"كسوة شتاء".. مبادرة شبابية تضمد جراح الغلابة بالسودان
وسط أمواج الشتاء العاتية وبردها القارس، يجاهد شباب سودانيون في تفانٍ لتدفئة الغلابة والمتعففين عبر مبادرة إنسانية متفردة.
"كسوة شتاء" مبادرة أطلقها متطوعون سودانيون وتقوم على جمع الملابس الشتوية المستعملة ومبالغ نقدية من الخيرين، وتوزيعها على المتعففين، وقد تمكنت من الصمود لست سنوات متواصلة.
وبحسب القائمين عليها فإن "كسوة شتاء" استطاعت الوصول إلى آلاف المحتاجين في مختلف أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم وتسليمهم ملابس شتوية وأغطية متنوعة، كما انضم لها العديد من المتطوعين الجدد هذا الموسم.
وفي هذا العام كثفت المبادرة من أنشطتها التطوعية نظراً لتراجع الأوضاع الاقتصادية التي أفرزت مزيدا من المحتاجين في هذا البلد الذي يعيش سيلاً من الأزمات.
ويقول عضو "كسوة شتاء" محمد فتحي إن مبادرتهم نشأت قبل أكثر من 6 سنوات بمقترح من أصدقاء جمعتهم مراحل الدراسة وحب العمل التطوعي الإنساني، وكان عدد أعضائها قليلين في بادئ الأمر وسرعان ما تزايد وتجاوزوا 100 عضو هذا العام.
وأوضح فتحي في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن المبادرة تقوم على جمع ملابس البرد والأغطية المستعملة من المتبرعين ومن ثم غسلها جيداً وتغليفها وتوزيعها على المحتاجين؛ فهناك عائلات متعففة لا تستطيع شراء هذه المقتنيات.
وأضاف "كما نقوم أيضاً بجمع مبالغ نقدية من الخيرين لشراء ملابس شتوية جديدة وتمكنا من الوصول لآلاف المحتاجين في أطراف العاصمة السودانية خلال السنوات الماضية".
وتابع: "حب العمل الطوعي والإنساني ومتطلبات الواقع في السودان دفعنا لتوسعة أنشطتنا لتشمل مساعدة أطفال متلازمة داون، ومرضى السرطان، وإفطار الصائم وعابر سبيل في المواسم الأخرى".
ويعاني السودان أوضاعا اقتصادية قاسية وارتفاعا مضطردا في معدلات الفقر التي تجاوزت 65% حسب الإحصاءات الرسمية، وتعد هذه المبادرة الإنسانية بمثابة شمعة تضيء سماء الواقع للغلابة والمحتاجين.
وتشير عضو مبادرة "كسوة شتاء" روبة محمد إلى أنهم يستهدفون المناطق الطرفية في الخرطوم؛ فهناك يوجد كثير من العائلات المتعففة التي تحتاج إلى عون حقيقي.
وتضيف في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن "أطراف العاصمة غالبية سكانها من ضحايا الحرب وقادمون من الولايات المضطربة لذلك يحتاجون لدعم المتطوعين في فصل الشتاء وخلافه".
وتابعت: "نحن نمضي بجهود ذاتية ونحث القادرين على إعطائنا الملابس المستعملة، كما نقوم بجمع مبالغ نقدية لشراء دفايات وكثير من المستلزمات التي يحتاجها الناس في فصل الشتاء، وتوزيعها على المحتاجين".
وأعربت عضو المبادرة رؤى عبدالله عن سعادتها بما قدموه من عون شتوي للمحتاجين حتى الآن في ظل إمكانياتهم الشحيحة، قائلة في تصريحات لـ "العين الإخبارية" إننا "راضون عما قمنا به، لكن ذلك ما زال دون طموحنا".
وأضافت أن "السعادة التي نلمحها في وجوه المتعففين بعد أن نسلمهم المساعدات والأغطية الشتوية هي ما تزيد من عزيمتنا للمضي قدماً في العمل التطوعي وتوسيع نشاط المبادرة لتصل إلى أكبر عدد من الناس".
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز