عبد الحكيم بلحاج.. دمية قاتلة تحركها الدوحة لحساب الإخوان
عبد الحكيم بلحاج إرهابي تلتقي عنده خيوط الارتباطات الوثيقة بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان وأمراء الدوحة
في عام 2008 أطلق القيادي في جماعة الإخوان في ليبيا، علي الصلابي، مفاوضات لإطلاق سراح مجموعة من الإرهابيين في السجون الليبية. كان ذلك في زمن لا تزال فيه المناورات تسمى "مراجعات فكرية"، والإخونجية يعاملون كـ"فصيل معتدل".
تكلل مفاوضات الصلابي بالنجاح بعد عامين، وتطلق السلطات الليبية سراح قادة ما يعرف بـ"الجماعة الليبية المقاتلة"؛ ومن بين هؤلاء يخرج المكنى عبد الله صادق الهادي، أو عبد الحكيم بلحاج، الإرهابي الذي تلتقي عنده خيوط الارتباطات الوثيقة بين تنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان، وأمراء الدوحة.
لذلك لم يكن مدهشا أن يدرج بلحاج والصلابي ضمن قوائم للجماعات والكيانات الإرهابية المحظورة أعلنتها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين في بيان مشترك الجمعة.
ولد عبد الحكيم الخويلدي بلحاج في الأول من مايو/أيار عام 1966 في منطقة سوق الجمعة في العاصمة طرابلس، تخرج في كلية الهندسة في جامعة طرابلس، والتحق بساحة القتال في أفغانستان ليؤسس رفقة مقاتلين ليبيين آخرين ما يسمى بالجماعة الليبية المقاتلة.
ستصبح الجماعة المقاتلة لاحقا ذراع القاعدة في ليبيا رسميا.. وسيكون على بلحاج العودة إلى بلاده منتصف التسعينيات، في رحلة ترسم محورا سنعرف لاحقا أسرار تشابكاته المعقدة من بيشاور الباكستانية إلى السودان وتركيا وقطر.
يلاحق الفشل بلحاج منذ بداياته على ما يبدو؛ إذ استبقت السلطات الليبية تحرك جماعة بلحاج الإرهابية بضرب مراكز التدريب عام 1995 ليفر مجددا إلى أفغانستان، حيث يتولى هناك مهمة إعادة ترتيب صفوف الجماعة بعد تلقيها ضربات أمنية متلاحقة في ليبيا.
وفي فبراير/شباط عام 2004 ترصد المخابرات الأمريكية حركت بلحاج في ماليزيا وتتدخل لتوقيفه، ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه، قبل تسليمه إلى ليبيا في 8 مارس/آذار 2004.
وخلال أحداث 17 فبراير/شباط 2011 وأثناء عملية سميت "فجر عروس البحر"، ظهر بلحاج في باب العزيزية وأعلن عبر قناة الجزيرة القطرية نجاح ما كان يسمى حينها "عملية تحرير طرابلس" كاشفا عن كونه "قائد المجلس العسكري للمدينة"، التي سقطت في يد الإرهاب في انتظار طلائع الجيش الوطني الليبي.
وخلال العقد الأول من الألفية الجديدة ستكتشف قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الأهمية الاستراتيجية للقتلة المتمرسين في سيناريوهات المستقبل، فيقررون الاستثمار في هؤلاء، ولم تكن مخاطرة كبرى في ظل تأمين الدوحة التمويل اللازم. وهناك في الدوحة سيقود على الصلابي الإخونجي "المراجعات الفكرية" في ليبيا ليصبح بحلول 2010 يملك جيشا من القتلة نعرف اليوم أنه كان رأس حربة الإخوان لإشعال الفتنة في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز