خبير مصري لـ«العين الإخبارية»: الشباب قوة فاعلة في مفاوضات العمل المناخي

أصبح تمثيل الشباب اليوم في مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية ضرورة.
بدأت مشاركة الشباب في مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ من خلال منتدى شبابي خلال COP5 الذي انعقد في بون بألمانيا عام 1999، وكانت تلك خطوة فعّالة فتحت الباب أمام الشباب للتفاعل مع مناقشات "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" (UNFCCC). واستمرت مشاركة الشباب في مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية خلال الدورات التالية إلى أن جاء COP17 في ديربان بجنوب أفريقيا عام 2011، وقتها أُنشئت آلية رسمية لضمان المشاركة المستمرة للشباب في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
لماذا الشباب؟
في أثناء فعاليات مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية، نجد أصوات الشباب عالية، في كل مكان تقريبًا على أرض المؤتمر الذي عادةً يمتد لمسافات طويلة، ما يوضح المساحة التي تتركها الأمم المتحدة للشباب، ويرجع هذا لعدة أسباب، منها أنّ الشباب هم الأكثر تأثرًا بتبعات التغيرات المناخية؛ فهذه الأجيال تواجه احتراراً لم تشهد البشرية مثله من قبل، ويقع على عاتقهم عبء تحمل مسؤولية حل أزمة المناخ، على الرغم من أنهم ليسوا المتسببين فيها.
مع ذلك، ليس من الغريب أن نجد عشرات الشباب يحضرون مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية من أجل عرض ابتكارات وحلول مناخية فعّالة، ويشاركون في جلسات نقاشات ينقلون من خلالها مخاوفهم وآمالهم بشأن مستقبل كوكبهم. أضف إلى ذلك، أنهم قد يشكلون قوة ضغط على مسار المفاوضات، ويتجلى ذلك من خلال المظاهرات السلمية التي يقومون بها خلال المؤتمر بعد الحصول على إذن من الأمم المتحدة.
تمثيل رسمي أم لا
قد يظهر الشباب في مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ في الوفود الرسمية للدول أو خارج نطاق المفاوضات الرسمية. ويوضح الدكتور "هشام عيسى"، المنسق المصري السابق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية في حديثه مع "العين الإخبارية"، دور الشباب في الجانب الرسمي من مفاوضات المؤتمر، بأنّ كل دولة تختار فريق عمل بحسب احتياجاتها وأهدافها من المفاوضات.
على سبيل المثال، في أمريكا اللاتينية، نجد أنّ الوفود القادمة من هناك تجلب معها بعض منظمات المجتمع المدني، أو الباحثين أو السكان الأصليين، وقد تتضمن شبابًا، وغالبًا يكون تشكيل فريق المفاوضات المختار من الدولة بناءً على أولويات تلك الدول؛ فتمثيل السكان الأصليين مثلًا يدل على أولوية الدولة في الحفاظ على استقرار حياة السكان الأصليين، وهكذا. لذلك؛ فتشكيل فريق المفاوضات يلعب دور ورقة الضغط أثناء المؤتمر لتوجيه مسار المفاوضات خاصة في بعض الآليات مثل التمويل. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ تمثيل الشباب في الوفود الرسمية، يعني أنهم يدخلون إلى المنطقة الحمراء "الريد زون" (Red Zone)، التي تدور فيها النقاشات والمفاوضات. كما يلتزم الشباب في الوفد بسياسة وأولوية دولته.
أما الشباب المشاركون في السياقات الخارجة عن المفاوضات الرسمية، وهم الحقوقيون المهتمون بقضايا العدالة المناخية، يكونون في المنطقة الخضراء "جرين زون" (Green Zone) أو المنطقة الزرقاء "بلو زون" (Blue Zone)، ويعملون عبر إلقاء محاضرات أو إجراء مظاهرات سلمية ضد القرارات الخاصة بالتغيرات المناخية التي لا تحقق الأهداف المرغوبة. "لكن في هذه الحالة، يكون دور الشباب مجرد ضغط غير رسمي على وفود الدول أو رؤساء الدول عندما يحضرون المؤتمر؛ خاصة إذا اتخذ رئيس دولة ما قرارًا ضد الأعراف المناخية"؛ وفقاً للدكتور هشام عيسى.
ربما في المنطقة الحمراء
يكمن السؤال الأهم في "متى يصبح الشباب قادرين على إحداث تغيير في العمل المناخي؟"، وتأتي الإجابة من الدكتور هشام عيسى الذي قال للعين الإخبارية: "حينما ينتقل هؤلاء الشباب من موقعهم في الجرين زون أو البلو زون إلى الريد زون كمفاوضين رسميين، في هذه الحالة، نستطيع أن نقول أنهم قد يؤثروا وبشدة بناء على قناعتهم، ما يجعلهم قادرين على إحداث تغيير إيجابي، لمعالجة ومكافحة تغير المناخ".
ويشرح الدكتور هشام عيسى في حواره مع العين الإخبارية، موضحًا أنه في حال إذا تولى هؤلاء الشباب مناصب في دولهم، بحيث يكونون بشكل أو بآخر مؤثرين في سياسة اتخاذ القرار في التغيرات المناخية. قد يتولوا مناصب سواء على مستوى الوفود التفاوضية أو على مستوى المراكز السياسية في دولهم. هنا في هذه الحالة، يمكننا القول إنهم يجهزون أنفسهم، ومن الممكن أن يحدثون تأثيرات ملموسة؛ لأنهم في هذه الحالة، مقتنعون بضرورة التعاون الدولي في مجال مكافحة التغير المناخ، ما يجعلهم أكثر قوة في تغيير مسار المفاوضات الخاصة بتغير المناخ من خلال تغييرها من كونها مجرد قرارات بروتوكولية تنفيذها لا يحقق طموحات الدول أو على الأقل سيحدثون تأثيراً فاعلاً من خلال تشكيل ضغط رسمي بحكم مناصبهم، لتنفيذ القرارات التي يتم اتخاذها سواء على مستوى خط خفض الانبعاثات أو على مستوى مواجهة مخاطر تغير المناخ.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز