبات وتحديات
تقول حنان الفردان: "رحلة النجاح ممتعة ولا بد من وجود صعوبات في بداية المشوار، وكأي مشروع جديد وفريد من نوعه نواجه عدة تحديات منها غياب المناهج التعليمية والمصادر المتخصصة باللهجة الإماراتية وترجمتها إلى الإنجليزية. ونحن في حاجة إلى تمويل البحوث التعليمية في تطوير مناهج دراسية وتطبيقات وفيديوهات وصوتيات متخصصة لتعليم الرمسة الإماراتية لغير الناطقين بها وحفظها للأجيال المقبلة".