يوسف القرضاوي.. عمامة تحت الطلب
تقلبات المشهد السياسي بدت أسرع وأكثر حدة من قدرة يوسف القرضاوي على ملاحقة انعطافاتها؛ ما سهل سقوط قناع طالما احترف الاختباء خلفه
خلال السنوات الخمس الماضية، بدت تقلبات المشهد السياسي في الشرق الأوسط أسرع وأكثر حدة من قدرة الدكتور يوسف القرضاوي بأعوامه التي تجاوزت التسعين، على ملاحقة انعطافاتها؛ ما سهل سقوط قناع طالما احترف الاختباء خلفه.
كان القرضاوي قد تراجع عن فتواه القديمة بجواز العمليات الانتحارية في فلسطين، بحجة انتفاء الضرورة، لكن لم يبدُ واضحا الجهة التي تحدد ضرورات القرضاوي، الذي كان قد أصدر بالفعل فتوى أخرى مثيرة للجدل بإباحة العمليات الانتحارية ضد مصر وجيشها وعناصر شرطتها المدنية، وإن لم يفته ربطها مجددا بحاجة الجماعة، لكيلا تفلت من عقال أئمة الإرهاب لحظة استغنائهم عنها على ما يبدو.
هو يوسف عبد الله القرضاوي، رجل دين مصري، مولود في 9 سبتمبر/أيلول عام 1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في دلتا مصر.
انخراطه المبكر في صفوف جماعة الإخوان الإرهابية قاده إلى السجن عدة مرات؛ أولها في العهد الملكي عام 1949، ثم اعتقل 3 مرات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، قبل أن يقرر السفر إلى قطر عام 1961، ليعمل مديرا للمعهد الديني الثانوي.
وبعد استقراره هناك حصل القرضاوي على الجنسية القطرية، وفي سنة 1977 تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميدا لها إلى نهاية 1990، كما أصبح مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر ولا يزال قائما بإدارتها.
ويُعد القرضاوي منظر الجماعة الإخوان الإرهابية، وعضو في تنظيمها الدولي؛ حيث شارك كممثل للجماعة الإرهابية في قطر، التي وفرت له منبرا دائم عبر منصة الجزيرة الفضائية.
أسس عام 2004 ما يسمى بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" في لندن، كغطاء لتحركات أعضاء التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية وكرافد فكري لأنشطتها الإرهابية.
وبعد سنوات احترف فيها الاحتماء بعباءة الأزهر تلاحقت زلاته كاشفة عن وجهه الحقيقي، وكان آخر هذه الزلات رائحة الطائفية البغيضة التي فاحت من تغريدة له عقب تفجيرين استهدفا كنيسين في مصر وخلفا عشرات القتلى والمصابين، قال فيها إن "مصر لم تعرف طوال تاريخها تفجيرات تستهدف جزءا من المواطنين، إلا في عهود الاستبداد"، في تشف فج قوبل بعاصفة من الاستنكار أجبرته على حذفها ليضع مجددا قناعا بدا هذه المرة لمهرج فقد مصداقيته.
في 2011 بعد أسبوع واحد فقط من تخلى الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة خطب القرضاوي في ميدان التحرير في يوم جمعة أرادتها جماعة الإخوان الإرهابية لحظة تكرس فيها حضورها على الساحة قبل أن يلفظها المصريون بعد عام واحد فقط في السلطة.
وأنهت رابطة العالم الإسلامي في مجمع الفقه الإسلامي، الجمعة، عضوية القرضاوي إثر إدراجه على قوائم الإرهاب الصادرة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر.
aXA6IDEzLjU5LjczLjI0OCA= جزيرة ام اند امز